جمعية ستيفيس للصحة النفسية لولاية سطيف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إدمان الانترنت وعلاقته بكل من أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية لدى المراهقين*1*

اذهب الى الأسفل

إدمان الانترنت وعلاقته بكل من أبعاد الشخصية  والاضطرابات النفسية لدى المراهقين*1*  Empty إدمان الانترنت وعلاقته بكل من أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية لدى المراهقين*1*

مُساهمة  PSYALI الخميس نوفمبر 18, 2010 5:59 pm

إدمان الانترنت وعلاقته بكل من أبعاد الشخصية
والاضطرابات النفسية لدى المراهقين

د. بشرى اسماعيل أحمد أرنوط

كلية الآداب

قسم علم النفس – جامعة الزقازيق
تهدف الدراسة الحالية إلى فحص العلاقة بين إدمان الإنترنت وأبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية لدى المراهقين، وهل تشكل هذه المتغيرات الثلاثة نموذجًا سببيًّا يفسر هذه العلاقة؟ كذلك معرفة ما إذا كانت تتنبأ بعض أبعاد الشخصية بإدمان الإنترنت، وفحص الفروق بين مدمني الإنترنت ومدمناته في أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية، وكذلك فحص الفروق بين مدمني الإنترنت وغير مدمنيه في أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية. كما تهدف هذه الدراسة إلى فحص الفروق بين مدمني الإنترنت في جمهورية مصر العربية في جمهورية مصر العربية ومدمنيه في المملكة العربية السعودية في أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية. وقد أجريت الدراسة على عينة (1000 طالب جامعي)، 546 طالبًا منهم مدمنون للإنترنت، 454 طالبًا منهم غير مدمنين له. وقامت الباحثة بإعداد مقياس لإدمان الإنترنت، وتم تطبيق (استخبار "ايزنك" للشخصية، إعداد: مصطفى سويف)، ومقياس الصحة النفسية (التشخيص الاكلنيكي الذاتي للأعراض المرضية، إعداد: حسن مصطفى). وأظهرت النتائج أن متغيرات الدراسة تشكل نموذجًا سببيًّا يفسر العلاقات المتبادلة فيما بينها. كما أشارت النتائج إلى وجود ارتباط دال إحصائيًّا بين الاضطرابات النفسية وأبعاد الشخصية وإدمان الإنترنت. كذلك توصلت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مدمني الإنترنت وغير مدمنيه في أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية. ووجود فروق دالة إحصائيًّا بين مدمني الإنترنت ومدمناته في أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية. وكذلك وجود فروق بين مدمني الإنترنت في جمهورية مصر العربية ومدمنيه في المملكة العربية السعودية في أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية.

1-مقدمة:
تعد الثورة المعلوماتية من التجليات الاتصالية والثقافية للعولمة إذ أن للعولمة تجليات متعددة اقتصادية وسياسية وثقافية. وتتمثل التجليات الثقافية للعولمة فى البث الإعلامي من خلال الأقمار الصناعية العربية والأجنبية والقنوات الفضائية والتليفون المحمول والكمبيوتر بكافة أشكاله وأنواعه والإنترنت بمحركات بحثه المتعددة ومواقعه المتنوعة ، الأمر الذى أدى إلى انهيار الحواجز الجغرافية والزمنية وجعل الإنسان أينما يكون فى هذا العالم، فإنه رغم اتساعه يكون بين يديه.
ولاشك أن التقدم التكنولوجي الهائل فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذى يميز العصر الحالي ؛ يجعلنا نطلق على هذا العصر ، العصر الرقمي ، مما يشير إلى اتساع نطاق استخدام الإنترنت واعتباره السمة المميزة لهذا العصر ، فالإنترنت يستخدمه الأطفال والراشدين والمتقدمين فى السن ، أى كافة فئات المجتمع العمرية وأيضاً كافة طبقات المجتمع الراقية ومحدودة الدخل ، فأصبح الإنترنت يغزو كافة مجالات الحياة الاجتماعية كوسيلة للاتصال وتبادل الأفكار والمعلومات ، وأيضاً المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها ، الأمر الذى يترتب عليه أن أى مجتمع يعجز عن المشاركة فى هذا التقدم التكنولوجي الرقمي الهائل ، لاشك أنه يتخلف عن بقية الأمم المتقدمة وعن ملاحقة التطورات السريعة العميقة … فى الماضى كان هناك أطفال مدمنون للتليفزيون ، أما اليوم فهم مدمنون للإنترنت ، فقد أشارت مجلة النيوزويك أن 2 : 3% من مستخدمي شبكة الإنترنت يعانون من إدمان الإنترنت الشديد. (بشرى إسماعيل ، 2004، ب).
ونظراً لأن الكمبيوتر قد تغلغل فى كافة مجالات الحياة ، وأصبح يوجد فى جميع المؤسسات التعليمية والاقتصادية والتجارية وغيرها ، بل أصبح ضرورة من ضروريات الحياة ، فقد بات تعليمه فى المؤسسات التعليمية مهمة تعليمية ومنهج دراسي لكافة الطلبة فى مراحل التعليم المختلفة الابتدائية والإعدادية والثانوية ، بل وحتى التعليم الجامعي ، كل ذلك جعل الكمبيوتر هو المتحكم والقوى المهيمنة على الإنسان.
وهكذا ليس من الصعب على أى فرد فى المجتمع أن يتعلم الكمبيوتر ، أو أن يستخدم الكمبيوتر ، فأصبح الأمر ميسوراً سواء فى المنزل أو المدرسة أو مكاتب الكمبيوتر وغيرها. كذلك أصبح الدخول على شبكة الإنترنت ليس مستحيلاً ، فسواء كان الإنسان يملك جهاز كمبيوتر أو لا يملكه ، يمكنه استخدام شبكة الإنترنت بما تقدمه من مواقف وخدمات متعددة.
فالإنترنت نعمة من نعم الله المتعددة للإنسان ، ولكن إذا أحسن استخدامها، وهو أيضاً نقمة إذا أساء الإنسان استخدامها ، فمثله مثل أى تقدم تكنولوجي آخر ، له فوائده وأضراره فهو ثورة فى عالم المعرفة ، وأكبر مكتبة عرفها التاريخ ووسيلة ضرورية للحصول على المعلومات ، كما أنه وسيلة للتسلية وللتجارة وللمراسلة وللصداقة وأيضاً هو وسلة للعبث وللأذى.
والدخول على الإنترنت لا يقتصر على الكبار دون الصغار أو على جنس بعينه، فيهويه كل من الصغار والكبار والذكور والإناث ، وتشير الإحصائيات إلى أنه يوجد حالياً ما يقرب من 950 مليون مستخدم للإنترنت ، من بينهم 13.5 مليون فى الدول العربية وحدها ، ومن أكثر مواقع الإنترنت استخداماً سوق المال (الأسهم وغيرها) ، والمنتديات ، والبريد الإلكتروني المجاني ، والمواقع الإخبارية الخاصة بالجوالات، وكذلك مواقع المشكلات الزوجية.
وعلى هذا تستخدم محركات البحث على الإنترنت سواء النصية أو الصور فى الاستخدامات التالية:
1- الحصول على المعلومات ، حيث تزخر محركات البحث المتعددة بالمعلومات.
2- التجارة العالمية والتسوق ، فهناك مواقع كثيرة للبيع والشراء أسرع مما لو اشتراها الفرد من داخل بلده أو وطنه.
3- المراسلة من خلال الرسائل السريعة فى دقائق (البريد الالكتروني).
4- التواصل وإقامة الصداقات وكذلك محادثة الآخرين.
5- التسلية والألعاب.
6- وسيلة للعبث والتسكع فى أروقة ودهاليز الإنترنت دون هدف محدد.
7- وسيلة للأذى والجريمة مثل الهكرز والمواقع الإرهابية التى تبث المعلومات المتطرفة.
وهكذا فالإنترنت سلاح ذو حدين ، فهو وسيلة مفيدة ، وأيضاً له أضراره ، ولا يجب أن نغض أبصارنا عن أضراره ، أو أن فوائده تعمينا عن المشكلات الناجمة الخطيرة.
وقد صدق من أطلق على شبكة الإنترنت بالشبكة العنكبوتية ، فهو وصف دقيق لتأثير الإنترنت على مستخدميه. حيث أن البعض قد يقع فى خيوط وشباك لا نهاية لها ، وبذلك يسيء استخدامه ويفرط فيه ويعتمد عليه اعتماداً شبه تام ، ويشعر بالاشتياق الدائم له إذا حدث ما يمنع اتصاله بهذه الشبكة ، ويحاول تصفية كل التزاماته قبل أن يمارس الإنترنت ، ويصبح شغله الشاغل هو كيف يعود مرة أخرى للدخول على الإنترنت ، وبهذا يفقد استقلاليته ويصبح عبداً بل وأسيراً له ، لأن الإنترنت أصبح يتحكم فى كل أنشطته الحياتية ، وهذا هو ما نطلق عليه إدمان الإنترنت.
واضطراب إدمان الإنترنت مشكلة متزايدة ، فقد أشار علماء النفس البريطانيون أن هناك شخص من بين 200 فرد من مستخدمي الإنترنت تظهر عليه أعراض الإدمان بل أن هناك أشخاص يقضون 38 ساعة أو أكثر على الإنترنت دون عمل يدعوا لذلك ، فمن الممكن أن يضحى البعض بالعمل وبالمدرسة وبالعلاقات الأسرية وبالمال ، بل ومن الممكن أن تسوء سمعة الشخص وتدمر حياته من خلال سيبر الإنترنت والوقوع فى دائرة إدمان الإنترنت يتطلب 6 أشهر من التعلق الكامل بالإنترنت ويعتبر طلاب الجامعة هم الأكثر تعرضاً لإدمان الإنترنت. (Hardy , 2004).
ومن هنا كان بحق أهمية دراسة إدمان الإنترنت من حيث أسبابه وآثاره السلبية على السعادة النفسية والتوافق النفسى للفرد ، وبخاصة بعد انعقاد المؤتمر العالمي الأول لإدمان الإنترنت فى سويسرا والذي اعتبر أن مشكلة إدمان الإنترنت مشكلة عالمية عامة.
2-أهمية الدراسة:
ترجع أهمية هذه الدراسة إلى أنها تحاول معرفة مدى تأثير إدمان الإنترنت التى تزايدت وبشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة على الصعيد العالمي والمحلى على الصحة النفسية للمراهقين ، كما ترجع أهمية الدراسة الحالية إلى قلة الدراسات النفسية العربية - فى حدود علم الباحثة – التى تناولت هذا الموضوع رغم أهميته النظرية والتطبيقية. فمع الزيادة المطردة فى استخدام الإنترنت بدأت السلبيات فى الزحف تدريجياً ، تلك السلبيات المتمثلة فى نوع جديد من الإدمان ليس بالاستنشاق أو بالابتلاع أو بالحقن بل أخطر من ذلك كله وهو إدمان الإنترنت. كما ترجع أهمية الدراسة إلى أن العينة المستخدمة فيها من المراهقين وهذه الطبقة من المجتمع يمكن القول بأنها أكثر طبقات المجتمع تعرضاً للضغوط الحياتية وللاضطرابات النفسية وللآثار الناجمة عن العولمة بتجلياتها المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية. ومن هنا جاءت أهمية الدراسة الحالية لأن الإنترنت أصبح رعباً حقيقياً للأسر العربية فقد فرق بين الابن وأسرته والمرء وزوجته والفرد وعمله وحطم منظومة القيم الاجتماعية والأخلاقية وبخاصة الابتزاز الاخلاقى والمالي وانتشار الإباحية الجنسية بشكل لا مثيل له ومن ثم زواره فى الغالب من المراهقين والمراهقات. وقد أكدت دراسات فى العالم العربي أن 90% من متصفحي الإنترنت يلعبون ويتسلون وهذا يرجع إلى كونهم من الأطفال والمراهقين والشباب لأن لديهم وقتاً للعب والتسلية أكثر من شرائح المجتمع الأخرى مع غياب البرامج التى تنمى قدراتهم العقلية وتشبع حاجاتهم المختلفة فجاءت الصحف والمجلات والقنوات التلفازية الهابطة.
3-مشكلة الدراسة:
تتلخص مشكلة الدراسة فى التساؤلات الآتية:
1- هل تشكل متغيرات الدراسة (إدمان الإنترنت وأبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية) نموذجاً سببياً لتفسير العلاقات المتبادلة بين هذه المتغيرات؟
2- هل توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين كل من إدمان الانترنت و أبعاد الشخصية و بعض الاضطرابات النفسية موضوع الدراسة؟
3- هل تنبئ بعض أبعاد الشخصية دون غيرها بإدمان الإنترنت؟
4- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مدمني الإنترنت وغير مدمني الإنترنت فى كل من أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية موضوع الدراسة لدى المراهقين؟
5- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مدمني ومدمنات الإنترنت من المراهقين فى كل من أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية موضوع الدراسة؟
6- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مدمني الإنترنت (من الجنسين) من المراهقين فى جمهورية مصر العربية عن مدمني الإنترنت (من الجنسين) من المراهقين بالمملكة العربية السعودية لصالح مدمني الإنترنت بالمملكة العربية السعودية فى كل من الاضطرابات النفسية وأبعاد الشخصية موضوع الدراسة؟

4-هدف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى فحص العلاقة بين إدمان الإنترنت وأبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية ، كما تهدف أيضاً إلى معرفة ما إذا كانت هذه المتغيرات الثلاثة معاً تشكل نموذجاً سببياً فيما بينهم لتفسير العلاقات المتبادلة ، كذلك تهدف إلى معرفة ما إذا كانت أبعاد معينة للشخصية تتنبأ بإدمان الإنترنت ، وكذلك معرفة الفروق بين الجنسين المدمنين للإنترنت فى كلاً من أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية ، كذلك تهدف الدراسة الحالية لمعرفة الفروق بين مدمني الإنترنت وغير مدمني الإنترنت فى أبعاد الشخصية والاضطرابات النفسية ، ومعرفة الفروق بين مدمني الإنترنت (من الجنسين) فى جمهورية مصر العربية عن مدمني الإنترنت (من الجنسين) بالمملكة العربية السعودية لصالح مدمني الإنترنت بالمملكة العربية السعودية فى الاضطرابات النفسية وأبعاد الشخصية.
هذا فضلاً عن أن هذه الدراسة تهدف إلى تصميم مقياس "لإدمان الإنترنت" ذو ثبات وصدق مناسبين ، وتصميم استمارة بيانات شخصية عن السن والجنس والمستوى التعليمي واستخدام الإنترنت أو عدم استخدامه ، ومدى استخدامه سواء مفرط أو معتدل أو منخفض، وأهم المواقع المفضلة فى الإنترنت.

5-مصطلحات الدراسة والإطار النظري:

أولاً إدمان الإنترنت :
إن الإدمان يركز فى الأساس على الزيادة أو الارتفاع الناتج بسبب فرط استخدام العقاقير أو القوى الخارجية الأخرى التى تؤثر على الاستجابة الكيميائية للمخ. ومن ناحية أخرى فقد تنامي لذهن العديد من الأشخاص أن هذا قد يحدث من استخدام الإنترنت. وأطلق على هذا المرض اضطراب إدمان الإنترنت. ويعد البحث فى هذا الاضطراب جديد ونادر ولكن النتائج قد تركت التفكير فى المشكلة ودراستها. وهذا الاضطراب يؤثر على كل شخص يتورط فى استخدام الإنترنت. وعلاوة على ذلك فإن القليل من علماء النفس من يعرفون هذا الاضطراب وعلاجه. (Duran, 2003)
وتشير ماريا دورين Duran (2003) أنه لم يتم إجراء إلا القيل من الأبحاث فى هذا المجال حتى الآن. ولا يزال هناك جدل كبير حول السؤال الذى يتعلق بوجود مثل هذا الاضطراب أم لا. ويقول البعض أن الإنترنت إدمان يتحكم فى حياة الشخص ويسيطر عليه ويقول البعض الآخر أنه لا يتجاوز درجة الارتفاع أو الإفراط ، ومع هذا فإن الإنترنت لا يزال يؤثر على الذين يستخدمونه بشكل مفرط ، فلم يعد من المهم أين يكون الشخص، وهل لديه مكان خالى فى حقيبته لحمل الكمبيوتر ، فقد أصبح من السهل الحصول على الكمبيوتر بصرف النظر على أى مشكلة تواجه الشخص.
وهذا التوافر والإتاحية تفتح الباب للدخول على الإنترنت من أى مكان يحتاج فيه الشخص لخدمات الإنترنت. فالإنترنت مثله مثل أى هواية يبدأ مستخدميه فى قضاء وقت كبير عليه ، الأمر الذى قد يؤدى إلى إدمانه (Ghrohol, 2003) ، لأن الوقت الذى يقضيه الشخص على الإنترنت بحثاً عن ما يهمه يعد أحد أشكال التوازن بين شيئين متناقضين بل صراعين متناقضين هما الرغبة فى شيء ما والخوف من شيء آخر كلاهما يريدهما الشخص (Hardy, 2004).
مما يجعل الإفراط فى استخدام الإنترنت أو إدمانه يؤثر على حياة الشخص النفسية والاجتماعية والمهنية والجسمية وغيرها. ففى أحد الدراسات الطولية التى قام بها كروت وآخرون Kraut et al., (1998) قاموا فيها بتقديم كمبيوتر لعدد من الأسر التى تم اختيارها وتعليمهم على استخدام الإنترنت ، وجدوا أنه بعد مدة تراوحت ما بين عام إلى عامين ارتبطت زيادة استخدام الإنترنت بانخفاض التواصل الأسرى وانخفاض حجم الدائرة الاجتماعية داخل الأسرة. وعلاوة على ذلك قد عايش وعانى المشاركين فى هذه الدراسة من الوحدة النفسية والاكتئاب والمساندة الاجتماعية.
ولقد تزايد عدد مستخدمي الإنترنت ، ففى عام 1999 ، كان حوالي 12% من الأطفال عمر 13 – 17 سنة يستخدمون الإنترنت. وأن نسبة الأطفال من عمر 2 – 17 عام من مستخدمي الإنترنت كانت 6.5% فى عام 1996 ، ومن المتوقع أن تزداد فى عام 2002 إلى 31.4% كما أن الأطفال عمر 13 – 17 عام من المتوقع أن تزداد نسبة استخدامهم للإنترنت أكثر من الضعف وأن يكونوا أكثر نشاطاً فى استخدام الإنترنت وخدماته (Cravatta, 1997) ، هذا بالنسبة للأطفال فما بالك بالنسبة المئوية لمستخدمي الإنترنت من المراهقين والشباب.
من أجل ذلك لابد من أن نضع العلامات التحذيرية لإدمان الإنترنت فى أذهاننا. حتى لا يقع أى منا فى هذه المشكلة ويتورط فيها .. فما هى تلك العلامات التحذيرية؟!
العلامات التحذيرية لإدمان الإنترنت:
إن علامات إدمان الإنترنت تشبه علامات بقية أشكال الإدمان الأخرى، وإذا ظهرت أى علامة من العلامات التالية فإن الشخص حينئذ يحتاج للمساعدة:
1- هل الوقت الذى تقضيه على الإنترنت له تأثير سلبي على العلاقات الشخصية والحياة الاجتماعية وخاصة على العمل؟
2- هل تجد أنه من الصعب إدارة وقتك كأن تقطع نومك أن تهمل وجبات الطعام ولا تقابل أو ترى الآخرين (زملائك) إلا قليلاً؟
3- هل تتسلل إلى الإنترنت عندما ينبغي عليك إنجاز عمل آخر؟
4- هل تريد أن تقضى مزيد من الوقت على الإنترنت كي تحصل على
الإشباع والرضا؟
5- ماذا يحدث لو لم تتمكن من الدخول على الإنترنت لفترة بسيطة. هل تظهر عليك أعراض انسحابية؟ مثل الارتعاش والارتجاف والعصبية والقلق بسبب ما ستفقده على الإنترنت ، وكأن تحلم بالإنترنت وتحرك أصابعك كأنك تكتب على الكمبيوتر (كلها علامات للانسحاب)؟
6- هل تكلفة الإنترنت تؤثر على دخلك المادي؟
7- هل يشتكى الآخرون منك وأنت تنكر وتكذب عليهم وعلى نفسك أنك تعانى من مشكلة؟
(Young, 1996)
المعايير التشخيصية لإدمان الإنترنت:
إن الإنترنت هو أداة محايدة تم تصميمها فى الأساس لتسهيل البحث بين المؤسسات الأكاديمية والعسكرية. لكن طريقة استخدام الناس لهذه الوسيلة أثارت اهتمام مجتمع الصحة النفسية وأصبح إدمان الإنترنت موضوع خطير للمناقشة ، وهذا النوع من الإدمان ظاهرة جديدة لا يعرفها العديد من الممارسين وبالتالى فإنهم غير جاهزين لعلاجها. بل إن بعض المعالجين لا يعرف الإنترنت وبالتالى يصعب عليه فهم القوى الإغوائية له. إذن لابد من تحديد المعايير التشخيصية التى تساعدنا على تشخيص إدمان الإنترنت وفهمه. ونظراً لأن هذا الاضطراب لم يأت ذكره فى الـ DSM-4 ، فما هى إذن المعايير التشخيصية التى ينبغي أن تكون موجودة فى DSM-4.
يرى ميخائيل فينخل Fenichel (2004) أن أفضل طريقة إكلينيكية لاستكشاف الاستخدام القهري للإنترنت هو مقارنته بمعايير الأنواع الأخرى للإدمان. ومن بين التشخيصات الواردة فى DSM-4 فإن القمار المرضى هو أقرب ظاهرة لإدمان الإنترنت. وكانت الأبحاث السابقة قد عرفت إدمان الإنترنت بأنه اضطراب فى ضبط الدافع ولا يستلزم بالضرورة إدمان المخدرات. ومن خلال استخدام القمار المرضى كنموذج ، تم وضع استبيان ذو 8 عبارات تم فيها تعديل المعايير التشخيصية فى DSM-4 لكى تستخدم كأداة غربلة لتمييز المستخدمين المعتمدين وغير المعتمدين على الإنترنت وهى:
*هل تشعر بالانشغال بالإنترنت كأن تفكر فيما قمت بعمله من قبل والشروع فى بدء جلسة جديدة على الإنترنت؟
*هل حاولت مراراً وتكراراً بشكل غير ناجح ضبط أو التوقف عن استخدام الإنترنت؟
*هل تشعر أنك تحتاج إلى استخدام الإنترنت لمدة أطول كى تحقق الرضا والإشباع؟
*هل تشعر بعدم الراحة والاضطراب وحدة المزاج عندما تحاول التوقف عن الإنترنت؟
*هل تجلس على الإنترنت مدة أطول من التى كنت تحددها؟
*هل أنت فقدت أو معرض لفقدان علاقاتك الهامة أو عملك أو مدرستك بسبب الإنترنت؟
*هل تكذب على أفراد الأسرة والمعالجين وتخفى مدى جلوسك وتورطك على الإنترنت؟
*هل تستخدم الإنترنت كطريقة للهروب من المشكلات أو تخفيف حدة المزاج مثل الإحساس بالقلق والذنب والاكتئاب؟
ويعد الشخص مدمن للإنترنت عندما يجيب بكلمة نعم على خمس أو أكثر من تلك الأسئلة. وقد أوضحت نتائج إحدى الدراسات أن 45% من عينة الدراسة لا يستطيعون العيش بدون النت ، وأن 25% أجابوا بأن أصدقائي على النت أكثر من أصدقائي فى الواقع، و35% أجابوا بأنهم يقضون على الإنترنت أكثر من 5 ساعات فى اليوم. وعليه فإن هذا يشير إلى أن ثلث أفراد العينة مدمنين للإنترنت فى الوقت الحاضر.
وهكذا فليست المشكلة هى استخدام الإنترنت ولكن:
-كم من الوقت يقضيه الفرد أمام الإنترنت؟
-ما تأثير ذلك على جسم الإنسان وشخصيته وسلوكه؟
-ما مدى تعلق الشخص بالإنترنت؟ وهل وصل إلى حد عدم الاستغناء عنه أو إدمانه وترك غيره من الأنشطة والاستغناء عنها؟
وبناءً على الإجابة عن التساؤلات السابقة يتحدد ما إذا كان إدمان الإنترنت موجود أم لا؟ (Gackenbach, 1998).
فأي سلوك يقوم به الفرد هو سلوك طبيعي إذا كان فى حدود المعايير الثقافية والاجتماعية المتعارف عليها وإذا كان متناسباً مع مستوى نموه الجسمي والعقلي ، أما إذا تجاوز هذه المعايير وكان متكرراً بدرجة بالغة عندئذ نحكم على هذا السلوك أو التصرف بالشذوذ ، هكذا الإقبال على الإنترنت إذا اتفق مع معايير السوية يكون أمراً طبيعياً ويساعد على النمو النفسى والعقلي للإنسان ، أما إذا تجاوز حدود السواء ، وزاد فى شدته وانحرف فى نوعيته ، أصبح إقبال الفرد على الإنترنت سلوكاً مضطرباً وشاذاً وغير سوياً ، أو ما نطلق عليه إدمان الإنترنت (بشرى إسماعيل ، 2004، ب).
ولكن يشير جكينباخ Gackenbach (1998) إلى أن أى سلوك يتميز بالمحكات الستة التالية ، يمكن تعريفه إجرائياً بالإدمان ، وفيما يلى هذه المحكات:
1- أن يكون السلوك سمة بارزة Salience (البروز) وهذا يحدث عندما يصبح هذا السلوك أهم الأنشطة وأكثرها قيمة فى حياة الفرد ويسيطر على تفكيره ومشاعره حيث الانشغال البارز والزائد والتحريفات المعرفية واضطراب السلوك الاجتماعي والشعور باللهفة على القيام بهذا النشاط.
2- تغيير المزاج: Mood Modification ويشير إلى الخبرة الذاتية التى يشعر بها كنتيجة للقيام بهذا السلوك ويمكن رؤيتها كإستراتيجية للمواجهة لكى يتحاشى الآثار المترتبة على افتقادها وقد يصاحبها تحمل أو لا يصاحبها.
3- التحمل : Tolerance هو العملية التى يزداد بها كمية أو مقدار النشاط أو السلوك المطلوب إنجازه للحصول على نفس الأثر الذى أمكن تحصيله من قبل بمقدار أو كمية أقل فالمقامر قد يضطر تدريجياً لزيادة حجم أو مقدار المقامرة حتى يشعر بالانتعاش الذى كان يحصل عليه أساساً من كمية صغيرة من القمار.
4- الأعراض الانسحابية: Withdrawal Symptoms : هى مشاعر عدم الراحة أو السعادة و / أو الآثار الفسيولوجية التى يمكن أن تحدث عن الانقطاع عن النشاط أو تقليله فجأة (مثل الارتعاش والكآبة وحدة الطبع أو غيرها).
5- الصراع Conflict : وهى تشير إلى الصراعات التى تدور بين المدمن والمحيطين به كالصراع البينشخصى Interpersonal conflict والصراعات والتضارب بين هذا النشاط وغيره من الأنشطة الأخرى (العمل ، الحياة الاجتماعية ، الأمنيات ، والاهتمامات، والدراسة) أو الصراع الذى يدور داخل الفرد ذاته وهو الصراع البينفسى Intrapsychic Conflict المتعلق بهذا النشاط.
6- الانتكاس: Relapse : وهو الميل إلى العودة مرة أخرى لأنواع الأنشطة التى كان يدمنها الفرد ويمارسها.

أشكال إدمان الإنترنت:
ان إدمان الإنترنت مصطلح كبير ويشمل مختلف السلوكيات والمشكلات التى تنطوي على عدم القدرة على ضبط الدافع ، ويشير هاردى Hardy (2004) أن أكثر المواقع جذباً لمستخدمي الإنترنت هى حجرات الشات حيث تستحوذ على 35% من الوقت الذى يقضيه الناس على النت ، يليها جماعات الأخبار 15% من الوقت على النت ويليها البحث فى شبكة الويب ويستغرق 7% من الوقت بينما البحث وجمع المعلومات فيستغرق فقط 2% من الوقت المنقضي على الإنترنت.
ومن ثم هناك خمس أشكال فرعية محددة لإدمان الإنترنت:
1-إدمان الجنس فى السيبر Cyber Sexual Addiction
وهو عبارة عن استخدام قهري لشبكات الراشدين بحثاً عن الفحش والجنس فى السيبر.
2-إدمان علاقات السيبر: Cyber-Relationship addiction
وهو الإفراط فى علاقات على الإنترنت.
3-قهر النت Net Compulsions
مثل القمار على الإنترنت أو التسوق على الإنترنت.
4-عبء المعلومات Information Overload
أى البحث القهري على الويب أو قواعد البيانات.
5-إدمان الكمبيوتر Computer Addiction
كثرة اللعب بألعاب الكمبيوتر
من المعرض لخطر إدمان الإنترنت:
على النقيض تماماً مما يعتقد البعض أن الأذكياء والعلماء هم فقط الأكثر احتمالاً لإدمان الإنترنت وأحد المصادر الأساسية للإدمان هى جماعات الشات وجماعات الأخبار واستخدام البريد الإلكتروني لأنها تجعل المستخدم فى حالة تفاعل مع الآخرين على الإنترنت. وأيضاً أن من يتميزون بالخجل والانطواء من السهل لهم تكوين علاقات على الإنترنت لذلك هم أيضاً أكثر احتمالاً لإدمان الإنترنت ، لأن هؤلاء قد تنمو ليدهم شخصيات غير واقعية تقديرية تختلف عن شخصياتهم الواقعية (Hardy, 2004 ).
وهناك نقطتين هامتين ينبغي طرحهما يفسران لنا زيادة عدد المعرضين لإدمان الإنترنت وبخاصة فئة المراهقين:
أولاً: تطور الأجهزة الحديثة لتسهيل التفاعل على الإنترنت ومع الآخرين فنجد أن الرسائل السريعة “IMS” تسمح للمستخدمين معرفة متى يكون أصدقائهم على الإنترنت والتسامر معهم عبر شاشات الإنترنت باستخدام مربعات تظهر للطرفين ويقوم كلاً منهما بكتابة ما يريد للآخر. ونظراً لأن تلك الرسائل السريعة ثنائية وذات مكون خاص فإنها تعد شكل وظيفي وتركيبي معهم من الأشكال المنتشرة للتفاعل الاجتماعي فى مرحلة المراهقة مثل المقابلة وجهاً لوجه والتحدث على الهاتف وأصبح خمس المراهقين المستخدمين للإنترنت فى الولايات المتحدة الأمريكية مستخدمين للرسائل السريعة حيث أصبحت تلك الرسائل هى الوسيلة الأساسية للتواصل مع الأصدقاء.
ثانياً: أنه مع زيادة استخدام المراهقين للإنترنت فى المنازل أكثر من زى قبل أصبح المراهقين يجدون أصدقائهم المقربين على الإنترنت وقت ما يحتاجون إليهم. وهكذا فإنهم ليسوا فى حاجة للتخلي عن علاقاتهم المدرسية عندما يدخلون على الإنترنت فأصبح الإنترنت مكان يتم فيه التفاعل مع الأصدقاء والغرباء ، بل ووسيلة تكميلية للتواصل الشخصي مع أصدقائهم الحقيقيين. (Elisheva, et al, 2002)
لذلك يرى فينخل Fenichel (2004) أن حياة مدمن الإنترنت من الممكن أن يتم وصفها بأنها نوافذ ذات مهام متعددة.
ثالثاً: نظراً لأنه من سمات المراهقين البحث عن الإثارة وكمحاولة لإشباع هذه الرغبة نجده دائماً يبحث عن كل ما هو جديد ويتشوق لكل ما هو غريب ، لذلك يجد ما يريده فى الشبكة العنكبوتية فإذا أراد المعلومات وجد ، وإذا أراد التحدث مع الآخرين ومناقشتهم وجد المنتديات وإذا أراد الألعاب والتسلية وجدها وإذا أراد التجول والتسكع فى ثنايا الإنترنت وجد ما يريده.
الاضطرابات والمشكلات المصاحبة لإدمان الإنترنت:
هناك عدة اضطرابات ومشكلات مصاحبة لإدمان الإنترنت مثل اضطراب النوم ، والمشكلات البدنية المعتدلة مثل آلام الظهر وإجهاد العين واضطراب الوقت واضطراب اكتئاب – الهوس ، القلق الاجتماعي ، الشره المرضى واضطرابات الأكل ، تعاطي الكحوليات ، واضطراب المزاج ، وعدم الرضا عن الحياة الزوجية والاحتراق المهني ، والتعرض للاغتصاب فى مرحلة الطفولة ، الاكتئاب العام ، واضطراب قصور الانتباه ، الوسواس القهري ، القمار المرضى ، الإدمان الجنسي.(Shapira, 1998, Fenichel, 2004, Young, 1996)

النظريات المفسرة لاضطرابات إدمان الإنترنت
أشار جرول Grohol (2003) أن معظم الدراسات الأولى التى أجريت حول موضوع إدمان الإنترنت هى مجرد دراسات استكشافية وإحصائيات وصفية لا تفسر العلاقة السببية بين السلوك المفترض وأسبابه بمعنى أن هذه الإحصائيات تفسر سبب إحساس الشخص وتصرفه بطريقة محددة ولكنها لم تستنتج أن هذا السلوك أو ذاك قد حدث نتيجة الاستخدام المطول للإنترنت.
وأحد هذه التفسيرات الوصفية هو ذلك الذى قدمه لنا "جرول" بأن الناس يقعون فى ذلك لأنهم لا يريدون التعامل مع أو مواجهة مشكلاتهم الحياتية ، ويرى أن مثل هذا السلوك يشبه سلوك الشخص الذى يقضى فترة طويلة فى مشاهدة التلفاز أو قراءة عدد كبير من الكتب.
أما بالنسبة للتفسير العقلاني للأسباب التى تجعل الناس تدمن الإنترنت تفسير واسع جداً ، ومتعدد الاتجاهات ، فبعض النظريات تقوم بتفسير اضطرابات الإدمان على أنها متأصلة فى التفسيرات السلوكية أو السيكودينامية أو الشخصية أو الاجتماعية الثقافية أو الكيميائية الحيوية. وسنعرض فيما يلى لأهم هذه التفسيرات التى وضعت حول إدمان الإنترنت.
1-الاتجاه السلوكي:
على عكس الاتجاه السيكودينامى الذى يرى أن أسباب السلوك تكمن فى الخبرات السابقة للفرد ، فإن النموذج السلوكي يرى أن أسباب السلوك تكمن فى البيئة الحالية التى تحدث فيها المثيرات ويحدث فيها التدعيم والعقاب لاستجابات محددة لهذه المثيرات. وبمعنى آخر أن أسباب السلوك تكمن فى عملية التعلم أى العملية التى يتم بها تغيير سلوك الفرد فى استجابته للبيئة ، ووفقاً لهذا النموذج فإن السلوك السوي وغير السوي هو نتيجة أنماط التعلم. وأن أنماط التعلم غير التكيفية هى السبب فى واللاسواء النفسى. ولذلك قد يساعد إعادة التعلم re-learning فى تغيير السلوك. لذلك يسعى العلاج السلوكي إلى تغيير الاستجابات من خلال نفس أنماط التعلم التى ساعدت على حدوثها أساساً. (Bootzin et al., 1993; Frude, 1998)
كما أن هذا الاتجاه يرى أن الوظائف والسلوكيات الفردية تخضع للاشتراط الإجرائي الذى قدمه "سكنر" والذي يتم فيه مكافأة الشخص إيجاباً أو سلباً أو معاقبته على هذا السلوك.
فعلى سبيل المثال بالنسبة للشخص الذى يشعر بالخجل من مقابلة أناس جدد وأقاربه فإنه يجد الإنترنت يمثل له خبرة السرور والرضا والارتياح دون الحاجة للتفاعل المباشر وجهاً لوجه ، ومن ثم فهي خبرة معززة فى حد ذاتها. (Duran, 2003)
هذا بالإضافة إلى الافتراضية ، ولاستخدام كلمة مرور وبريد إلكتروني وهمي مستعار وغير حقيقي يتمكن الفرد من قول أو فعل ما يريده ويسمح له بالإفصاح عن رغباته وحاجاته وهواياته وشخصيته المختفية الدفينة ، وبذلك يتدعم هذا السلوك ويتعزز بإشباع الحاجة للحب وللاهتمام وللتقدير وللارتياح الذى لا يتحقق فى الحياة الحقيقية.
ومن ثم وفقاً للاتجاه السلوكي فإن الممارسة والتكرار هى التى أوجدت إدمان الإنترنت وهكذا فإن أى فرد يصبح عرضة لإدمان الإنترنت فى أى عمر وفى أى وقت وأياً كانت الطبقة الاجتماعية أو الثقافية للفرد. فبمصطلحات السلوكية ليس فقط مجرد وجود الدافع أو الهدف فى حد ذاته ، ولكن أيضاً لابد من ممارسة هذا السلوك لمرات عديدة ثم يتم تدعيمه وتعزيزه بالشعور الداخلي الذى يتحقق للفرد بعد دخوله على الإنترنت فى كل مرة. والأدهى من ذلك أن هذا الشعور لا يتغير فى نوعه ولكنه يتغير فى شدته ويصبح أشد وأشد مما يوقع الفرد فى العديد من الاضطرابات السلوكية والنفسية والانفعالية.
2-الاتجاه السيكودينامى:
وهو يركز على خبرات الشخص ، وتعتمد تلك الخبرات على الأحداث التى مر بها الطفل فى مرحلة الطفولة وأثرت عليه وعلى سماته الشخصية وبالتالى يصبح عرضة لإدمان الإنترنت أو لأي إدمان آخر. ونجد أن هذا التفسير يهتم بالشخص وبالنشاط أو السلوك الذى يمارسه بالإضافة إلى أساس إدمانه.
ويرى ديوران Duran (2003) أن مجهولية التعاملات الإلكترونية أو التعاملات غير معروفة الاسم مع الآخرين. تعد عامل يبرز إدمان الإنترنت ويقدم محيط افتراضي ويغرس التهرب الذاتي من الصعوبات الانفعالية أو المواقف المشكلة والصعوبات الشخصية. وحينئذ يستخدم ميكانزم "الهروب" أو أنه يخفف أوقات التوتر والضغوط النفسية ويعزز هذا السلوك فى المستقبل ، وتوضح الحالات الحديثة أن مثل هذه التعاملات المجهولة تستخدم لتشجيع الانحراف والغش والخداع والإجرام مثل نمو عدوان الإنترنت أو تحميل صور غير مقبولة قانونياً.
وهكذا نستطيع فى النهاية القول بأن هذا الاتجاه السيكودينامى يرى أن إدمان الإنترنت هو استجابة هروبية من الإحباطات وللرغبة فى الحصول على لذة بديلة مباشرة لتحقيق الإشباع وأيضاً للرغبة فى النسيان. وكذلك أن الإفراط فى استخدام ميكانزم الإنكار هو أيضاً منبأ ومؤشر على إدمان هذا الفرد للإنترنت.
لأنه كما يرى "أوتو فينخل" أن جميع أنواع الإدمان سواء إدمان مخدر أو غيره إنما هو محاولة فاشلة وغير ناجحة للسيطرة من جانب الفرد على قلقه واكتئابه وإحباطاته ومشاعر الإثم والذنب التى تدب داخله من خلال سلوكه الإدمانى مثل إدمان السرقة (الكلبتومانيا) ، وإدمان الأكل (البموليميا) ، إدمان القراءة وإدمان الهوايات ، والحب وإدمانه والإدمان الجنسي الذى يكون فى شكل النيمفومانيا (شره النكاح عند النساء) ، أو الدونجوانية عند الرجال (حسام الدين عزب ،2001).


3- الاتجاه الاجتماعي الثقافي:
ينظر التفسير الثقافي الاجتماعي إلى المدمنين وفقاً لجنسهم وعنصرهم وسلالتهم وعمرهم ودينهم وبلدهم وحالاتهم الاقتصادية فمثلاً وجد أن نسبة 70-80% من المستخدمين للإنترنت من الرجال الأمريكان البيض مثلاً. ونادراً ما يذكر الباحثون ذلك مما يجعل النتائج مغلوطة ، وكذلك أن معظم مدمني الإنترنت من المتزوجين وذوى العلاقات. (DeAngles, 2000)
إذ يرى أنصار الاتجاه الثقافي الاجتماعي أنه لا يمكن فهم أى اضطراب نفسي إلا عندما ينظر إليه فى إطار البيئة الثقافية. وقد تمسكوا بحقيقة أن انتشار العديد من الاضطرابات النفسية تختلف وفقاً للعمر وللطبقة الاجتماعية والخلفية الثقافية ، وعلى ذلك يرون أن السبب الرئيسي للسلوك اللاسوى ليس بمصطلحات النفس الإنسانية ولكن بمصطلحات المجتمع.
وطبقاً لهذا النموذج فإن المجتمع هو السبب فى السلوك اللاسوى ،فما يدب فى المجتمعات اليوم من اضطرابات يجبر أفرادها على الانغماس فى السلوك الشاذ والغريب للتكيف مع معايير وعادات هذا المجتمع التى تختلف من مجتمع لآخر ومن ثقافة لأخرى. ويرى أصحاب الاتجاه الثقافي الاجتماعي أنه لابد من أن نفحص وندرس المحيط الاجتماعي إذا أردنا أن نفهم السلوك اللاسوى لدى الأفراد. ولذلك ركزت تفسيراتهم على البناء الأسرى والتفاعل الأسرى والتواصل والضغوط الاجتماعية والطبقات الاجتماعية ، وهكذا أضافوا بعداً هاماً لفهم وعلاج أى اضطراب نفسي ، فالآن يأخذ الإكلينيكيون فى حسبانهم البناء الأسرى والموضوعات الاجتماعية عند محاولتهم فهم وتفسير الاضطراب النفسى. (Bootzin et al., 1993; Comer, 1996, Frude, 1998)

4-الاتجاه الكيميائي الحيوي:
حيث يرجع هذا الاتجاه إدمان الإنترنت إلى العوامل الوراثية والوالدية وعدم التوازن الكيميائي فى المخ والناقلات العصبية.

5-نموذج (جرول) Grohol لإدمان الانترنت:
يقدم "جرول" نظرية بديلة ترى أن تفسير سبب استخدام الإنترنت بإفراط هو فكرة مقنعة جداً. وقام بعمل نموذج يطلب فيه من الشخص أن يجتاز مراحل معينة فى اكتشاف الإنترنت ومصادره ، وهذه المراحل هى:
المرحلة الأولى:
وهى تحدث عندما يكون الشخص وافد جديد ومجرب جديد للإنترنت أو مستخدم لنشاط جديد ويطلق على هذه المرحلة مرحلة "الاستحواذ أو الافتنان"
“The Stage of Enchantment or Obsession”

المرحلة الثانية:
المرحلة الأولى هى مرحلة الإدمان حتى يصل الشخص إلى المرحلة الثانية وهى مرحلة "التحرر من الوهم" Disillusionment Stage وفى هذه المرحلة يقل اهتمام الشخص بالنشاط على الإنترنت ويتحقق هذا بشكل كامل فى المرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة:
وهى مرحلة التوازن The Balance Stage وهى ترمز إلى الاستخدام الطبيعي للإنترنت ويتحقق هذا عندما يجد الشخص نشاط جديد مثير للاهتمام. (Grohol, 2003)
6- الاتجاه المعرفي:
يرى "فينخل" (2004) أن من يقضون أوقات كثيرة أمام الإنترنت بدلاً من قضائها مع أسرتهم ، يكون لديهم أساليب معرفية شاملة مكونة من تعدد المهام والمعالجة زائدة السرعة وافتقاد أهداف التوجه متوسطة أو بعيدة المدى ويحطمون أنماط حياتهم ، وعادة ما يستخدمون الكمبيوتر كنقطة أساسية لكل أنماط تواصلهم مع العالم. ولذا فإن إدمان الإنترنت أكثر أو أقل من مجرد اضطراب استخدام العقاقير أحادى البعد. ومن الواضح أن هذه النقطة تحتاج لمزيد من البحوث التى تلقى الضوء على عدد كبير من الموضوعات الخاصة بالحاجات البشرية والدوافع والمعرفة والسلوك.
فيرى أصحاب ذوى التوجه المعرفي أن السلوك اللاسوى هو استجابة للطرق التى يقيم أو يدرك بها المثير وليس المثير الخارجى نفسه. فتفسير النموذج المعرفي للسلوك اللاسوى معقد أكثر من تفسير نظرية المثير – الاستجابة (النموذج السلوكي)، لأن الاتجاه المعرفي يركز على العمليات المعرفية. مثل الانتباه والتذكر والعزو وحل المشكلات كمؤثرات ومحددات هامة للسلوك وكأسباب محتملة للسلوك المرضى (Bootzin et al., 1993)

فالنموذج المعرفي ينطبق على مدى واسع من الاضطرابات تشمل الاكتئاب واضطرابات القلق ، واضطرابات الأكل ، وإدمان العقاقير ، وقد بدأ النموذج المعرفي فى تفسيره للاضطرابات النفسية فى أوائل الستينيات عندما وضع اثنين من الإكلينيكيين هما "بيك وإيليس" Beck & Ellis 01969) نظريتهما المعرفية للاضطراب ، وافترضا أن العمليات المعرفية هى مركز وأساس السلوك والأفكار والانفعالات. حيث أن الاضطرابات النفسية ناتجة عن العديد من المشكلات المعرفية مثل الافتراضات والاتجاهات غير التكيفية والأفكار المختلطة والمضطربة والتفكير غير المنطقي. وقد لاقى هذا النموذج قبولاً واسعاً. بالإضافة إلى أن العديد من ذوى الاتجاه السلوكي قد أدمجوا أو أضافوا المفاهيم المعرفية لنظرياتهم فى التعلم. كما أن 5% من المعالجين يصنفون أنفسهم فى فئة المعالجين المعرفيين. (Comer, 1996, Frude, 1998)


7- الاتجاه التكاملي :
(الاستعداد –الاستهداف – المرض)
يرى هذا الاتجاه أن إدمان الفرد للإنترنت يكون نتيجة لعدة عوامل مهيأة (شخصية – انفعالية – اجتماعية – بيئية) تجعل لديه الاستعداد والاستهداف للإصابة بهذا الاضطراب.
فهناك سمات شخصية معينة تجعل هذا الشخص دون غيره يدمن الإنترنت وهناك دراسة أجراها "يونج" فى عام (1997) أوضحت أنه من بين 65 مليون مستخدم للإنترنت يوجد حوالي من 5 – 10% منهم مدمنون للإنترنت أى ما يقرب من 13 مليون شخص مدمن للإنترنت. وهذا يجعلنا نتساءل لماذا هؤلاء؟! ولماذا هذه النسبة؟!. وإيماناً بمبدأ الفروق الفردية سواء بين الفرد والآخرين أو بين الذكور والإناث أو فى ذات الفرد ، يمكننا استخلاص ما يلى:
1-أن الذكور يلجأون كما يرى "يونج" لاستخدام الإنترنت للحصول على الشعور بالقوة والمكانة والسيطرة والمتعة ، ولا شك أن هذا يجعلهم يدخلون على مواقع لإشباع هذه الحاجات فنجدهم أكثر دخولاً على مواقع مصادر المعلومات والألعاب وبخاصة العدوانية منها والهكرز وحجرات الدردشة الجنسية الصريحة والأفلام الخليعة.
على العكس ، نجد الإناث أكثر دخولاً على مواقع الشات أو الدردشة من أجل عقد صداقات مع نفس الجنس أو مع الجنس الآخر لإشباع الحاجة للحب وللآخر وللمشاركة الاجتماعية ، والبريد الإلكتروني ومجموعات الأخبار لإشباع الحاجة للمعرفة.
2-أن هناك سمات شخصية تجعل الفرد ينزلق فى مصيدة الإنترنت من هذه السمات الخجل وعدم القدرة على المواجهة والانطوائية التى تجعل الإنسان لا يستطيع عقد صداقات مع الآخرين فى العالم الواقعي فيهرب إلى هذا العالم الافتراضي الذى يجعله يعيش فى أرض الخيال والأحلام المثالية ويعقد صداقاته مع من يريد ومع من لا يستطيعون رؤيته ، ومن لا يعرفونه بل والأكثر من ذلك أنه يستعير اسماً غير اسمه الحقيقي وشخصية غير شخصيته الحقيقية ، ويتصرف كما يشاء بدون رقيب عليه ، ويصبح هذا الإنسان محبوباً وظريفاً ومنبسطاً فى هذه العلاقات الوهمية الافتراضية مما يشعره بذاته وأهميته ومكانته بين الناس فنجد فى الإنترنت ضالته التى يبحث عنها ويصارع من أجلها فى الحقيقة لكن دون جدوى ولا أمل. فإذا كان مفتقداً للمهارات الاجتماعية فى عالمه الحقيقي ، يكون أهلاً لها فى عالمه الافتراضي. ومن ثم يمكن اعتبار تقدير الذات المنخفض والشعور بالنقص وعدم الكفاية والخواف والرهاب الاجتماعي ومفهوم الذات السلبى والانطوائية هى مؤشرات لإدمان الإنترنت.
3-أن من لديهم تاريخ مرضى سابق هم الأكثر عرضة للإصابة بإدمان الإنترنت ، فكما أشارت نتائج الدراسات أن من بين مدمني الإنترنت أفراد لهم تاريخ سابق فى المعاناة من القلق والاكتئاب وأشكال الإدمان الأخرى وبخاصة أن هؤلاء قد أدمنوا الإنترنت فى الشهور الأولى من استخدامهم له.
4-من يعانى من ضغوط فى حياته سواء كانت شخصية أو أسرية أو مهنية ودراسية يكون أكثر عرضة لأن يقع فريسة لهذه الخيوط العنكبوتية بكافة أضرارها لأن ضغوطه تجعله يهرب إلى هذا العالم الافتراضي الذى يتمنى أن يعيش فيه وأن يتبدل حاله إلى ما يريد.
5-خبرات الطفولة السيئة وأساليب المعاملة الخاطئة هى أيضاً من مؤشرات إدمان الإنترنت. فالخوف الزائد على الابن ، أو عقابه المستمر ولومه وتوبيخه يحاول التحرر من هذه الضوابط الوالدية فينزلقون فى إدمان الإنترنت لكى يتحرروا أو يشعرون ولو كذباً بهذا التحرر ، فلا أحد يراقب مكالمتهم عبر التليفون مع الآخرين أو يحاول التصنت عليه ولا يراقبوا المواقع التى يدخل عليها وأيضاً من كانت لهم فى طفولتهم خبرات سيئة وعانوا من الرفض الوالدى هم الأكثر إدماناً للإنترنت.
ونحن لا شك أننا بحاجة للمزيد من البحوث والدراسات حول افتراضات هذا المدخل التكاملي لتفسير ظاهرة إدمان الإنترنت بين الشباب والمراهقين بها وحتى بين الأطفال.
ثانياً:أبعاد الشخصية:
عرف "أيزنك" Eysenck الشخصية بأنها (المجموع الكلى لأنماط السلوك الفعلية أو الكامنة لدى الكائن ) ونظراً لأنها تتحدد بالوراثة والبيئة فإنها تنبعث وتتطور من خلال التفاعل الوظيفي لأربعة قطاعات رئيسية تنتظم فيها تلك الأنماط السلوكية: القطاع المعرفي ، والقطاع النزوعى ، والقطاع الوجدانى ، والقطاع البدني. (هول ولندزى ، 1971)
ومن المفاهيم التى شاع استعمالها فى دراسة الشخصية مفهوم البعد Dimension عند "إيزنك" فى دراسته للشخصية دراسة علمية تجريبية (فيصل عباس ، 1987) وعرف "أيزنك" البعد بأنه (عامل ثنائي القطب من الرتب الثانية، وهو عبارة عن خط مستقيم له قطبان مثل الانبساط / الانطواء ، والعصابية/الاتزان (Eysenck, 1960 ) وهكذا اقترح إيزنك (1974) نموذج ثلاثي الأبعاد للشخصية هو:
أولاً: بعد الانبساط – الانطواء:
يعد الانبساط / الانطواء عامل ثنائي القطب يمتد من الانبساط إلى الانطواء، ويتكون من عدة سمات أولية وهى الميول الاجتماعية ، الاندفاعية ، الميل إلى المرح ، الحيوية والنشاط ، الاستثارة ، سرعة البديهة والتفاؤل ، وهذا البعد يمثل تجمعاً لمتغيرات تربط بينها علاقات معينة ، ولذلك فإن الانبساط / الانطواء ليس بضدين وليس من اليسير أن تحدد فى بعد الانبساط / الانطواء أى القطبين سوى وأيهما مرضى ، فالانطواء إيجابي كالانبساط ، ومن الخطأ وضع مزايا للانبساط على حساب الانطواء ، فهو بعد يجمع بين المنطوي النموذجي والمنبسط التقليدي مع درجات بينية بطبيعة الحال. (أحمد عبد الخالق ، 1987 ، 1990).
ولقد ربطا كوستا وماكراى Costa & McCrae الانبساطية مع قائمة موراى (1983) للحاجات ، ووجدوا أن المنبسطين لديهم حاجة قوية للتعارف الاجتماعي والحاجة إلى الظهور بالإضافة إلى الحاجة للانتماء إذ وصف موراى (1983) التعارف الاجتماعي (بأنه الرغبة فى الثناء والمدح والظهور كرغبة فى جذب الانتباه ، فكلا الحاجتين تتفقان مع الميل لكسب المكافآت الخارجية) (Stewart, 1996)
ثانياً: بعد العصابية:
تشير المعاجم إلى أن العصابية ليست الاضطراب النفسى أو العصاب، بل هى الاستعداد للإصابة بالعصاب ، فالعصابية / الاتزان الانفعالي مصطلحان يشيران إلى النقط المتطرفة أو البعد الذى يتدرج من السواء أو حسن التوافق أو الثبات الانفعالي من طرف إلى سوء التوافق وعدم الثبات الانفعالي فى الطرف المقابل ولكل فرد مركز ودرجة على هذا البعد. (مصطفى سويف ، 1970).
وفى نظرية "إيزنك" تمثل العصابية بعد من أبعاد الشخصية يعرف بالثبات والقلق المنخفض فى أحد الأطراف ، وفى الطرف الآخر بعدم الثبات والقلق المرتفع (Pervin, 1993) والعصابية تتميز بالعلاقات المتبادلة بين سمات القلق والاكتئاب وتقدير الذات المنخفض والخجل (Martin, 1995) وهكذا فإن بعد الانفعالية مقابل الثبات – العصابية – يشير إلى توافق الشخص مع البيئة ، ومدى ثبات سلوكه طوال الزمن ، فبعض الأفراد يميلون لأن يكونوا متوافقين بشكل جيد ، وثابتين انفعالياً ، بينما يميل الآخرين إلى أن يكونوا أقل توافقاً وثباتاً وعصبيين (Engler, 1995)
ويشتمل عامل العصابية العام والوحدوي على ست من السمات الأولية هى: تقلبات الحالة المزاجية ، فقدان النوم ، مشاعر النقص ، العصبية ، القابلية للتهيج والحساسية (أحمد عبد الخالق ، 1990).
ثالثاً: بعد الذهانية:
فى المخطط الايزنكى للشخصية تشكل الذهانية البعد الثالث للشخصية مستقلاً عن بعدى الانبساطية والعصابية ، وقد عرف كمتصل يربط الذهان (الفصام الأولى ، الاضطراب الانفعالي المزدوج) مع السيكوباتية التى عرفت بأنها المحطة الوسطى المؤدية للذهان (Heath & martin, 1990) ، والذهانية أكثر الأبعاد تعقيداً ويعرف بالعلاقات المتبادلة بين سمات العدوانية والتمركز حول الذات والسلوكيات المضادة للمجتمع ، ونقص العاطفية (Martin, 1995) ، وهو ليس مماثلاً لأبعاد الانبساط / الانطواء ، والعصابية ، فهو بعد ليس له طرف نقيض. وافترض "إيزنك و إيزنك" Eysenck & Eysenck (1985) أن السمات المكونة الذهانية هى : العدوانية ، تبلد العاطفة ، الأنانية ، التمركز حول الذات ، الاندفاعية، السيكوباتية وعدم الاهتمام بمشاعر الآخرين ، العناد وتصلب العقل.

ثالثاً: الاضطرابات النفسية:
عرفت الجمعية الأمريكية للطب النفسى فى كتابها الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض العقلية "الإصدار الرابع" DSM-IV الاضطراب النفسى بأنه (نمط أو متلازمة سلوكية أو نفسية ذات دلالة إكلينيكية ترتبط سواء بأعراض مؤلمة أو بقصور فى واحد أو أكثر من المجالات الهامة فى الحياة ويستخدم التصنيف العاشر للاضطرابات العقلية والسلوكية (ICD-10) الصادر عن منظمة الصحة العالمية مصطلح الاضطراب Disorder لتجنب مشكلات أكبر قد تتولد عن استخدام مصطلحات مثل المرض Dise
PSYALI
PSYALI

المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 10/11/2010
العمر : 35
الموقع : المدية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى