دور الاطراف الاصطناعية في تحسين صورة الذات لدى الراشد مبتور الاطراف
صفحة 1 من اصل 1
دور الاطراف الاصطناعية في تحسين صورة الذات لدى الراشد مبتور الاطراف
دور الاطراف الاصطناعية في تحسين صورة الذات لدى الراشد مبتور الاطراف
دراسة ميدانية
اعداد: مزلوق وفاء- معيري حنان- مغوزي هدى
مقدمة:
من نعم الله على العبد أن يهبه الكمال الجسمي والبدني ،وأن يهبه بالمقابل القدرة على معرفة نفسه،والقدرة على وضعها الموضع اللائق بها ،حيث أن جهل الإنسان وعدم معرفته لقدراته يجعله يقيم ذاته تقييمها خاطئا ،فإما أن يعطيها أكثر من حقها ،وإما أن يزدري ذاته ويقلل من قيمتها ،غير أنه في كل مجتمع من المجتمعات فئات تتطلب تكفلا خاصا بها من أجل تحقيق تكيفها بالبيئة التي تعيش فيها ،وذلك نتيجة لوضعها الصحي ،وهذه الفئة هي ما اصطلح تسميتها بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
حيث تمثل الإعاقة كل شيء يحول دون فعل الشخص لما يريده ،بحيث لا يمكنه ممارسة حياته بشكل سوي وخاصة الأنشطة اليومية ومن بينها: خدمة الذات، الأنشطة التعليمية، العلاقات الاجتماعية والاقتصادية...إلخ.
الإشكالية:
تشهد الجزائر على غرار البلدان الأخرى العربية والعالمية منها ارتفاع عدد المعاقين ،فنجد أنه يوجد 10 %من سكان العالم مصابين بالإعاقة، وفي الدول النامية يوجد 80 % نظرا لسوء التغذية وانتشار الأمراض، أما بالنسبة للجزائر فعدد المعاقين لسنة (2006-2007) قدر بـ 31335 معاق، حيث تندرج تحتها الإعاقة الذهنية بـ 12362 معاق، والسمعية بـ 3206 معاق، البصرية بـ 3052 معاق، أما الأشخاص متعددوا الإعاقة 519 معاق، و المعاقين حركيا فقد بلغ عددهم 12232 معاق(مديرية النشاط الاجتماعي، مكتب الإحصاء والإعلام التوجيه، 2007 ).
و نالت فئة المعاقين اهتماما متزايدا سواء من الناحية الطبية أو البحثية أو البرامج الإرشادية، حيث أن إعداد الراشد لمواجهة الحياة ومتغيراتها يتطلب إكسابه أكبر قدر ممكن من الخبرات والمهارات خلال تفاعله مع مختلف مواقف الحياة لكي يؤهله للعيش في المجتمع والاندماج معه ومن بين هذه الإعاقات نجد " بتر الأطراف" وهو متعلق بالإعاقات الجسمية المرتبطة بالحركة والتي تتصف بالديمومة حيث يترتب عنه فقدان أحد الأطراف الأمر الذي يجعله يصنف ضمن الإعاقات، وبما أن الإنسان هو كيان واحد يؤثر على الشخص مبتور الأطراف وبالتالي على سلوكه وصورة الذات لديه ،هذه الأخيرة التي تعد القلب النابض في الشخصية الإنسانية والمحور الأساسي لها، فهي تتكون من خلال ما يتصوره الفرد عن ذاته أو ما يتخيله عنها، كما تمثل دور الآخرين في تحديد إدراك الفرد لذاته (WWW.NEASY.COM).
وقد تناولت الدراسة الحالية تساؤلا مفاده : كيف تساعد الأطراف الاصطناعية في تحسين صورة الذات لدى الراشد مبتور الأطراف؟ .
فرضيات الدراسة :
- تساعد الأطراف الاصطناعية في تحسين صورة الذات لدى الراشد مبتور الأطراف.
متغيرات الدراسة:
-الإعاقة:
) على كل شخص لا يستطيع تأمين حاجاته Handicapé يطلق مصطلح معوق( الأساسية بشكل كامل أو جزئي، أو حياته الاجتماعية كنتيجة لعاهة خلقية أو غير ذلك، تؤثر في أهليته الجسمية أو العقلية. (تركي رابح، 1982، ص 82).
- الإعاقة الحركية:
نوع من الإعاقة ينتج عن عيوب بدنية أو جسمية، وخاصة تلك العيوب المتعلقة بالعظام والمفاصل والعضلات، ويطلق على الفرد المصاب بمثل هذه العيوب معوق بدنيا أو حركيا. (نفس المرجع، ص 49).
- البتر:
هو أحد الإعاقات الجسمية الحركية، بمعنى إزالة جزء أو طرف من جسم الإنسان وذلك للحفاظ على حياته، ويترتب عليها عدم وجود الطرف نفسه، وبالتالي فقدان الإنسان لوظيفة هذا الطرف التي وجد من أجلها، مما يؤثر على حياته الشخصية والاجتماعية والمهنية بدرجات متفاوتة تتوقف على حالة البتر ونوعه ومداه ومدى ارتباطها بجوانب حياته.( Jean delamare et autre, 1985, p3(WWW.NEASY.COM1).
-الراشد:
رَشُدَ أصبح أهلا للمسؤولية فيتزوج ويتعاقد وله كافة الحقوق المدنية ما لم يكن مصابا بنقص عقلي أو جنوني. ( حفني عبد المنعم، 2005، ص 206).
والرشد هو سن التعقل والرشاد والهداية ويبدأ في نحو (20 سنة) وبعض الشعوب تجعله شرعا (21 سنة) وينتهي قبل (60 سنة) . (نفس المرجع، ص 219).
-صورة الذات:
تعني نظرة الفرد لنفسه وما يستخلصه من ذلك مقارنة بالآخرين من حيث الشكل، والمظهر العام والسلوك. ومن هذه الصورة يتكون الانطباع العام عن الذات، سلبياً كان أم إيجابيا. وغالباً ما تؤدي صورة الذات السلبية إلى احترام ).www.annafsia.com ضعيف للذات (.
أهمية البديل الاصطناعي:
إن الأطراف الاصطناعية تعد البديل الأنسب في حالة البتر، حيث أن المبتورين قدرت نسبتهم من 50 إلى 80 %يعانون من وهمية الطرف أي وجود الطرف المبتور، فيقومون بتصرفات وكأن طرفهم لم يبتر مثل:
- الحك على مستوى البتر.
- الشعور بالألم والأوجاع .
- الشعور بمكان الأصابع وموضعها.
أما بالنسبة للحالة النفسية يعاني المبتورين من حالات الحزن الشديد، الاحتجاج، والاكتئاب، التهيج، فقدان معنى الحياة.
- دور الأخصائي النفسي: ويأتي دور المعالج النفسي بإجراء لقاءات مع المرضى والآباء بشكل دوري، والاستماع إليهم بعناية، ومعرفة احتياجاتهم فيقوم بمساعدتهم على تسهيل إعادة إدماجهم في المجتمع، وأيضا إعادة بناء صورة الذات واحترامها .
.annafsia.com
دراسة ميدانية
اعداد: مزلوق وفاء- معيري حنان- مغوزي هدى
مقدمة:
من نعم الله على العبد أن يهبه الكمال الجسمي والبدني ،وأن يهبه بالمقابل القدرة على معرفة نفسه،والقدرة على وضعها الموضع اللائق بها ،حيث أن جهل الإنسان وعدم معرفته لقدراته يجعله يقيم ذاته تقييمها خاطئا ،فإما أن يعطيها أكثر من حقها ،وإما أن يزدري ذاته ويقلل من قيمتها ،غير أنه في كل مجتمع من المجتمعات فئات تتطلب تكفلا خاصا بها من أجل تحقيق تكيفها بالبيئة التي تعيش فيها ،وذلك نتيجة لوضعها الصحي ،وهذه الفئة هي ما اصطلح تسميتها بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
حيث تمثل الإعاقة كل شيء يحول دون فعل الشخص لما يريده ،بحيث لا يمكنه ممارسة حياته بشكل سوي وخاصة الأنشطة اليومية ومن بينها: خدمة الذات، الأنشطة التعليمية، العلاقات الاجتماعية والاقتصادية...إلخ.
الإشكالية:
تشهد الجزائر على غرار البلدان الأخرى العربية والعالمية منها ارتفاع عدد المعاقين ،فنجد أنه يوجد 10 %من سكان العالم مصابين بالإعاقة، وفي الدول النامية يوجد 80 % نظرا لسوء التغذية وانتشار الأمراض، أما بالنسبة للجزائر فعدد المعاقين لسنة (2006-2007) قدر بـ 31335 معاق، حيث تندرج تحتها الإعاقة الذهنية بـ 12362 معاق، والسمعية بـ 3206 معاق، البصرية بـ 3052 معاق، أما الأشخاص متعددوا الإعاقة 519 معاق، و المعاقين حركيا فقد بلغ عددهم 12232 معاق(مديرية النشاط الاجتماعي، مكتب الإحصاء والإعلام التوجيه، 2007 ).
و نالت فئة المعاقين اهتماما متزايدا سواء من الناحية الطبية أو البحثية أو البرامج الإرشادية، حيث أن إعداد الراشد لمواجهة الحياة ومتغيراتها يتطلب إكسابه أكبر قدر ممكن من الخبرات والمهارات خلال تفاعله مع مختلف مواقف الحياة لكي يؤهله للعيش في المجتمع والاندماج معه ومن بين هذه الإعاقات نجد " بتر الأطراف" وهو متعلق بالإعاقات الجسمية المرتبطة بالحركة والتي تتصف بالديمومة حيث يترتب عنه فقدان أحد الأطراف الأمر الذي يجعله يصنف ضمن الإعاقات، وبما أن الإنسان هو كيان واحد يؤثر على الشخص مبتور الأطراف وبالتالي على سلوكه وصورة الذات لديه ،هذه الأخيرة التي تعد القلب النابض في الشخصية الإنسانية والمحور الأساسي لها، فهي تتكون من خلال ما يتصوره الفرد عن ذاته أو ما يتخيله عنها، كما تمثل دور الآخرين في تحديد إدراك الفرد لذاته (WWW.NEASY.COM).
وقد تناولت الدراسة الحالية تساؤلا مفاده : كيف تساعد الأطراف الاصطناعية في تحسين صورة الذات لدى الراشد مبتور الأطراف؟ .
فرضيات الدراسة :
- تساعد الأطراف الاصطناعية في تحسين صورة الذات لدى الراشد مبتور الأطراف.
متغيرات الدراسة:
-الإعاقة:
) على كل شخص لا يستطيع تأمين حاجاته Handicapé يطلق مصطلح معوق( الأساسية بشكل كامل أو جزئي، أو حياته الاجتماعية كنتيجة لعاهة خلقية أو غير ذلك، تؤثر في أهليته الجسمية أو العقلية. (تركي رابح، 1982، ص 82).
- الإعاقة الحركية:
نوع من الإعاقة ينتج عن عيوب بدنية أو جسمية، وخاصة تلك العيوب المتعلقة بالعظام والمفاصل والعضلات، ويطلق على الفرد المصاب بمثل هذه العيوب معوق بدنيا أو حركيا. (نفس المرجع، ص 49).
- البتر:
هو أحد الإعاقات الجسمية الحركية، بمعنى إزالة جزء أو طرف من جسم الإنسان وذلك للحفاظ على حياته، ويترتب عليها عدم وجود الطرف نفسه، وبالتالي فقدان الإنسان لوظيفة هذا الطرف التي وجد من أجلها، مما يؤثر على حياته الشخصية والاجتماعية والمهنية بدرجات متفاوتة تتوقف على حالة البتر ونوعه ومداه ومدى ارتباطها بجوانب حياته.( Jean delamare et autre, 1985, p3(WWW.NEASY.COM1).
-الراشد:
رَشُدَ أصبح أهلا للمسؤولية فيتزوج ويتعاقد وله كافة الحقوق المدنية ما لم يكن مصابا بنقص عقلي أو جنوني. ( حفني عبد المنعم، 2005، ص 206).
والرشد هو سن التعقل والرشاد والهداية ويبدأ في نحو (20 سنة) وبعض الشعوب تجعله شرعا (21 سنة) وينتهي قبل (60 سنة) . (نفس المرجع، ص 219).
-صورة الذات:
تعني نظرة الفرد لنفسه وما يستخلصه من ذلك مقارنة بالآخرين من حيث الشكل، والمظهر العام والسلوك. ومن هذه الصورة يتكون الانطباع العام عن الذات، سلبياً كان أم إيجابيا. وغالباً ما تؤدي صورة الذات السلبية إلى احترام ).www.annafsia.com ضعيف للذات (.
أهمية البديل الاصطناعي:
إن الأطراف الاصطناعية تعد البديل الأنسب في حالة البتر، حيث أن المبتورين قدرت نسبتهم من 50 إلى 80 %يعانون من وهمية الطرف أي وجود الطرف المبتور، فيقومون بتصرفات وكأن طرفهم لم يبتر مثل:
- الحك على مستوى البتر.
- الشعور بالألم والأوجاع .
- الشعور بمكان الأصابع وموضعها.
أما بالنسبة للحالة النفسية يعاني المبتورين من حالات الحزن الشديد، الاحتجاج، والاكتئاب، التهيج، فقدان معنى الحياة.
- دور الأخصائي النفسي: ويأتي دور المعالج النفسي بإجراء لقاءات مع المرضى والآباء بشكل دوري، والاستماع إليهم بعناية، ومعرفة احتياجاتهم فيقوم بمساعدتهم على تسهيل إعادة إدماجهم في المجتمع، وأيضا إعادة بناء صورة الذات واحترامها .
.annafsia.com
دور الاطراف الصناعية في تحسين صورة الذات للراشد (تابع)
الدراسة الميدانية:
تم الجانب الميداني للدراسة بمركز الديوان الوطني لترقية أعضاء المعوقين الاصطناعية ولواحقها(ONAAPH ) بسطيف، وتم اختيار المركز بسبب توفره على العينة التي تناولتها الدراسة.
- العينة:
تتكون عينة بحثنا من أربع حالات ، اثنين ذكور و اثنين إناث، تتراوح أعمارهم مابين (27 و55سنة)،وهم (حنان ،المكي، حبيبة، كمال).
كلهم ذوو مستوى من التعليم لا يتجاوز الثانوي ،ما عدى حنان فهي جامعية، أما طريقة اختيار العينة فقد كانت قصدية للتأكد من صحة الفرض الذي وضعناه ميدانيا :
تساعد الأطراف الاصطناعية في تحسين صورة الذات لدى الراشد مبتور الأطراف .
أفراد العينة الجنس السن نوع البتر
حنان أنثى 27 سنة الأطراف السفلى
المكي ذكر 51 سنة الأطراف السفلى
حبيبة أنثى 52 سنة الأطراف السفلى
كمال ذكر 55 سنة الأطراف السفلى
- منهج البحث:
واعتمدت الدراسة كمنهج لها المنهج العيادي لمعرفة فيما إذا كان بتر الأطراف يؤثر على صورة الذات لدى الراشد مبتور الأطراف حيث أنه يعد من أحد المناهج المهمة والأساسية في مجال الدراسات النفسية، وذلك لتزويده بالمعلومات التي تخدم موضوع الدراسة، وهو يعتمد على المفحوص الواحد (دراسة حالة) بهدف رسم صورة ملائمة عن العميل بغية التشخيص الملائم .
وقد اعتمدنا على الأدوات والمقاييس النفسية التالية :
الملاحظة والمقابلة (نصف موجهة)، واختبار إسقاطي ( اختبار الروشاخ ).
نتائج الدراسة:
الحالة الأولى:
حنان فتاة عزباء تبلغ من العمر 27 سنة، تسكن بسطيف، يتيمة الأب وتحتل الرتبة الأخيرة في العائلة من بين ذكرين وثلاث بنات، مستواها الدراسي السنة الثالثة جامعي (الجامعة الليلية) متحصلة على شهادات تكوين في الكاميرا، المجبود، الخياطة، كما أنها تقوم بتدريس نساء لمحو الأمية، مستواها الاقتصادي متوسط.
حنان مبتورة الرجل اليسرى حتى الركبة، سبب إصابتها خلقي حيث ولدت دون رجل، وإلى حد الآن تجهل السبب الأصلي لإصابتها، كما أنها تعاني من أمراض أخرى: فقر الدم، الحساسية.
أتت حنان إلى المركز، لمعاينة رجلها الاصطناعي واستبداله برجل آخر( حيث أنها تستبدله كل خمس سنوات)، وهي تعتبر نفسها كباقي الناس بوضعها للبديل الاصطناعي، وتقوم بالمحافظة عليه قدر المستطاع ، وتحس نفسها بأنها معاقة لأن الطرف الاصطناعي يساعدها على القيام بكافة الأعمال ولا تستطيع تخيل نفسها دونه.
أما عن زيارتنا للعميلة بالمدرسة الابتدائية التي تدرس بها نساء محو الأمية، فلاحظنا علاقتها الجيدة معهم ، ومدى حبهم لها وتقديرهم رغم إعاقتها ومساعدتهم لها كما لو كانت ابنتهم، كما وجدنا حنان مرتدية تنورة، فسألناها إذا كان لا يسبب لها الحرج بظهور رجلها الاصطناعية، فأجابت أنه كان في السابق أما الآن تغير الأمر وأصبحت تلبس كل ما تريد دون حساب لظهور رجلها .
وتحدثنا عن علاقاتها العاطفية بحكم أنها فتاة شابة، فقالت أنها ليست مقيمة لأي علاقة مع أي شاب، مع أنه تقدم لخطبتها العديد من الرجال، أضافت حنان أنها تتمنى الزواج من رجل غير معوق، وفي الأخير أضافت أنها تطمح إلى العمل وشراء سيارة و سياقتها.
أظهرت نتائج المقابلة أن العميلة تعاني من وجود قلق وانفعال، ميكانيزمات دفاع كالتعويض، السرعة في الإجابة عن الأسئلة، حساسية مفرطة، الإحساس بالنقص، علاقات محدودة، عدم تقبل لإعاقتها، استحسان للطرف الاصطناعي، ناقمة على المجتمع ورافضة له، الخوف من إقامة علاقات عاطفية، درجة كبيرة من الطموح.
أما عن نتائج اختبارالروشاخ وبالذات البطاقة الخامسة المتعلقة بصورة الذات فقد أظهرت عدم تقبلها للإعاقة و مدى اعتمادها الكبير على البديل الاصطناعي.
الحالة الثانية:
المكي رجل متزوج، يبلغ من العمر 51 سنة، يقطن بولاية سطيف وبالضبط ببئر العرش، أب لسبعة أولاد ثلاث ذكور وأربع بنات، مستواه الدراسي ابتدائي، والداه على قيد الحياة، وهو بطال ذو مستوى معيشي متوسط.
العميل مبتور الرجل اليمنى حتى الفخذ، ويرجع سبب بترها إلى حادث مرور، كما أن حالته الصحية جيدة ولا يعاني من أي أمراض مزمنة. وقد بترت رجل العميل منذ 1989، أتى العميل لاستبدال رجله الاصطناعية ومعاينته من طرف الطبيب، أما فيما يخص وهم الإحساس بالطرف المبتور فقد لازم العميل في بداية الأمر لكنه اختفى بعد ذلك.
أما عن حالته النفسية بعد البتر، وأثر فقدانه لرجله الأيمن فتبين وجود اضطرابات في القدرات العقليه قبل العملية كالذاكرة ،الحساسية المفرطة اتجاه الإصابة ،أظهر نوعا من عدم التقبل للإعاقة،عدم الاستقرار في حياته المهنية ،منطوي وغير اجتماعي .
هذا ما تبين من خلال إجراء المقابلة، أما فيما يخص نتائج الاختبار وبالذات البطاقة الخامسة المتعلقة بصورة الذات فقد أظهرت عدم تقبله للإعاقة و مدى اعتماده الكبير على البديل الاصطناعي.
الحالة الثالثة:
حبيبة امرأة متزوجة، تبلغ من العمر 54 سنة، تقطن بمدينة سطيف وبالتحديد في طانجة، تحتل الرتبة الوسطى بين أخواتها البالغ عددهم 9 أفراد، 4 ذكور و5 إناث، مستواها الدراسي السنة الرابعة من التعليم المتوسط، والداها على قيد الحياة، وهي ربة بيت، وزوجها متقاعد لم ينجبا الأولاد، أما مستواهم المعيشي فهو متوسط.
العميلة مبتورة الرجل اليسرى تحت الركبة، ويرجع سبب البتر إلى إصابتها بداء السكري، والذي يعتبر وراثي في عائلتها (أعمامها، أخواتها مصابين به)، وبالضبط أصيبت بالقدم السكرية أي الغرغرينا، وتم بتر رجلها في أوت 2007 .
كانت العميلة تقوم بإعادة التأهيل الوظيفي لتركيب العضو الاصطناعي.
من خلال إجراء المقابلة مع العميلة تبين لنا أنها تعاني الاحساس بالعجز و النقص ،عدم الثقة بالنفس ،الإحساس ببعض المخاوف (الوحدة)،حساسية اتجاه المرض ،اجتماعية و تحض بالحب و التقدير من الآخرين ،تعاني من اضطرابات إعاشية (الأرق).
أما عن نتائج اختبارالروشاخ وبالذات البطاقة الخامسة المتعلقة بصورة الذات فقد أظهرت عدم تقبلها للإعاقة و مدى قبولها الكبير لاستعمال البديل الاصطناعي.
الحالة الرابعة :
كمال رجل متزوج، يبلغ من العمر 55 سنة، يقطن بمدينة سطيف وبالتحديد في 1000 مسكن، أب لسبعة أولاد ثلاث ذكور وأربع إناث، مستواه الدراسي ثانوي، أمه على قيد الحياة، ووالده متوفي، وهو استاذ للمستوى الابتدائي في اللغة العربية، ذو مستوى معيشي متوسط.
العميل مبتور الرجل اليمنى تحت الركبة، ويرجع سبب بترها إلى مرض تصلب الشرايين، والناتج عن تناوله للدخان ، مع العلم أنه لا يعاني من أي أمراض مزمنة أخرى، و قد تم بتر رجله منذ جوان 2007.
أما عن حالته النفسية بعد العملية وفقدانه لرجله الأيمن، فتبين أن الحالة تعاني من الحساسية و شدة الانفعال، سرعة الغضب والقلق ، متفائل وله طموح للمستقبل، استخدام ميكانيزمات الدفاع كالتعويض، احساسه بالنقص اتجاه جسمه، الشعور بالاعتمادية (الاتكالية).
هذا ما تبين من خلال إجراء المقابلة، أما فيما يخص نتائج الاختبار وبالذات البطاقة الخامسة المتعلقة بصورة الذات فقد أظهرت عدم تقبله للإعاقة، وأنه يتوق إلى تركيب الرجل الاصطناعية للعودة إلى العمل، وله آمال كبيرة بها.
الخاتمة:
وفي الأخير وبعد تناولنا لهذا الموضوع بالتحليل والدراسة، والذي حاولنا فيه قدر المستطاع الإلمام بكل جوانبه، وتوصلنا إلى استخلاص مجموعة من النتائج الهامة حول أهمية الأطراف الاصطناعية في تحسين صورة الذات لدى الحالات محل الدراسة فبتدني صورة الذات لدى الفرد يبقى عاجزا عن مزاولة حياته الطبيعية في خضم المشاكل النفسية والاضطرابات الخاصة بالإعاقة، وباستعمال البديل الاصطناعي والتأهيل النفسي للمبتور فإن الصورة السلبية تتحول إلى صورة إيجابية وذلك من خلال إظهار القدرات المتوفرة لديه والبديل يساعد على تكميلها، فمعظم المبتورين بعد استعمالهم الأطراف الاصطناعية عاودوا ممارسة نشاطاتهم العادية واكتشفوا مواهب جديدة لديهم، وخرجوا من عزلتهم وانطوائهم، وزالت لديهم أعراض الاكتئاب والقلق.
قائمة المراجع:
1- تركي رابح، المعوقون في الجزائر وواجب المجتمع والدولة نحوهم، دط، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع –الجزائر- ، 1982.
2- الموسوعة النفسية في علم النفس والطب النفسي في حياتنا اليومية (موسوعة عالم علم النفس)،المجلد الثاني، عبد المنعم الحفني، ط1، دار نوبيكس للنشر والتوزيع- بيروت ،لبنان- 2005.
3-مديرية النشاط الاجتماعي، مكتب الإحصاء والإعلام التوجيه، 2007.
موقع الأنترنت:
4- WWW.NEASY.COM
5- www
تم الجانب الميداني للدراسة بمركز الديوان الوطني لترقية أعضاء المعوقين الاصطناعية ولواحقها(ONAAPH ) بسطيف، وتم اختيار المركز بسبب توفره على العينة التي تناولتها الدراسة.
- العينة:
تتكون عينة بحثنا من أربع حالات ، اثنين ذكور و اثنين إناث، تتراوح أعمارهم مابين (27 و55سنة)،وهم (حنان ،المكي، حبيبة، كمال).
كلهم ذوو مستوى من التعليم لا يتجاوز الثانوي ،ما عدى حنان فهي جامعية، أما طريقة اختيار العينة فقد كانت قصدية للتأكد من صحة الفرض الذي وضعناه ميدانيا :
تساعد الأطراف الاصطناعية في تحسين صورة الذات لدى الراشد مبتور الأطراف .
أفراد العينة الجنس السن نوع البتر
حنان أنثى 27 سنة الأطراف السفلى
المكي ذكر 51 سنة الأطراف السفلى
حبيبة أنثى 52 سنة الأطراف السفلى
كمال ذكر 55 سنة الأطراف السفلى
- منهج البحث:
واعتمدت الدراسة كمنهج لها المنهج العيادي لمعرفة فيما إذا كان بتر الأطراف يؤثر على صورة الذات لدى الراشد مبتور الأطراف حيث أنه يعد من أحد المناهج المهمة والأساسية في مجال الدراسات النفسية، وذلك لتزويده بالمعلومات التي تخدم موضوع الدراسة، وهو يعتمد على المفحوص الواحد (دراسة حالة) بهدف رسم صورة ملائمة عن العميل بغية التشخيص الملائم .
وقد اعتمدنا على الأدوات والمقاييس النفسية التالية :
الملاحظة والمقابلة (نصف موجهة)، واختبار إسقاطي ( اختبار الروشاخ ).
نتائج الدراسة:
الحالة الأولى:
حنان فتاة عزباء تبلغ من العمر 27 سنة، تسكن بسطيف، يتيمة الأب وتحتل الرتبة الأخيرة في العائلة من بين ذكرين وثلاث بنات، مستواها الدراسي السنة الثالثة جامعي (الجامعة الليلية) متحصلة على شهادات تكوين في الكاميرا، المجبود، الخياطة، كما أنها تقوم بتدريس نساء لمحو الأمية، مستواها الاقتصادي متوسط.
حنان مبتورة الرجل اليسرى حتى الركبة، سبب إصابتها خلقي حيث ولدت دون رجل، وإلى حد الآن تجهل السبب الأصلي لإصابتها، كما أنها تعاني من أمراض أخرى: فقر الدم، الحساسية.
أتت حنان إلى المركز، لمعاينة رجلها الاصطناعي واستبداله برجل آخر( حيث أنها تستبدله كل خمس سنوات)، وهي تعتبر نفسها كباقي الناس بوضعها للبديل الاصطناعي، وتقوم بالمحافظة عليه قدر المستطاع ، وتحس نفسها بأنها معاقة لأن الطرف الاصطناعي يساعدها على القيام بكافة الأعمال ولا تستطيع تخيل نفسها دونه.
أما عن زيارتنا للعميلة بالمدرسة الابتدائية التي تدرس بها نساء محو الأمية، فلاحظنا علاقتها الجيدة معهم ، ومدى حبهم لها وتقديرهم رغم إعاقتها ومساعدتهم لها كما لو كانت ابنتهم، كما وجدنا حنان مرتدية تنورة، فسألناها إذا كان لا يسبب لها الحرج بظهور رجلها الاصطناعية، فأجابت أنه كان في السابق أما الآن تغير الأمر وأصبحت تلبس كل ما تريد دون حساب لظهور رجلها .
وتحدثنا عن علاقاتها العاطفية بحكم أنها فتاة شابة، فقالت أنها ليست مقيمة لأي علاقة مع أي شاب، مع أنه تقدم لخطبتها العديد من الرجال، أضافت حنان أنها تتمنى الزواج من رجل غير معوق، وفي الأخير أضافت أنها تطمح إلى العمل وشراء سيارة و سياقتها.
أظهرت نتائج المقابلة أن العميلة تعاني من وجود قلق وانفعال، ميكانيزمات دفاع كالتعويض، السرعة في الإجابة عن الأسئلة، حساسية مفرطة، الإحساس بالنقص، علاقات محدودة، عدم تقبل لإعاقتها، استحسان للطرف الاصطناعي، ناقمة على المجتمع ورافضة له، الخوف من إقامة علاقات عاطفية، درجة كبيرة من الطموح.
أما عن نتائج اختبارالروشاخ وبالذات البطاقة الخامسة المتعلقة بصورة الذات فقد أظهرت عدم تقبلها للإعاقة و مدى اعتمادها الكبير على البديل الاصطناعي.
الحالة الثانية:
المكي رجل متزوج، يبلغ من العمر 51 سنة، يقطن بولاية سطيف وبالضبط ببئر العرش، أب لسبعة أولاد ثلاث ذكور وأربع بنات، مستواه الدراسي ابتدائي، والداه على قيد الحياة، وهو بطال ذو مستوى معيشي متوسط.
العميل مبتور الرجل اليمنى حتى الفخذ، ويرجع سبب بترها إلى حادث مرور، كما أن حالته الصحية جيدة ولا يعاني من أي أمراض مزمنة. وقد بترت رجل العميل منذ 1989، أتى العميل لاستبدال رجله الاصطناعية ومعاينته من طرف الطبيب، أما فيما يخص وهم الإحساس بالطرف المبتور فقد لازم العميل في بداية الأمر لكنه اختفى بعد ذلك.
أما عن حالته النفسية بعد البتر، وأثر فقدانه لرجله الأيمن فتبين وجود اضطرابات في القدرات العقليه قبل العملية كالذاكرة ،الحساسية المفرطة اتجاه الإصابة ،أظهر نوعا من عدم التقبل للإعاقة،عدم الاستقرار في حياته المهنية ،منطوي وغير اجتماعي .
هذا ما تبين من خلال إجراء المقابلة، أما فيما يخص نتائج الاختبار وبالذات البطاقة الخامسة المتعلقة بصورة الذات فقد أظهرت عدم تقبله للإعاقة و مدى اعتماده الكبير على البديل الاصطناعي.
الحالة الثالثة:
حبيبة امرأة متزوجة، تبلغ من العمر 54 سنة، تقطن بمدينة سطيف وبالتحديد في طانجة، تحتل الرتبة الوسطى بين أخواتها البالغ عددهم 9 أفراد، 4 ذكور و5 إناث، مستواها الدراسي السنة الرابعة من التعليم المتوسط، والداها على قيد الحياة، وهي ربة بيت، وزوجها متقاعد لم ينجبا الأولاد، أما مستواهم المعيشي فهو متوسط.
العميلة مبتورة الرجل اليسرى تحت الركبة، ويرجع سبب البتر إلى إصابتها بداء السكري، والذي يعتبر وراثي في عائلتها (أعمامها، أخواتها مصابين به)، وبالضبط أصيبت بالقدم السكرية أي الغرغرينا، وتم بتر رجلها في أوت 2007 .
كانت العميلة تقوم بإعادة التأهيل الوظيفي لتركيب العضو الاصطناعي.
من خلال إجراء المقابلة مع العميلة تبين لنا أنها تعاني الاحساس بالعجز و النقص ،عدم الثقة بالنفس ،الإحساس ببعض المخاوف (الوحدة)،حساسية اتجاه المرض ،اجتماعية و تحض بالحب و التقدير من الآخرين ،تعاني من اضطرابات إعاشية (الأرق).
أما عن نتائج اختبارالروشاخ وبالذات البطاقة الخامسة المتعلقة بصورة الذات فقد أظهرت عدم تقبلها للإعاقة و مدى قبولها الكبير لاستعمال البديل الاصطناعي.
الحالة الرابعة :
كمال رجل متزوج، يبلغ من العمر 55 سنة، يقطن بمدينة سطيف وبالتحديد في 1000 مسكن، أب لسبعة أولاد ثلاث ذكور وأربع إناث، مستواه الدراسي ثانوي، أمه على قيد الحياة، ووالده متوفي، وهو استاذ للمستوى الابتدائي في اللغة العربية، ذو مستوى معيشي متوسط.
العميل مبتور الرجل اليمنى تحت الركبة، ويرجع سبب بترها إلى مرض تصلب الشرايين، والناتج عن تناوله للدخان ، مع العلم أنه لا يعاني من أي أمراض مزمنة أخرى، و قد تم بتر رجله منذ جوان 2007.
أما عن حالته النفسية بعد العملية وفقدانه لرجله الأيمن، فتبين أن الحالة تعاني من الحساسية و شدة الانفعال، سرعة الغضب والقلق ، متفائل وله طموح للمستقبل، استخدام ميكانيزمات الدفاع كالتعويض، احساسه بالنقص اتجاه جسمه، الشعور بالاعتمادية (الاتكالية).
هذا ما تبين من خلال إجراء المقابلة، أما فيما يخص نتائج الاختبار وبالذات البطاقة الخامسة المتعلقة بصورة الذات فقد أظهرت عدم تقبله للإعاقة، وأنه يتوق إلى تركيب الرجل الاصطناعية للعودة إلى العمل، وله آمال كبيرة بها.
الخاتمة:
وفي الأخير وبعد تناولنا لهذا الموضوع بالتحليل والدراسة، والذي حاولنا فيه قدر المستطاع الإلمام بكل جوانبه، وتوصلنا إلى استخلاص مجموعة من النتائج الهامة حول أهمية الأطراف الاصطناعية في تحسين صورة الذات لدى الحالات محل الدراسة فبتدني صورة الذات لدى الفرد يبقى عاجزا عن مزاولة حياته الطبيعية في خضم المشاكل النفسية والاضطرابات الخاصة بالإعاقة، وباستعمال البديل الاصطناعي والتأهيل النفسي للمبتور فإن الصورة السلبية تتحول إلى صورة إيجابية وذلك من خلال إظهار القدرات المتوفرة لديه والبديل يساعد على تكميلها، فمعظم المبتورين بعد استعمالهم الأطراف الاصطناعية عاودوا ممارسة نشاطاتهم العادية واكتشفوا مواهب جديدة لديهم، وخرجوا من عزلتهم وانطوائهم، وزالت لديهم أعراض الاكتئاب والقلق.
قائمة المراجع:
1- تركي رابح، المعوقون في الجزائر وواجب المجتمع والدولة نحوهم، دط، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع –الجزائر- ، 1982.
2- الموسوعة النفسية في علم النفس والطب النفسي في حياتنا اليومية (موسوعة عالم علم النفس)،المجلد الثاني، عبد المنعم الحفني، ط1، دار نوبيكس للنشر والتوزيع- بيروت ،لبنان- 2005.
3-مديرية النشاط الاجتماعي، مكتب الإحصاء والإعلام التوجيه، 2007.
موقع الأنترنت:
4- WWW.NEASY.COM
5- www
مواضيع مماثلة
» *التدرب على توكيد الذات*
» أبناؤنا من الاتكالية إلى الاعتماد على الذات..
» كيف تحول التحدث مع الذات إلى قوة إيجابية؟؟
» اكبرمكتبة علم النفس والاجتماع والصحة النفسية وتطوير الذات
» تصميم برنامج ارشادى لتحسين مفهوم الذات عند اطفال المؤسسات الايوائيه .
» أبناؤنا من الاتكالية إلى الاعتماد على الذات..
» كيف تحول التحدث مع الذات إلى قوة إيجابية؟؟
» اكبرمكتبة علم النفس والاجتماع والصحة النفسية وتطوير الذات
» تصميم برنامج ارشادى لتحسين مفهوم الذات عند اطفال المؤسسات الايوائيه .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى