جمعية ستيفيس للصحة النفسية لولاية سطيف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وجهة نظر فرويد حول الدين

اذهب الى الأسفل

وجهة نظر فرويد حول الدين Empty وجهة نظر فرويد حول الدين

مُساهمة  هاروني رضوان الأحد أغسطس 28, 2011 5:41 am

--------------------------------------------------------------------------------

وجهة نظر سيجموند فرويد حول الدين


سيجموند فرويد صاحب نظرية التحليل النفسي يرى الدين بانه مرض نفسي و قد أفادنا الدكتور صالح الصنيع في كتابه التدين و الصحة النفسية ( ص 18 - 22 ) و بين وجهة النظر من أقوال صاحب النظرية حيث قال : ( حيث يرى أصحاب هذا الاتجاه أن الدين سبب للإصابة بالأمراض النفسية ، وهذا واضح لدى زعيم مدرسة التحليل النفسي سيجموند فرويد
[ 1856 - 1939م ] .
وسنحاول فيما يلي استعراض أهم أفكاره في هذا الموضوع والتي ظهرت بشكل واضح في كتابيه ( قلق في الحضارة ) و ( مستقبل وهم ) وخصوصاً هذا الأخير ، والذي خصصه لمهاجمة الدين ودوره في حياة الناس . وسيتم ذلك في نقاط متتالية وفق ما يلي :
1 - يتناول فرويد المصاعب والمشاق التي تنغص على الإنسان سعادته وصحته النفسية ويصف لها مسكنات فيقول : [ إن حياتنا ، كما هي مفروضة علينا ، ثقيلة الوطء ، وتغل أعناقنا بكثرة كثيرة من المشاق والخيبات والمهام الكأداء . وحتى نستطيع لها احتمالاً ، فلا غنى لنا عن المسكنات ... ولعل المسكنات على أنواع ثلاثة : أولها إلهيات قوية تتيح لنا أن نعتبر بؤسنا هيناً أمره ، وثانيها إشباعات بديلة تخفض من وطأته ، وأخيرها مخدرات تفقدنا الإحساس به . وليس لنا عن واحدة على الأقل من هذه الوسائل غناء ] ( قلق في الحضارة ص ص 20-21 ) .
وواضح اعتبار فرويد في هذه العبارة الدين مسكن مشابه للمخدرات وهي مغالطة فكرية وعلمية لا تقوم على أساس .
2 - يربط فرويد بين السعادة وبين قطع الإنسان صلته بالواقع وبالدين لأن الدين هذيان جماعي فيقول : [ ثمة طريقة أخرى أكثر جذرية وأبعد شأوا ، طريقة ترى في الواقع العدو الأوحد ، ينبوع كل ألم . فبما أن الواقع يجعل حياتنا مستحيلة لا تطاق ، فلا بد من قطع كل صلة به ، إذا كنا نحرص على السعادة بصورة من الصور ... متى ما سعت الكائنات البشرية بأعداد كبيرة إلى تأمين السعادة لنفسها وإلى الاحتماء من الألم بواسطة تشويه خرافي للواقع ( الدين ) . والحال أن أديان البشرية يجب أن تعتبر هذيانات جماعية من هذا النوع ] ( المرجع السابق ص ص 29-30 ) .
3 - يرى فرويد أن الدين هذيان وأنه يشوه الواقع ويزجر العقل ولا يحقق السعادة التي يبتغيها الإنسان فيقول : [ إن الدين يضر بلعبة التكيف والانتخاب تلك ، إذ يفرض على الجميع ، وعلى نسق واحد ، طرقه الخاصة للوصول إلى السعادة وللفوز بالمناعة ضد الألم . وتقوم خطته على تخفيض قيمة الحياة وعلى تشويه صورة العالم الواقعي تشويهاً بالغاً ، وهذا نهج يتخذ مسلمه له زجر العقل وتخويفه . وبهذا الثمن يفلح الدين ، بإلباسه أتباعه بالقوة ثوب طفولة نفسية وبزجهم جميعاً في هذيان جماعي ] ( المرجع السابق ص ص 34-35 ) .
4 - يقرر فرويد أن الإنسان محروم من السعادة لأن الحضارة تحرمه من ممارسة الجنس والعدوان فيقول : [ إذا كانت الحضارة تفرض مثل هذه التضحيات الباهظة ، لا على الجنسية فحسب بل أيضاً على العدوانية ، فإننا نفهم في هذه الحال فهماً أحسن لماذا يعسر على الإنسان غاية العسر أن يجد في ظلهما سعادته. وبهذا المعنى ، كان الإنسان البدائي محظوظ القسمة في الواقع لأنه ما كان يعرف أي تقييد لغرائزه. وبالمقابل ، كان اطمئنانه إلى التمتع مطولاً بمثل هذه السعادة واهياً للغاية . وقد قايض الإنسان المتحضر قسطاً من السعادة الممكنة بقسط من الأمان ] ( المرجع السابق ص 77 ) .
5 - يرى فرويد أن الشعور بالذنب الذي جاءت به الأديان هو مشكلة الحضارة وبسبب نقص في شعورنا بالسعادة فيقول : [ كان قصدنا رغم كل شيء أن نصور الشعور بالذنب على أنه المشكلة الرئيسية لتطور الحضارة ، وأن نبين ، فضلاً عن ذلك ، لماذا يتوجب علينا دفع فاتورة تقدم هذه الأخيرة بنقصان في السعادة ناجم عن تعزيز ذلك الشعور ] ( المرجع السابق ص 103 ) .
6 - وإذا أردنا أن نعرف التعليل النفسي التحليلي لتكوين الأديان لدى فرويد فنجده يربطه بمرحلة الطفولة وحاجة الطفل للحماية مما يؤدي إلى وجود الآلهة ، حيث يقول : [ التعليل النفسي التحليلي لتكوين الأديان هو هو نفسه ، كما هو متوقع ، المساهمة الطفلية في تعليله الظاهر ... حين يتبين الطفل ، وهو يشب ويترعرع ، أنه مقضى عليه بأن يبقى أبد حياته طفلاً ، وأنه لن يكون في مقدوره أبداً أن يستغني عن الحماية من القوى العليا والمجهولة ، يضفي عندئذ على هذه القوى قسمات وجه الأب ، ويبتدع لنفسه آلهة ، آلهة يخشى جانبها ويسعى إلى أن يحظى بعطفها ويعزو إليها في الوقت نفسه مهمة حمايته . وهكذا يتفق حنين الطفل إلى الأب مع ما يحس به من حاجة إلى حماية بحكم الضعف البشري ؛ كما أن رد فعل الطفل الدفاعي حيال شعور الضيق يتفق ورد فعل الراشد حيال الشعور بالضيق الذي يخالجه بدوره ، والذي يتولد عنه الدين وسماته المميزة ] ( مستقبل وهم ص ص 32-33 ) . وواضح في هذا النص الرأي البعيد عن العلمية لعدم وجود مايسنده علمياً ولتناقضه مع الفطرة السليمة للإنسان التي تعرف الإله الواحد سبحانه وتعالى . وسنؤجل الرد على آراء فرويد إلى أن ننـتهي من عرضها .
7 - يعود فرويد للتأكيد على أن الأديان توهمات وأن سبب وجودها هو الخوف الطفلي والقلق الإنساني إزاء أخطار الحياة ، فيقول : [ حين نوجه أنظارنا نحو التكوين النفسي للأفكار الدينية . فهذه الأفكار التي تطرح نفسها على أنها معتقدات ، ليست خلاصة التجربة أو النتيجة النهائية للتأمل والتفكير ، إنما هي توهمات ، تحقيق لأقدم رغبات البشرية وأقواها وأشدها إلحاحاً . وسر قوتها هو قوة هذه الرغبات . وبالأصل ، نحن نعلم ذلك : فالإحساس المرعب بالضائقة الطفلية أيقظ الحاجة إلى الحماية والحماية بالحب ، وهي حاجة لباها الأب . وإدراك الإنسان أن هذه الضائقة تدوم الحياة كلها جعله يتشبث بأب ، أب أعظم قوة وأشد بأساً هذه المرة . فالقلق الإنساني إزاء أخطار الحياة يسكن ويهدأ لدى التفكير بالسلطان الرفيق العطوف للعناية الإلهية ، كما أن إرساء أسس نظام أخلاقي يكفل تلبية مقتضيات العدالة ، هذه المقتضيات التي لبثت في غالب الأحيان غير متحققة في الحضارات الإنسانية ؛ ثم إن إطالة الحياة الأرضية بحياة مستقبلية تقدم إطار الزمان والمكان الذي ستحقق فيه تلك الرغبات ] ( المرجع السابق ص 41) .
8 - يربط فرويد بين التدين وبين بعض المشكلات النفسية وهي العجز والشعور بالتفاهة ، فيقول : [ لايزال النقاد يصرون على إطلاق صفة (( التدين العميق )) على كل إنسان يقر بما يراوده من شعور بتفاهة الإنسان وبالعجز البشري في مواجهة الكون ، وهذا بالرغم من أن جوهر التدين لا يقوم على ذلك الشعور ، وإنما بالأحرى على المسعى الذي يعقبه ويتفرع منه ، أي رد فعل الإنسان على ذلك الشعور في محاولة لاتقائه والتحصن ضده . أما من لا يتوغل إلى أبعد من ذلك ، أما من يسلم بكل تواضع بالدور الضئيل الذي يلعبه الإنسان في فسيح الكون ، فهو بالأحرى لا متدين بأصدق معاني الكلمة ] ( المرجع السابق ص 45) .
9 - يرى فرويد أن الدين لم يحقق السعادة والأخلاق التي يبحث عنها الإنسان ، فيقول : [ فمن المشكوك فيه أن يكون البشر قد عرفوا في مجملهم ، في العهد الذي كان الدين يسود فيه بلا منازع ، سعادة أكبر من تلك التي يعرفونها اليوم ؛ وعلى كل حال ما كانوا ، بالتأكيد ، أكثر أخلاقية ] ( المرجع السابق ص 52) .
10 - يشبه فرويد دور الدين في حياة الإنسان بالدور الذي تقوم به المنبهات والمسكرات للإنسان عند تناوله لهما ، فيقول : [ مفعول العزاء والسلوان الذي يقدمه الدين للإنسان يمكن المقايسة بينه وبين مفعول المنومات : وما يجري الآن في أمريكا أسطع مثال على ذلك . فهم يريدون هناك أن يحرموا الناس - تحت تأثير سيطرة النساء بالطبع - من كل منبه ومن كل شراب مسكر ، ويعلفونهم بالمقابل ورعاْ وتقوى ] ( المرجع السابق ص 67 ) .
11 - يؤكد فرويد أن الإنسان يمكن أن يحتمل مشاق الحياة عندما يقطع رجاءه بالغيب ، فيقول : [ ولاشك في أن الإنسان سيتوصل ، يوم يقطع رجاءه من عالم الغيب أو يوم يركز كل طاقاته المحررة على الحياة الأرضية ، إلى أن يجعل الحياة قابلة للاحتمال من قبل الجميع ] ( المرجع السابق ص ص 68-69) .
12 - يعقد فرويد مقارنة بين دور الدين ودور العقل في تحقيق الأخوة الإنسانية وتقليل أو تناقص الألم الذي يتعرض له الإنسان ، ويرجح العقل على الدين في هذه المقارنة ، فيقول : [ لما كانت أولوية العقل ستنشد في أرجح الظن نفس الأهداف التي يفترض في إلهكم أن يبلغكم إياها : الأخوة الإنسانية وتناقص الألم ... أنتم تريدون أن يبدأ الهناء بعد الموت مباشرة ، وتطلبون إليه أن يحقق المستحيل ، ولا تريدون أن تتخلوا عن مزاعم الفرد وادعاءاته . أما إلهنا نحن ، العقل ، فلن يحقق من هذه الرغائب إلاّ بقدر ما ستسمح به الطبيعة الخارجية ، وسيتم ذلك رويداً رويداً ، وفي مستقبل غير منظور ، وبالنسبة إلى أبناء هم غير أبنائنا . أما نحن الذين نشكو مر الشكوى من الحياة فلا يعدنا بأي تعويض . ولن يكون هناك مناص من التخلي ، على الطريق التي تفضي إلى ذلك الهدف القصي، عن مذاهبكم الدينية ، ولن يكون من المهم عندئذ أن تفشل المحاولات الأولى أو ألاّ تكتب الحياة للتشكيلات البديلة الأولى . وأنتم تعلمون السبب : فما من شيء يستطيع على المدى الطويل أن يقاوم العقل والتجربة ، وتناقض الدين مع كليهما أمر لا يحتاج إلى بيان ] ( المرجع السابق ص 74) .
13 - ونختم نقلاً عن آراء فرويد حول الدين والصحة النفسية بما قاله من أن الدين عصاب البشرية الوسواسي العام ، حيث قال : [ يمكن القول بأن الدين هو عصاب البشرية الوسواسي العام ، وبأنه ينبثق ، مثله مثل عصاب الطفل ، عن عقدة أوديب، عن علاقات الطفل بالأب . وانطلاقاً من هذه التصورات ، يمكننا أن نتوقع أن يتم العزوف عن الدين عبر سيرورة النمو المحتومة التي لا راد لها ] ( المرجع السابق ص 60) .

المصدر: اكاديمية علم النفس - من قسم: قــاعـــة : عـلـم الـنـفـس الإســلامــي |
Islamic Psychology

http://www.acofps.com/vb/showthread.php?t=4518
هاروني رضوان
هاروني رضوان

المساهمات : 67
تاريخ التسجيل : 01/11/2010
الموقع : جامعة تلمسان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى