الشخصية/سمية النجاشي
صفحة 1 من اصل 1
الشخصية/سمية النجاشي
الشخصية
تعريف الشخصية :
يستعمل عامة الناس كلمة الشخصية في معنيين كلاهما يتضمنان التقييم :
1 – الشخصية بمعنى المهارة واللباقة الاجتماعية (فلان ذو شخصية )
2 – الشخصية بمعنى الانطباعات التي يتركها الفرد في الآخرين (شخصية عدوانية ..)
قام ألبورت بمراجعة جميع التعريفات التي وردت من مختلف العلماء في مختلف المجالات للشخصية وخرج بخمسين تعريفا صنفها في خمس مجموعات :
1 – الشخصية كمثير :
وهو نفس المعنى الشائع للشخصية من كونها ما يتركه الفرد من انطباعات في الآخرين .
الانتقادات الموجهة لهذه التعريفات :
1 – هذا التعريف يجعل للفرد عدة شخصيات تختلف باختلاف الناس حوله .
2 – هذا يعني أن الوسيلة الوحيدة لدراسة الشخصية هي معرفة انطباعات الناس عن هذا الشخص ،وعلى الرغم من أن انطباعات الناس قد تستخدم في دراسة الشخصية لكنها ليست الوسيلة الوحيدة بل تجتمع معها وسائل أخرى .
2 – التعريفات الجامعة :
تحاول جمع جميع الصفات التي تستخدم لوصف الفرد فتعرف الشخصية مثلا بأنها مجموعة الاستعدادات والعادات والميول والدوافع ...للفرد .
الانتقادات الموجهة إليها :
1 – أنها قليلة الفائدة وتفتقر للتنظيم .
2 – عارضها الجشطلت الذي يرفضون أي فكرة عن الظواهر النفسية باعتبارها مجموعة أجزاء .
3 – التعريفات التكاملية :
تعرف الشخصية بأنها ما ينظم وينسق بين جميع نشاطات الفرد .
4 – التعريفات الكلية :
تغالي في فكرة التنظيم وتغفل العناصر المكونة للشخصية ،فترى مثلا أن الشخصية هي : النموذج الكلي لسلوك الفرد .
الانتقادات الموجهة لها :
أنها لا تمكننا من تحليل الشخصية ودراستها .
5 – التعريفات التي تؤكد التوافق :
وتعرف الشخصية بأنها نموذج التوافق الخاص بالفرد مع بيئته .
الانتقادات الموجهة إليها :
من العلماء من يقصر التوافق على التوافق الاجتماعي وهذا التحديد غير مقبول .
6 – التعريفات التي تؤكد على الفردية :
وهي ترى أن الشخصية هي صفة التفرد والتميز في سلوك الفرد .
7 – التعريفات المتعددة العوامل :
وهي ترى أن تعريف الشخصية ينطلق من عدة عوامل ،ومنها مثلا تعريف ألبورت الذي يتضمن عوامل التكامل والتنظيم والتوافق .
هل يمكن الإجماع على تعريف واحد للشخصية :
كل عالم يعرف الشخصية من خلال النظرية التي يعتنقها ،لذلك لا يمكن الاجتماع على تعريف واحد لاستخدامه بشكل عام في علم النفس .
لكن معظم العلماء يميلون إلى تعريف ألبورت للشخصية وهو : "الشخصية هي التنظيم الدينامي للفرد لتلك الأجهزة الجسمية النفسية التي تحدد طابعه الفريد في التوافق مع بيئته".
نظريات الشخصية :
1 - نظريات الأنماط :
هذه النظريات تصنف الناس إلى أنماط لكل نمط مجموعة من الصفات .
ومنها :
النظريات القديمة :
- نظرية هيبوقراط
النظريات الحديثة وتتضمن قسمين :
أ - نظريات الأنماط الجسمية :
– نظرية كرتيشمر
– نظرية شيلدون
ب - النظريات النفسية :
– نظرية كارل يونج
نظرية هيبوقراط :
وضع أربعة أنماط تقابل السوائل الأربعة في الجسم :الدم – الصفراء – السوداء – البلغم .
وهذه الأخلاط تقابل العناصر الأربعة في الحياة : الهواء – الماء – النار – التراب .
فإذا زاد أحد الأخلاط ساد أحد الأمزجة الأربعة لدى الشخص :
1 – النمط الدموي : يتميز بالنشاط ،والمرح ،والتفاؤل ،وسرعة الاستثارة ،وسرعة الاستجابة .
2 – النمط السوداوي : ويتميز بالانطواء ،والتأمل وبطء التفكير ،والتشاؤم ،والميل للحزن والاكتئاب .
3 – النمط الصفراوي : ويتميز بسرعة الانفعال والغضب وحدة المزاح والصلابة ،والعناد ،والقوة .
4 – النمط البلغمي : ويتميز بالخمول ،وتبلد الشعور ،وقلة الانفعال ،وعدم الاكتراث ،وبطء الاستثارة والاستجابة والميل إلى الشراهة .
2 – نظرية كرتشمر :
قام كرتشمر بملاحظة عينة من مرضاه بعضهم مصاب بذهان الهوس – الاكتئاب ،وبعضهم مصاب بالفصام ،وتبين له أن المصابين بالذهان الدوري هم من النمط النحيل الطويل ،والمصابين بالفصام هو من النمط النحيل البدين .
الانتقادات التي وجهت إلى النظرية :
1 - أن كرتشمر في دراسته للعينة أغفل عوامل كثيرة قد تؤثر في النتائج ،كعامل السن لأفراد العينة .
2 – أنه يصعب تصنيف الشخص في هذا النمط أو ذاك ،لأن معظم الناس يجمعون صفات الأنماط المختلفة ،ولا تظهر الصفات واضحة إلى في الحالات المتطرفة . (وهذا الانتقاد عام على جميع نظريات الأنماط ) .
نظرية شيلدون :
تعتبر نظرية شيلدون أكثر تعقدا وشهرة من سابقاتها .
ويرى شيلدون أن خصائص الشخصية تتوزع توزيعا متصلا على ثلاثة أبعاد .
وقد وضع لكل نمط بدني نمطا مزاجيا ووضح السمات الشخصية لكل نمط مزاجي :
النمط البدني النمط المزاجي سمات الشخصية
الداخلي التركيبي (الحشوي)ويتسم بالبدانة الحشوي الأساسي اجتماعي – معتدل المزاج – يحب الاسترخاء - - حب المتعة – الشراهة في الاكل – الهدوء الانفعالي – بطء الاستجابة
المتوسط التركيب (العظمي)ويتميز بقوة الجسم الجسمي الاساسي عدواني – لا يهتم بمشاعر الآخرين – يحب المغامرة والنشاط العضلي – ميال إلى السيطرة
الخارجي التركيب (الجلدي) المخي الأساسي يكبت انفعالاته ومشاعره – يحب العزلة والسرية والتأمل الذاتي – عاداته سيئة في النوم
الانتقادات الموجهة لنظرية شيلدون :
أنه كان متحيزا في تقدير الارتباطات بين سمات الشخصية والأنماط المزاجية .
النقد الموجه لنظريات الأنماط الجسمية :
أنها تفترض أن تكوين الجسم يحدد سمات الشخصية ،على الرغم من أن معظم علماء النفس يرون أن الارتباط بين التكوين الجسمي وسمات الشخصية لا يعنى بالضرورة كون التكوين الجسمي هو الذي أدى لتلك الصفات ،بل قد تتكون الصفات نتيجة عوامل أخرى .
نظريات الأنماط النفسية :
نظرية كارل يونج :
رأى كارل يونج أن علاقة الفرد بالعالم الخارجي تتم من خلال إحدى طريقتين ،الانبساط والانطواء .
وبذلك فهناك نمطان :
الانبساطي : وهو يتميز بأن انتباهه وتركيزه موجهان نحو البيئة الخارجية ،ويحب التواجد بين الناس ،وتكوين العلاقات معهم ،وتصدر أقواله وأفعاله عن عوامل موضوعية ،وهو واقعي ،ويحب العمل الذي يجعله بين الناس .
الانطوائي : وهو يحب العزلة ،ويبتعد عن الاختلاط بالناس ،وتصدر أقواله وأفعاله من عوامل ذاتية ،وهو يحب التأمل وأحلام اليقظة ،ويفتقر إلى الثقة بالنفس وهو يفضل العمل الذي يبعده عن الناس .
وإلى جانب هذين القسمين ،رأى يونج أن هناك أربعة وظائف أساسية يستخدمها الفرد في توجيه نفسه في العالم وهي : التفكير والوجدان والإحساس والحدس .
وبذلك تتكون ثمانية أنماط من الشخصية .
2 – نظرية التحليل النفسي :
رأى فرويد أن الشخصية مكونة من ثلاثة أنظمة هي الهو ،والأنا ،والأنا الأعلى ،وأن الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة .
الهو :
الهو هو الجزء الأساسي الذي ينشأ عنه فيما بعد الأنا والأنا الأعلى .
يتضمن الهو جزئين :
o جزء فطري :الغرائز الموروثة التي تمد الشخصية بالطاقة بما فيها الأنا والأنا الأعلى .
o جزء مكتسب :: وهي العمليات العقلية المكبوتة التي منعها الأنا (الشعور ) من الظهور .
ويعمل الهو وفق مبدأ اللذة وتجنب الألم .
ولا يراعي المنطق والأخلاق والواقع .
وهو لا شعوري كلية
الأنا :
يعمل الأنا كوسيط بين الهو والعالم الخارجي فيتحكم في إشباع مطالب الهو وفقا للواقع والظروف الاجتماعية .
وهو يعمل وفق مبدأ الواقع .
ويمثل الأنا الإدرلك والتفكير والحكمة والملاءمة العقلية .
ويشرف الأنا على النشاط الإرادي للفرد .
ويعتبر الأنا مركز الشعور إلا أن كثيرا من عملياته توجد في ما قبل الشعور ،وتظهر للشعور إذا اقتضى التفكير ذلك .
ويوازن الأنا بين رغبات الهو والمعارضة من الأنا الأعلى والعالم الخارجي ،وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن طريق الحيل الدفاعية .
الأنا الأعلى :
يمثل الأنا الأعلى الضمير ،وهو يتكون مما يتعلمه الطفل من والديه ومدرسته والمجتمع من معايير أخلاقية .
والأنا الأعلى مثالي وليس واقعي ،ويتحه للكمال لا إلى اللذة – أي أنه يعارض الهو والأنا .
• إذا استطاع الأنا أن يوازن بين الهو والأنا الأعلى والواقع عاش الفرد متوافقا ،أما إذا تغلب الهو أو الأنا الأعلى على الشخصية أدى ذلك إلى اضطرابها .
• أنظمة الشخصية ليست مستقلة عن بعضها ،ويمكن وصف الهو بأنه الجانب البيولوجي للشخصية ،والأنا بالجانب السيكولوجي للشخصية ،والأنا الأعلى بالجانب الاجتماعي للشخصية .
نقد نظرية فرويد :
1- عينة الدراسة التي استخدمها فرويد هي من مرضاه النفسيين لذلك لا يصح تعميمها على الأسوياء .
2- 2لم يخضع فرويد ملاحظته للأسلوب العلمي .
3- أسرف في تأكيد أثر الطاقة الجنسية في توجيه سلوك الفرد .
4- أكد على دور الدوافع البيولوجية الغريزية في تكوين الشخصية وأهمل دور العوامل الاجتماعية والثقافية .
إيجابيات نظرية فرويد :
1 – تأكيده أثر السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل .
2 - إدخاله لمفهوم اللاشعور في علم النفس
3 - توضيحه للحيل الدفاعية للأنا .
3 – نظريات السمات :
ترى هذه النظريات أنه يجب تحديد عدد كبير من السمات المشتركة بين الناس للتعرف على شخصية الفرد .
السمات :
أنماط سلوكية عامة ثابتة نسبيا تصدر عن الفرد في مواقف كثيرة وتعبر عن توافقه مع البيئة .
أهم نظرية في نظريات السمات هي نظرية ألبورت .
نظرية ألبورت :
يرى ألبورت أن السمات تنقسم لقسمين :
أ – السمات العامة : وهي المشتركة بين كثير من الناس بدرجات متفاوتة ،وتكون موزعة بينهم توزيعا اعتداليا .
ب – السمات الفردية : وهي التي تخص فردا معينا ،وهي السمات الحقيقية في نظر ألبورت والتي يمكن من خلالها وصف شخصيته بدقة .
السمات الرئيسية والمركزية والثانوية :
السمة الرئيسية : هي سمة واحدة تسيطر على شخصية الفرد وسلوكه .
السمات المركزية : تتراوح بين خمس إلى عشر سمات في الشخص الواحد وتكون مميزة لشخصيته وسلوكه .
السمات الثانوية : هي سمات غير مميزة لشخصية الفرد ولا تظهر إلى في بعض المواقف.
نقد نظرية السمات لألبورت :
1- أنه لا يمكن وصف الشخصية من خلال مجموعة من السمات فقط ،بل لا بد من معرفة العلاقات بين تلك السمات .
2- أن ألبورت افترض وجود السمة وجودا حقيقيا في الشخصية ،رغم أن من علماء النفس ،من يرى أن ثبات الشخصية لا يرجع إلى ثبات سمات الفرد فقط بغض النظر عن بيئة الفرد .
3- أن النظرية لم تستطع وضع أبعاد للسمات الفردية ،وهذا يتطلب من الباحث أن يضع لكل شخصية أبعادها بنفسه ،وهذا من شأنه أن يثبط همة الباحث العلمي .
4 – نظريات الذات :
تتجه هذه النظريات لدراسة الشخصية دراسة كلية دون تجزئتها ،وزعيم هذه النظريات هو كارل روجرز .
ويرى روجرز أن تكوين الشخصية يكون بناء على خبرات الفرد وإدراكه وتقييمه لها .
فمن خلال التفاعل المستمر بين الفرد وبيئته وتعرضه للتقييم من قبل المحيطين به يتكون مفهومه عن ذاته .
ومفهوم الذات هو ما يحدد معظم سلوكيات الفرد .
ويحاول الفرد أن يوفق بين خبراته التالية ومفهوم ذاته ،فما يجده ملائما لمفهوم ذاته يتقبله ،وما يعارضها يتجاهله أو يشوهه حتى يصبح بشكل يمكن أن يوافق مفهومه لذاته ،وإذا كثر تجاهل الفرد وتشويهه للخبرات التي تخالف مفهومه عن ذاته أصبح الفرد عرضة للاضطراب النفسي .
ويقوم العلاج في هذه النظرية – العلاج المركز حول العميل – على إعادة نظر الفرد لخبراته ،وإعادة بناء شخصيته بحيث يكون علاقة متسقة بين مفهوم ذاته وخبراته التي كان ينكرها أو يشوهها .
نقد نظريات الذات :
انتقدت نظريات الذات في تأكيدها على أثر الخبرة الشعورية في تكوين الشخصية وإهمالها أثر الدوافع اللاشعورية .
• قيمة أي نظرية في علم النفس تنبع من قدرتها على التنبؤ بالسلوك وضبطه،وقدرتها على توليد البحث العلمي .
• لا توجد نظرية كاملة في علم النفس ،ولا يمكن الجمع بين نظرياته للخروج بنظرية واحدة لأن :
- كثير من النظريات ينقصها الوضوح والتحديد لعناصرها .
- هناك تناقض واضح بين بعض النظريات يصعب حسمه (نجاتي:1423).
العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية :
يتأثر تكوين الشخصية بكل من الوراثة والبيئة .
1 – تتمثل الوراثة في حالة الجهازين العصبي والهرموني .
2 – تتضمن العوامل البيئية ثلاثة أنواع :
(أ) عوامل جغرافية .
(ب) عوامل اجتماعية وتشمل :
- الإطار الثقافي العام ويشمل القيم والعادات والمعايير الاجتماعية .
- عوامل ثقافية فرعية :خاصة بالطبقة الاجتماعية والأسرد والمدرسة والأصدقاء والنوادي
- عوامل ثقافية فردية مثل الدور الجنسي للفرد ،والدور المهني ..
3 – عوامل اتفاقية التي تطرأ على حياة الفرد .
أولا العوامل الوراثية :
البعد التكويني :
إن الخلية المخصبة تحتوي على 23 زوجا من الكروموسومات ،زوج واحد يخص جنس الجنين ،وبقية الكروموسومات تحمل الخصائص الجسمية المادية ،وقد تحمل الاستعدادات المرضية التي تنقلها عن طريق الجينات من جيل لجيل .
قد ينقل الفرد صفات كانت موجودة عند أجداده وليست موجودة فيه لمن خلفه ،وقد تحدث طفرة فتظهر صفات لم تكن موجودة في تلك السلسلة (دمنهوري:1421)(.
الغدد الصماء :
من العوامل الوراثية المؤثرة في الشخصية الغدد التي تفرز الهرمونات والتي يتسبب اضطراب إفرازها في اضطراب جوانب مختلفة من الشخصية .
إن التأثير بين سمات الشخصية والغدد تأثير متبادل ،فاضطراب إفراز الغدد يؤثر في الشخصية ،واضطراب الشخصية يؤثر في إفراز الغدد .
أهم الغدد وأثرها في الشخصية :
الغدة إفرازها
الغدة الدرقية زيادة إفرازها :
- زيادة نشاط العمليات الحيوية
- تجعل الفرد قلقا سريع الاهتياج
- عدم الاستقرار الحركي والانفعالي نقص إفرازها:
- الخمول والبلادة وسرعة التعب
- بطء التفكير والحركة
- فقد الشهية
الغدتان الإدريناليتان يزداد إفرازها في حالة الانفعال العنيف لمواجهة الطوارئ
قشرة الغدتين الكظريتين
تفرزان هرمون الكورتين اللازم لمقاومة العدوى
زيادة إفرازها :
تضخم خصائص الذكورة عند الإناث ،وتضخم خصائص الأنوثة عند الذكور
نقص إفرازها :
- الشعور بالضعف العام
- ضعف الدافع الجنسي
- انخفاض عملية الأيض
- سرعة الاهتياج
- الاكتئاب والأرق
الغدة التناسلية - نضج الأعضاء التناسلية
- ظهور الخصائص الثانوية عند الجنسين
الغدة النخامية زيادة إفرازها :
- - العدوانية
- خشونة الجلد
- النضج الجنسي المبكر نقص إفرازها :
- القزامة
- ضعف بنية الجسم
- تعطل نمو الأعضاء التناسلية
- الخضوع
ثانيا : أثر العوامل البيئية في الشخصية :
(أ) أثر العوامل الجغرافية في الشخصية :
للبيئة الطبيعية أثر في تنمية بعض الصفات ،ومنع صفات أخرى من الظهور .
وتؤثر البيئة الطبيعية في شخصية الجماعة بأسرها ،وفي شخصيات الأفراد الذين تتكون منهم الجماعة .
(ب) أثر العوامل الاجتماعية في الشخصية :
- أثر ثقافة المجتمع :
تؤثر ثقافة المجتمع في عادات أفراده واتجاهاتهم وأساليب تفكيرهم وقيمهم ومعاييرهم وتعبيرهم عن دوافعهم وانفعالاتهم ...
وتتفرع من الثقافة العامة للمجتمع ثقافات فرعية ،تزيد من اختلاف افراد المجتمع الواحد .
- أثر عوامل الثقافات الفرعية في الشخصية :
من هذه العوامل : الأسرة ،والمدرسة .
الأسرة :
الأسرة هي المنظمة الاجتماعية الأولى في عملية نقل التراث الاجتماعي والتطبيع الاجتماعي لأن:
- لأن الطفل في البداية لا يكون خاضعا لتأثير جماعة أخرى غير الأسرة .
- لأن الطفل في الخمس سنوات الأولى من حياته يكون سهل التأثر والتشكيل ،شديد القابلية للإيحاء .
- الطفل يكون قليل الخبرة ،ضعيف الإرادة وفي حاجة دائمة لمن يشبع حاجاته العضوية والنفسية .
- لأن التطبيع الاجتماعي يكون مركزا في هذه الفترة .
المدرسة :
خروج الطفل إلى عالم جديد يحتم عليه تكوين علاقات وتفاعلات جديدة ،ويكلفه بواجبات جديدة ،ويجعله يخضع لنظام المدرسة وسلطة المعلم ،كل ذلك له أثره على شخصية الطفل:
- تجعله يشعر بقدر من الاستقلال .
- توسع دائرة علاقاته الاجتماعية .
- تجعله أكثر واقعية ،وتخلصه من التمركز حول ذاته .
- توسع مداركه بمناهجها .
- تدعم عاداته واتجاهاته السليمة ،وتكسبه عادات واتجاهات جديدة ،وتقوم ما لديه من عادات واتجاهات خاطئة .
أثر الدور الاجتماعي في الشخصية :
- الدور : هو نمط السلوك المرتبط بمركز معين في المجتمع .
- وهو يختلف باختلاف :الثقافة ،والسن ،والجنس ،والمهنة .
- والدور الذي يلعبه الفرد ينمي سمات معينة في شخصيته ،ويمحو سمات أخرى .
- وعجز الفرد عن القيام بدوره يمس عاطفة احترامه لذاته مما قد يعرض شخصيته للاضطراب .
- ويندر أن يقوم الفرد بدور واحد بل إنه في الغالب يلعب عدة أدوار في نفس الوقت، وقد يحصل صراع بين هذه الأدوار .
- وانتقال الفرد إلى دور جديد من شأنه أن يجعله يتنازل عن عادات مألوفة ويأخذ بممارسة عادات جديدة غير مألوفة ،وهذا قد يجعله يصاب بأزمة نفسية عنيفة في بعض الحالات .
تغير الشخصية :
- تتغير الشخصية بتغير العادات والاتجاهات والخبرات وطرق التفكير .
- ويكون التغير في الشخصية سريعا في السنوات الأولى من الحياة ثم يأخذ في البطء حتى لا يكاد يظهر تغير ملحوظ في مرحلة الرشد .
- وتغير الشخصية قد يحدث بقصد من الإنسان ،أو دون قصد منه .
- و يصعب على الراشد تغيير سماته المزاجية والعصابية وسمات الطفولة المبكرة (راجح:1421).
الحكم على الشخصية وقياسها :
أهداف قياس الشخصية :
- أهداف علمية نظرية تتمثل في الإجابة على التساؤلات وحل المشكلات العلمية.
- التوجيه والاختيار المهني
- تشخيص أسباب سوء التوافق لدى المشكلين ومضطربي الشخصية
- قياس مدى التحسن في العلاج النفسي (رجح:1421)
طرق قياس الشخصية :
1 – الملاحظة :
هناك طريقتان رئيسيتان للملاحظة هما :
أ – الملاحظة المباشرة : وفيها يقوم الباحث بملاحظة الفرد في أحد مواقف الحياة الطبيعية وتقدير سمات شخصيته ،وهو يستطيع ضبط بعض متغيرات الموقف .
ب – اختبارات الموقف : يقدم للفرد موقف شبيه بمواقف الحياة بحيث تظهر فيه السمات المراد قياسها ،وعادة يعلم الفرد أنه في موقف اختبار لكنه لا يعلم أي سمة يقيسها هذا الاختبار .
إيجابيات الملاحظة :
أن الملاحظ يرى سلوك المفحوص مباشرة ،ولا يستند إلى رواية المفحوص لسلوكه .
عيوب الملاحظة :
1 - أن الملاحظ قد يسيء تفسير سلوك المفحوص .
2 – أنها انتقائية ،تقتصر على أوقات محددة ،ومواقف محددة ..
2 - المقابلة الشخصية :
هي أكثر طرق قياس الشخصية استخداما ،لكنها ليست أكثرها دقة ،حيث لا يمكن ضبط جميع العوامل المؤثرة في المقابلة .
أنواع المقابلة :
المقابلة المقننة : وتتكون من مجموعة أسئلة محددة معدة من قبل توجه بطريقة موحدة .
من مزايا هذا النوع أنها تسهل المقارنة بين الأفراد ،وتضمن تغطية جميع الموضوعات الرئيسية .
المقابلة غير المقننة : لا تتضمن أسئلة محددة ،وتترك للفاحص استقصاء البيانات التي يرى أنها هامة .
لقد أثبت هذا النوع نجاحة في الإرشاد و العلاج النفسي .
غير أن من عيوب هذا النوع أنه لا يمكن من المقارنة بين الأفراد .
وقد ظهر حديثا نوعان جديدان للمقابلة :
المقابلة الضاغطة والمقابلة المنهكة :
وعادة يقوم بها عدد من المقابلين ،وتهدف المقابلة الضاغطة للكشف عن سلوك الفرد تحت مواقف ضاغطة ،أما المقابلة المنهكة فتهدف إلى إضعاف الفرد لكشف الأقنعة التي يتقنعها أثناء المقابلة وعادة ما تأخذ وقتا طويلا .
3 – مقاييس التقدير :
قد تكون مقاييس التقدير فردية بحيث يتم تقدير ما لدى الفرد من سمات تقديرا كميا.
وقد يكون ترتيبا لمجموعة من الأفراد حسب ما لديهم من سمة معينة .
وقد يقوم الفرد بتقييم ذاته ،أو يقوم عدد من الأشخاص بتقييمه من خلال ما يجمعونه عنه من معلومات عن طريق المقابلة والملاحظة .
4 – اختبارات الشخصية :
الاختبار الشخصي : هو مجموعة من الأسئلة تقيس سمة معينة أو عدة سمات من الشخصية. ويقوم الفرد باختيار الاجابة التي تنطبق عليه من عدة بدائل .
مزايا الاختبارات الشخصية :
- - سهولة تطبيقها ،وتوفيرها للوقت والجهد .
- موضوعيتها ،وسهولة استخدام نتائجها في المقارنة بين الأفراد .
عيوب الاختبارات الشخصية :
- إمكانية تلفيق الأجوبة وإخفاء الحقائق فيها
- أن الفرد قد يجهل بعض نواحي شخصيته ،أو يدركها إدراكا خاطئا
- قد يخطئ الفرد في فهم بعض الأسئلة مما يؤثر على صحة النتائج
5 – الاختبارات الإسقاطية :
الاختبارات الإسقاطية : هي مواقف غامضة تقدم للمفحوص ويطلب منه الاستجابة لها .
ويقوم الفرد بإسقاط حالته النفسية على تلك المواقف الغامضة دون أن يشعر بذلك ،لذلك تعتبر الاختبارات الإسقاطية من أهم وسائل الكشف عن الدوافع اللاشعورية .
مزاياها :
- أنها تقيس الشخصية ككل ،ولا تقتصر على قياس سمة معينة .
- أن تطبيقها يخلو من التوتر الذي يصيب المفحوص أثناء الاستبيانات الشخصية .
- أن المفحوص لا يعلم ما تقيسه هذه الاختبارات وبالتالي لا يستطيع تزييف إجاباته .
عيوبها :
- عدم تقنينها مما جعلها تخضع لذاتية الفاحص في التصحيح والتقييم(نجاتي:1423).
http://faculty.ksu.edu.sa/24870/2/11 الشخصية.doc
تعريف الشخصية :
يستعمل عامة الناس كلمة الشخصية في معنيين كلاهما يتضمنان التقييم :
1 – الشخصية بمعنى المهارة واللباقة الاجتماعية (فلان ذو شخصية )
2 – الشخصية بمعنى الانطباعات التي يتركها الفرد في الآخرين (شخصية عدوانية ..)
قام ألبورت بمراجعة جميع التعريفات التي وردت من مختلف العلماء في مختلف المجالات للشخصية وخرج بخمسين تعريفا صنفها في خمس مجموعات :
1 – الشخصية كمثير :
وهو نفس المعنى الشائع للشخصية من كونها ما يتركه الفرد من انطباعات في الآخرين .
الانتقادات الموجهة لهذه التعريفات :
1 – هذا التعريف يجعل للفرد عدة شخصيات تختلف باختلاف الناس حوله .
2 – هذا يعني أن الوسيلة الوحيدة لدراسة الشخصية هي معرفة انطباعات الناس عن هذا الشخص ،وعلى الرغم من أن انطباعات الناس قد تستخدم في دراسة الشخصية لكنها ليست الوسيلة الوحيدة بل تجتمع معها وسائل أخرى .
2 – التعريفات الجامعة :
تحاول جمع جميع الصفات التي تستخدم لوصف الفرد فتعرف الشخصية مثلا بأنها مجموعة الاستعدادات والعادات والميول والدوافع ...للفرد .
الانتقادات الموجهة إليها :
1 – أنها قليلة الفائدة وتفتقر للتنظيم .
2 – عارضها الجشطلت الذي يرفضون أي فكرة عن الظواهر النفسية باعتبارها مجموعة أجزاء .
3 – التعريفات التكاملية :
تعرف الشخصية بأنها ما ينظم وينسق بين جميع نشاطات الفرد .
4 – التعريفات الكلية :
تغالي في فكرة التنظيم وتغفل العناصر المكونة للشخصية ،فترى مثلا أن الشخصية هي : النموذج الكلي لسلوك الفرد .
الانتقادات الموجهة لها :
أنها لا تمكننا من تحليل الشخصية ودراستها .
5 – التعريفات التي تؤكد التوافق :
وتعرف الشخصية بأنها نموذج التوافق الخاص بالفرد مع بيئته .
الانتقادات الموجهة إليها :
من العلماء من يقصر التوافق على التوافق الاجتماعي وهذا التحديد غير مقبول .
6 – التعريفات التي تؤكد على الفردية :
وهي ترى أن الشخصية هي صفة التفرد والتميز في سلوك الفرد .
7 – التعريفات المتعددة العوامل :
وهي ترى أن تعريف الشخصية ينطلق من عدة عوامل ،ومنها مثلا تعريف ألبورت الذي يتضمن عوامل التكامل والتنظيم والتوافق .
هل يمكن الإجماع على تعريف واحد للشخصية :
كل عالم يعرف الشخصية من خلال النظرية التي يعتنقها ،لذلك لا يمكن الاجتماع على تعريف واحد لاستخدامه بشكل عام في علم النفس .
لكن معظم العلماء يميلون إلى تعريف ألبورت للشخصية وهو : "الشخصية هي التنظيم الدينامي للفرد لتلك الأجهزة الجسمية النفسية التي تحدد طابعه الفريد في التوافق مع بيئته".
نظريات الشخصية :
1 - نظريات الأنماط :
هذه النظريات تصنف الناس إلى أنماط لكل نمط مجموعة من الصفات .
ومنها :
النظريات القديمة :
- نظرية هيبوقراط
النظريات الحديثة وتتضمن قسمين :
أ - نظريات الأنماط الجسمية :
– نظرية كرتيشمر
– نظرية شيلدون
ب - النظريات النفسية :
– نظرية كارل يونج
نظرية هيبوقراط :
وضع أربعة أنماط تقابل السوائل الأربعة في الجسم :الدم – الصفراء – السوداء – البلغم .
وهذه الأخلاط تقابل العناصر الأربعة في الحياة : الهواء – الماء – النار – التراب .
فإذا زاد أحد الأخلاط ساد أحد الأمزجة الأربعة لدى الشخص :
1 – النمط الدموي : يتميز بالنشاط ،والمرح ،والتفاؤل ،وسرعة الاستثارة ،وسرعة الاستجابة .
2 – النمط السوداوي : ويتميز بالانطواء ،والتأمل وبطء التفكير ،والتشاؤم ،والميل للحزن والاكتئاب .
3 – النمط الصفراوي : ويتميز بسرعة الانفعال والغضب وحدة المزاح والصلابة ،والعناد ،والقوة .
4 – النمط البلغمي : ويتميز بالخمول ،وتبلد الشعور ،وقلة الانفعال ،وعدم الاكتراث ،وبطء الاستثارة والاستجابة والميل إلى الشراهة .
2 – نظرية كرتشمر :
قام كرتشمر بملاحظة عينة من مرضاه بعضهم مصاب بذهان الهوس – الاكتئاب ،وبعضهم مصاب بالفصام ،وتبين له أن المصابين بالذهان الدوري هم من النمط النحيل الطويل ،والمصابين بالفصام هو من النمط النحيل البدين .
الانتقادات التي وجهت إلى النظرية :
1 - أن كرتشمر في دراسته للعينة أغفل عوامل كثيرة قد تؤثر في النتائج ،كعامل السن لأفراد العينة .
2 – أنه يصعب تصنيف الشخص في هذا النمط أو ذاك ،لأن معظم الناس يجمعون صفات الأنماط المختلفة ،ولا تظهر الصفات واضحة إلى في الحالات المتطرفة . (وهذا الانتقاد عام على جميع نظريات الأنماط ) .
نظرية شيلدون :
تعتبر نظرية شيلدون أكثر تعقدا وشهرة من سابقاتها .
ويرى شيلدون أن خصائص الشخصية تتوزع توزيعا متصلا على ثلاثة أبعاد .
وقد وضع لكل نمط بدني نمطا مزاجيا ووضح السمات الشخصية لكل نمط مزاجي :
النمط البدني النمط المزاجي سمات الشخصية
الداخلي التركيبي (الحشوي)ويتسم بالبدانة الحشوي الأساسي اجتماعي – معتدل المزاج – يحب الاسترخاء - - حب المتعة – الشراهة في الاكل – الهدوء الانفعالي – بطء الاستجابة
المتوسط التركيب (العظمي)ويتميز بقوة الجسم الجسمي الاساسي عدواني – لا يهتم بمشاعر الآخرين – يحب المغامرة والنشاط العضلي – ميال إلى السيطرة
الخارجي التركيب (الجلدي) المخي الأساسي يكبت انفعالاته ومشاعره – يحب العزلة والسرية والتأمل الذاتي – عاداته سيئة في النوم
الانتقادات الموجهة لنظرية شيلدون :
أنه كان متحيزا في تقدير الارتباطات بين سمات الشخصية والأنماط المزاجية .
النقد الموجه لنظريات الأنماط الجسمية :
أنها تفترض أن تكوين الجسم يحدد سمات الشخصية ،على الرغم من أن معظم علماء النفس يرون أن الارتباط بين التكوين الجسمي وسمات الشخصية لا يعنى بالضرورة كون التكوين الجسمي هو الذي أدى لتلك الصفات ،بل قد تتكون الصفات نتيجة عوامل أخرى .
نظريات الأنماط النفسية :
نظرية كارل يونج :
رأى كارل يونج أن علاقة الفرد بالعالم الخارجي تتم من خلال إحدى طريقتين ،الانبساط والانطواء .
وبذلك فهناك نمطان :
الانبساطي : وهو يتميز بأن انتباهه وتركيزه موجهان نحو البيئة الخارجية ،ويحب التواجد بين الناس ،وتكوين العلاقات معهم ،وتصدر أقواله وأفعاله عن عوامل موضوعية ،وهو واقعي ،ويحب العمل الذي يجعله بين الناس .
الانطوائي : وهو يحب العزلة ،ويبتعد عن الاختلاط بالناس ،وتصدر أقواله وأفعاله من عوامل ذاتية ،وهو يحب التأمل وأحلام اليقظة ،ويفتقر إلى الثقة بالنفس وهو يفضل العمل الذي يبعده عن الناس .
وإلى جانب هذين القسمين ،رأى يونج أن هناك أربعة وظائف أساسية يستخدمها الفرد في توجيه نفسه في العالم وهي : التفكير والوجدان والإحساس والحدس .
وبذلك تتكون ثمانية أنماط من الشخصية .
2 – نظرية التحليل النفسي :
رأى فرويد أن الشخصية مكونة من ثلاثة أنظمة هي الهو ،والأنا ،والأنا الأعلى ،وأن الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة .
الهو :
الهو هو الجزء الأساسي الذي ينشأ عنه فيما بعد الأنا والأنا الأعلى .
يتضمن الهو جزئين :
o جزء فطري :الغرائز الموروثة التي تمد الشخصية بالطاقة بما فيها الأنا والأنا الأعلى .
o جزء مكتسب :: وهي العمليات العقلية المكبوتة التي منعها الأنا (الشعور ) من الظهور .
ويعمل الهو وفق مبدأ اللذة وتجنب الألم .
ولا يراعي المنطق والأخلاق والواقع .
وهو لا شعوري كلية
الأنا :
يعمل الأنا كوسيط بين الهو والعالم الخارجي فيتحكم في إشباع مطالب الهو وفقا للواقع والظروف الاجتماعية .
وهو يعمل وفق مبدأ الواقع .
ويمثل الأنا الإدرلك والتفكير والحكمة والملاءمة العقلية .
ويشرف الأنا على النشاط الإرادي للفرد .
ويعتبر الأنا مركز الشعور إلا أن كثيرا من عملياته توجد في ما قبل الشعور ،وتظهر للشعور إذا اقتضى التفكير ذلك .
ويوازن الأنا بين رغبات الهو والمعارضة من الأنا الأعلى والعالم الخارجي ،وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن طريق الحيل الدفاعية .
الأنا الأعلى :
يمثل الأنا الأعلى الضمير ،وهو يتكون مما يتعلمه الطفل من والديه ومدرسته والمجتمع من معايير أخلاقية .
والأنا الأعلى مثالي وليس واقعي ،ويتحه للكمال لا إلى اللذة – أي أنه يعارض الهو والأنا .
• إذا استطاع الأنا أن يوازن بين الهو والأنا الأعلى والواقع عاش الفرد متوافقا ،أما إذا تغلب الهو أو الأنا الأعلى على الشخصية أدى ذلك إلى اضطرابها .
• أنظمة الشخصية ليست مستقلة عن بعضها ،ويمكن وصف الهو بأنه الجانب البيولوجي للشخصية ،والأنا بالجانب السيكولوجي للشخصية ،والأنا الأعلى بالجانب الاجتماعي للشخصية .
نقد نظرية فرويد :
1- عينة الدراسة التي استخدمها فرويد هي من مرضاه النفسيين لذلك لا يصح تعميمها على الأسوياء .
2- 2لم يخضع فرويد ملاحظته للأسلوب العلمي .
3- أسرف في تأكيد أثر الطاقة الجنسية في توجيه سلوك الفرد .
4- أكد على دور الدوافع البيولوجية الغريزية في تكوين الشخصية وأهمل دور العوامل الاجتماعية والثقافية .
إيجابيات نظرية فرويد :
1 – تأكيده أثر السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل .
2 - إدخاله لمفهوم اللاشعور في علم النفس
3 - توضيحه للحيل الدفاعية للأنا .
3 – نظريات السمات :
ترى هذه النظريات أنه يجب تحديد عدد كبير من السمات المشتركة بين الناس للتعرف على شخصية الفرد .
السمات :
أنماط سلوكية عامة ثابتة نسبيا تصدر عن الفرد في مواقف كثيرة وتعبر عن توافقه مع البيئة .
أهم نظرية في نظريات السمات هي نظرية ألبورت .
نظرية ألبورت :
يرى ألبورت أن السمات تنقسم لقسمين :
أ – السمات العامة : وهي المشتركة بين كثير من الناس بدرجات متفاوتة ،وتكون موزعة بينهم توزيعا اعتداليا .
ب – السمات الفردية : وهي التي تخص فردا معينا ،وهي السمات الحقيقية في نظر ألبورت والتي يمكن من خلالها وصف شخصيته بدقة .
السمات الرئيسية والمركزية والثانوية :
السمة الرئيسية : هي سمة واحدة تسيطر على شخصية الفرد وسلوكه .
السمات المركزية : تتراوح بين خمس إلى عشر سمات في الشخص الواحد وتكون مميزة لشخصيته وسلوكه .
السمات الثانوية : هي سمات غير مميزة لشخصية الفرد ولا تظهر إلى في بعض المواقف.
نقد نظرية السمات لألبورت :
1- أنه لا يمكن وصف الشخصية من خلال مجموعة من السمات فقط ،بل لا بد من معرفة العلاقات بين تلك السمات .
2- أن ألبورت افترض وجود السمة وجودا حقيقيا في الشخصية ،رغم أن من علماء النفس ،من يرى أن ثبات الشخصية لا يرجع إلى ثبات سمات الفرد فقط بغض النظر عن بيئة الفرد .
3- أن النظرية لم تستطع وضع أبعاد للسمات الفردية ،وهذا يتطلب من الباحث أن يضع لكل شخصية أبعادها بنفسه ،وهذا من شأنه أن يثبط همة الباحث العلمي .
4 – نظريات الذات :
تتجه هذه النظريات لدراسة الشخصية دراسة كلية دون تجزئتها ،وزعيم هذه النظريات هو كارل روجرز .
ويرى روجرز أن تكوين الشخصية يكون بناء على خبرات الفرد وإدراكه وتقييمه لها .
فمن خلال التفاعل المستمر بين الفرد وبيئته وتعرضه للتقييم من قبل المحيطين به يتكون مفهومه عن ذاته .
ومفهوم الذات هو ما يحدد معظم سلوكيات الفرد .
ويحاول الفرد أن يوفق بين خبراته التالية ومفهوم ذاته ،فما يجده ملائما لمفهوم ذاته يتقبله ،وما يعارضها يتجاهله أو يشوهه حتى يصبح بشكل يمكن أن يوافق مفهومه لذاته ،وإذا كثر تجاهل الفرد وتشويهه للخبرات التي تخالف مفهومه عن ذاته أصبح الفرد عرضة للاضطراب النفسي .
ويقوم العلاج في هذه النظرية – العلاج المركز حول العميل – على إعادة نظر الفرد لخبراته ،وإعادة بناء شخصيته بحيث يكون علاقة متسقة بين مفهوم ذاته وخبراته التي كان ينكرها أو يشوهها .
نقد نظريات الذات :
انتقدت نظريات الذات في تأكيدها على أثر الخبرة الشعورية في تكوين الشخصية وإهمالها أثر الدوافع اللاشعورية .
• قيمة أي نظرية في علم النفس تنبع من قدرتها على التنبؤ بالسلوك وضبطه،وقدرتها على توليد البحث العلمي .
• لا توجد نظرية كاملة في علم النفس ،ولا يمكن الجمع بين نظرياته للخروج بنظرية واحدة لأن :
- كثير من النظريات ينقصها الوضوح والتحديد لعناصرها .
- هناك تناقض واضح بين بعض النظريات يصعب حسمه (نجاتي:1423).
العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية :
يتأثر تكوين الشخصية بكل من الوراثة والبيئة .
1 – تتمثل الوراثة في حالة الجهازين العصبي والهرموني .
2 – تتضمن العوامل البيئية ثلاثة أنواع :
(أ) عوامل جغرافية .
(ب) عوامل اجتماعية وتشمل :
- الإطار الثقافي العام ويشمل القيم والعادات والمعايير الاجتماعية .
- عوامل ثقافية فرعية :خاصة بالطبقة الاجتماعية والأسرد والمدرسة والأصدقاء والنوادي
- عوامل ثقافية فردية مثل الدور الجنسي للفرد ،والدور المهني ..
3 – عوامل اتفاقية التي تطرأ على حياة الفرد .
أولا العوامل الوراثية :
البعد التكويني :
إن الخلية المخصبة تحتوي على 23 زوجا من الكروموسومات ،زوج واحد يخص جنس الجنين ،وبقية الكروموسومات تحمل الخصائص الجسمية المادية ،وقد تحمل الاستعدادات المرضية التي تنقلها عن طريق الجينات من جيل لجيل .
قد ينقل الفرد صفات كانت موجودة عند أجداده وليست موجودة فيه لمن خلفه ،وقد تحدث طفرة فتظهر صفات لم تكن موجودة في تلك السلسلة (دمنهوري:1421)(.
الغدد الصماء :
من العوامل الوراثية المؤثرة في الشخصية الغدد التي تفرز الهرمونات والتي يتسبب اضطراب إفرازها في اضطراب جوانب مختلفة من الشخصية .
إن التأثير بين سمات الشخصية والغدد تأثير متبادل ،فاضطراب إفراز الغدد يؤثر في الشخصية ،واضطراب الشخصية يؤثر في إفراز الغدد .
أهم الغدد وأثرها في الشخصية :
الغدة إفرازها
الغدة الدرقية زيادة إفرازها :
- زيادة نشاط العمليات الحيوية
- تجعل الفرد قلقا سريع الاهتياج
- عدم الاستقرار الحركي والانفعالي نقص إفرازها:
- الخمول والبلادة وسرعة التعب
- بطء التفكير والحركة
- فقد الشهية
الغدتان الإدريناليتان يزداد إفرازها في حالة الانفعال العنيف لمواجهة الطوارئ
قشرة الغدتين الكظريتين
تفرزان هرمون الكورتين اللازم لمقاومة العدوى
زيادة إفرازها :
تضخم خصائص الذكورة عند الإناث ،وتضخم خصائص الأنوثة عند الذكور
نقص إفرازها :
- الشعور بالضعف العام
- ضعف الدافع الجنسي
- انخفاض عملية الأيض
- سرعة الاهتياج
- الاكتئاب والأرق
الغدة التناسلية - نضج الأعضاء التناسلية
- ظهور الخصائص الثانوية عند الجنسين
الغدة النخامية زيادة إفرازها :
- - العدوانية
- خشونة الجلد
- النضج الجنسي المبكر نقص إفرازها :
- القزامة
- ضعف بنية الجسم
- تعطل نمو الأعضاء التناسلية
- الخضوع
ثانيا : أثر العوامل البيئية في الشخصية :
(أ) أثر العوامل الجغرافية في الشخصية :
للبيئة الطبيعية أثر في تنمية بعض الصفات ،ومنع صفات أخرى من الظهور .
وتؤثر البيئة الطبيعية في شخصية الجماعة بأسرها ،وفي شخصيات الأفراد الذين تتكون منهم الجماعة .
(ب) أثر العوامل الاجتماعية في الشخصية :
- أثر ثقافة المجتمع :
تؤثر ثقافة المجتمع في عادات أفراده واتجاهاتهم وأساليب تفكيرهم وقيمهم ومعاييرهم وتعبيرهم عن دوافعهم وانفعالاتهم ...
وتتفرع من الثقافة العامة للمجتمع ثقافات فرعية ،تزيد من اختلاف افراد المجتمع الواحد .
- أثر عوامل الثقافات الفرعية في الشخصية :
من هذه العوامل : الأسرة ،والمدرسة .
الأسرة :
الأسرة هي المنظمة الاجتماعية الأولى في عملية نقل التراث الاجتماعي والتطبيع الاجتماعي لأن:
- لأن الطفل في البداية لا يكون خاضعا لتأثير جماعة أخرى غير الأسرة .
- لأن الطفل في الخمس سنوات الأولى من حياته يكون سهل التأثر والتشكيل ،شديد القابلية للإيحاء .
- الطفل يكون قليل الخبرة ،ضعيف الإرادة وفي حاجة دائمة لمن يشبع حاجاته العضوية والنفسية .
- لأن التطبيع الاجتماعي يكون مركزا في هذه الفترة .
المدرسة :
خروج الطفل إلى عالم جديد يحتم عليه تكوين علاقات وتفاعلات جديدة ،ويكلفه بواجبات جديدة ،ويجعله يخضع لنظام المدرسة وسلطة المعلم ،كل ذلك له أثره على شخصية الطفل:
- تجعله يشعر بقدر من الاستقلال .
- توسع دائرة علاقاته الاجتماعية .
- تجعله أكثر واقعية ،وتخلصه من التمركز حول ذاته .
- توسع مداركه بمناهجها .
- تدعم عاداته واتجاهاته السليمة ،وتكسبه عادات واتجاهات جديدة ،وتقوم ما لديه من عادات واتجاهات خاطئة .
أثر الدور الاجتماعي في الشخصية :
- الدور : هو نمط السلوك المرتبط بمركز معين في المجتمع .
- وهو يختلف باختلاف :الثقافة ،والسن ،والجنس ،والمهنة .
- والدور الذي يلعبه الفرد ينمي سمات معينة في شخصيته ،ويمحو سمات أخرى .
- وعجز الفرد عن القيام بدوره يمس عاطفة احترامه لذاته مما قد يعرض شخصيته للاضطراب .
- ويندر أن يقوم الفرد بدور واحد بل إنه في الغالب يلعب عدة أدوار في نفس الوقت، وقد يحصل صراع بين هذه الأدوار .
- وانتقال الفرد إلى دور جديد من شأنه أن يجعله يتنازل عن عادات مألوفة ويأخذ بممارسة عادات جديدة غير مألوفة ،وهذا قد يجعله يصاب بأزمة نفسية عنيفة في بعض الحالات .
تغير الشخصية :
- تتغير الشخصية بتغير العادات والاتجاهات والخبرات وطرق التفكير .
- ويكون التغير في الشخصية سريعا في السنوات الأولى من الحياة ثم يأخذ في البطء حتى لا يكاد يظهر تغير ملحوظ في مرحلة الرشد .
- وتغير الشخصية قد يحدث بقصد من الإنسان ،أو دون قصد منه .
- و يصعب على الراشد تغيير سماته المزاجية والعصابية وسمات الطفولة المبكرة (راجح:1421).
الحكم على الشخصية وقياسها :
أهداف قياس الشخصية :
- أهداف علمية نظرية تتمثل في الإجابة على التساؤلات وحل المشكلات العلمية.
- التوجيه والاختيار المهني
- تشخيص أسباب سوء التوافق لدى المشكلين ومضطربي الشخصية
- قياس مدى التحسن في العلاج النفسي (رجح:1421)
طرق قياس الشخصية :
1 – الملاحظة :
هناك طريقتان رئيسيتان للملاحظة هما :
أ – الملاحظة المباشرة : وفيها يقوم الباحث بملاحظة الفرد في أحد مواقف الحياة الطبيعية وتقدير سمات شخصيته ،وهو يستطيع ضبط بعض متغيرات الموقف .
ب – اختبارات الموقف : يقدم للفرد موقف شبيه بمواقف الحياة بحيث تظهر فيه السمات المراد قياسها ،وعادة يعلم الفرد أنه في موقف اختبار لكنه لا يعلم أي سمة يقيسها هذا الاختبار .
إيجابيات الملاحظة :
أن الملاحظ يرى سلوك المفحوص مباشرة ،ولا يستند إلى رواية المفحوص لسلوكه .
عيوب الملاحظة :
1 - أن الملاحظ قد يسيء تفسير سلوك المفحوص .
2 – أنها انتقائية ،تقتصر على أوقات محددة ،ومواقف محددة ..
2 - المقابلة الشخصية :
هي أكثر طرق قياس الشخصية استخداما ،لكنها ليست أكثرها دقة ،حيث لا يمكن ضبط جميع العوامل المؤثرة في المقابلة .
أنواع المقابلة :
المقابلة المقننة : وتتكون من مجموعة أسئلة محددة معدة من قبل توجه بطريقة موحدة .
من مزايا هذا النوع أنها تسهل المقارنة بين الأفراد ،وتضمن تغطية جميع الموضوعات الرئيسية .
المقابلة غير المقننة : لا تتضمن أسئلة محددة ،وتترك للفاحص استقصاء البيانات التي يرى أنها هامة .
لقد أثبت هذا النوع نجاحة في الإرشاد و العلاج النفسي .
غير أن من عيوب هذا النوع أنه لا يمكن من المقارنة بين الأفراد .
وقد ظهر حديثا نوعان جديدان للمقابلة :
المقابلة الضاغطة والمقابلة المنهكة :
وعادة يقوم بها عدد من المقابلين ،وتهدف المقابلة الضاغطة للكشف عن سلوك الفرد تحت مواقف ضاغطة ،أما المقابلة المنهكة فتهدف إلى إضعاف الفرد لكشف الأقنعة التي يتقنعها أثناء المقابلة وعادة ما تأخذ وقتا طويلا .
3 – مقاييس التقدير :
قد تكون مقاييس التقدير فردية بحيث يتم تقدير ما لدى الفرد من سمات تقديرا كميا.
وقد يكون ترتيبا لمجموعة من الأفراد حسب ما لديهم من سمة معينة .
وقد يقوم الفرد بتقييم ذاته ،أو يقوم عدد من الأشخاص بتقييمه من خلال ما يجمعونه عنه من معلومات عن طريق المقابلة والملاحظة .
4 – اختبارات الشخصية :
الاختبار الشخصي : هو مجموعة من الأسئلة تقيس سمة معينة أو عدة سمات من الشخصية. ويقوم الفرد باختيار الاجابة التي تنطبق عليه من عدة بدائل .
مزايا الاختبارات الشخصية :
- - سهولة تطبيقها ،وتوفيرها للوقت والجهد .
- موضوعيتها ،وسهولة استخدام نتائجها في المقارنة بين الأفراد .
عيوب الاختبارات الشخصية :
- إمكانية تلفيق الأجوبة وإخفاء الحقائق فيها
- أن الفرد قد يجهل بعض نواحي شخصيته ،أو يدركها إدراكا خاطئا
- قد يخطئ الفرد في فهم بعض الأسئلة مما يؤثر على صحة النتائج
5 – الاختبارات الإسقاطية :
الاختبارات الإسقاطية : هي مواقف غامضة تقدم للمفحوص ويطلب منه الاستجابة لها .
ويقوم الفرد بإسقاط حالته النفسية على تلك المواقف الغامضة دون أن يشعر بذلك ،لذلك تعتبر الاختبارات الإسقاطية من أهم وسائل الكشف عن الدوافع اللاشعورية .
مزاياها :
- أنها تقيس الشخصية ككل ،ولا تقتصر على قياس سمة معينة .
- أن تطبيقها يخلو من التوتر الذي يصيب المفحوص أثناء الاستبيانات الشخصية .
- أن المفحوص لا يعلم ما تقيسه هذه الاختبارات وبالتالي لا يستطيع تزييف إجاباته .
عيوبها :
- عدم تقنينها مما جعلها تخضع لذاتية الفاحص في التصحيح والتقييم(نجاتي:1423).
http://faculty.ksu.edu.sa/24870/2/11 الشخصية.doc
هاروني رضوان- المساهمات : 67
تاريخ التسجيل : 01/11/2010
الموقع : جامعة تلمسان
مواضيع مماثلة
» الإنفعالات/سمية النجاشي
» أثر الوراثة والبيئة على الذكاء اعداد حربوش سمية
» مطوية التخلف العقلي -اعداد:حربوش سمية-باحثة في علم النفس الاكلينيكي-
» إضطرابات الشخصية
» الشخصية القلقة(الوسواسية)
» أثر الوراثة والبيئة على الذكاء اعداد حربوش سمية
» مطوية التخلف العقلي -اعداد:حربوش سمية-باحثة في علم النفس الاكلينيكي-
» إضطرابات الشخصية
» الشخصية القلقة(الوسواسية)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى