الاكتئاب depression

الاكتئاب
Depression
يعد الاكتئاب "حالة انفعالية يشعر فيها الفرد بالحزن وفقدان السعادة والانسحاب الاجتماعي وفقدان الأمن والشعور بعدم القيمة وفقدان الأمل في المستقبل وبعض الأعراض الجسمانية مثل توهم المرض، واضطرابات الشهية، والشعور بالإجهاد، ونقص الوزن، هذا بالإضافة إلي مشاعر الذنب تجاه الذات وتجاه الآخرين، وعدم القدرة علي الحب وضعف الإنجاز وزيادة الحساسية الانفعالية والشعور بالوحدة ".
ويعرف أحمد عبد الخالق الاكتئاب بأنه " حالة انفعالية من الغم والهم الدائم والتي تتراوح بين تثبيط الهمة والكآبة إلى الشعور بالقنوط واليأس، ويصاحب هذه الحالة مشاعر متعددة منها الأرق، وفقدان الشهية، وضعف القدرة على التركيز وصعوبة اتخاذ القرار".
ويشير عادل محمد إلى أن البحوث التي تتناول المظاهر الاكتئابية خلال مرحلة المراهقة تركز على ثلاثة مكونات أساسية، هي:المزاج الاكتئابي، والزملات (الأعراض المرضية) الاكتئابية، والاضطرابات الاكتئابية.
وتقتسم هذه المكونات مجموعة مشتركة من الأعراض التي تعكس مشاعر سلبية ولكنها تختلف في تضمنها لأعراض القلق، والمشاكل الجسمية والتركيز المشوش، وفي مدة وشدة الأعراض التي تتضمنها. وتتداخل هذه المكونات الثلاثة معاً كثلاثة مستويات للظواهر الاكتئابية في نموذج هرمي ومتتابع، ويفترض أن تكون العوامل الوسيطة هي المسئولة عن العلاقات التي تنشأ بين هذه المستويات الثلاثة(Compas, et.al., 1993) .
إن المعالم الإكلينيكية للاكتئاب تتحدد في نسق يضم أربع فئات واسعة هي:
المزاج( الوجدان): حزين، وكئيب، ومكتئب، وغير سعيد، ومنقبض، وأجوف أو أحمق، ومهموم، ومتهيج وسريع الإثارة.
المعرفة: فقدان الاهتمامات، وصعوبة في التركيز، وانخفاض تقدير الذات، وأفكار سالبة، والتردد وعدم الحسم، والشعور بالذنب، وأفكار انتحارية، وهلوسات، وهذاءات.
السلوك: البطء النفسي الحركي، والاهتياج النفسي الحركي، والبكاء والانسحاب الاجتماعي، والاعتمادية، والانتحار.
الأعراض الجسمية: اضطراب النوم(الأرق أو كثرة النوم)، والتعب، وزيادة الشهية أو نقصانها، وفقدان الوزن أو زيادته، والألم، واضطراب الجهاز الهضمي، وتناقص " اللبيدو"(الطاقة الجنسية النفسية).
إن هذه الأعراض الجسمية، التي تتعلق باضطرابات الشهية للطعام، يمكن أن تعزي إلي أي من العوامل الثلاثة التالية:
أولاً: إن هذه الاضطرابات الجسمية قد تنبع من الحقيقة التي تشير إلى أن الأشخاص المكتئبين يخبرون حالة من الضيق والانفعالية، الأمر الذي ينطوي بدوره علي تأثير تفكيكي وعلي إهدار لطاقاتهم النفسية.
ثانياً: إن الاكتئاب يرتبط بعدد من التغيرات الكيميائية الحيوية في الدماغ، وهذه التغيرات تؤثر في وظيفة منطقة المهاد التحتاني، والتي تؤثر بدورها في الشهية للطعام.
ثالثاً: إن بعض الأعراض الجسمية، مثل التعب الزائد ومشكلات الهضم، قد لا تعزي إلي الاكتئاب في حد ذاته، ولكنها بدلا من ذلك قد تكون" أعراضا ثانوية " ناتجة عن الحقيقة المتعلقة بما يعانيه من اضطرابات الطعام.

محكات تشخيص الاكتئاب:
حدد شافير وآخرون Shaffer.Et.al. محكات لتشخيص أعراض الاكتئاب لدي المراهقين تشمل النماذج التالية:
(1) نموذج الاضطرابات الوجدانية: وتشمل اليأس والحزن وفقدان المتعة بالأشياء والإحباط .
(2) نموذج الاضطرابات السيكوسوماتية: ويشمل فقدان الشهية للطعام- اضطراب الوزن(زيادة- نقص) – اضطراب في النوم – صعوبة الحركة وخاصة في الأطراف.
(3) نموذج الاضطرابات السلوكية: ويشمل سرعة الغضب ،وصعوبة الانتباه والتركيز،ومشكلة اتخاذ القرار،وبطء في التفكير ،والمشكلات الدراسية.
(4) نموذج اضطراب التفكير: ويشمل الشعور بالسأم واليأس ، والتفكير في الموت ،و التفكير في الانتحار ،ومحاولات الانتحار ،وسوء استخدام العقاقير.
ويعد فقدان الشهية للطعام أحد أعراض الاكتئاب، والذي يعتبر غالباً من العلامات الأولى لبداية الاكتئاب، كما تعتبر عودة الشهية للطعام من العلامات الأولى للتحسن من الاكتئاب. ويلاحظ أن الأفراد المكتئبين يفقدون اهتمامهم بالطعام، ولم يعد الطعام يشكل له مذاقا أو لذة بالنسبة لهم. ولهذا يقللون من تناولهم للطعام، بل وقد تضيع عليهم وجبة لا يتناولونها من دون أن يتحققوا من ذلك، وقد ينفرون من الطعام ويتقززون منه. وقد يصل الاكتئاب إلي درجة أن الفرد يرغم نفسه أو يرغمه الآخرون بالإجبار علي تناول الطعام. ويفسر ذلك أيضاً ما يلازم الاكتئاب من فقدان للوزن.