جمعية ستيفيس للصحة النفسية لولاية سطيف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصيام..علاج معاصر في الطب الحديث .أ/بوعود اسماء

اذهب الى الأسفل

الصيام..علاج  معاصر في الطب الحديث .أ/بوعود اسماء Empty الصيام..علاج معاصر في الطب الحديث .أ/بوعود اسماء

مُساهمة  أد.ن بعيبع السبت فبراير 07, 2009 8:47 am

الصيام..علاج معاصر في الطب الحديث



لا شك أن فريضة الصوم موجودة في جميع الأديان، كما أنها موجودة في مختلف الرياضات الروحية للأديان غير السماوية، والتعبير البيولوجي للصوم هو 'الجوع البدني'.

ويعرف الصوم على أنه : "الإمساك عن الطعام والشراب والمتع الحسية لمدة معينة"، وتختلف هذه المدة من ديانة إلى أخرى ومن مذهب إلى آخر، وتتحدد في الدين الإسلامي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

لقد بنى الإسلام فريضة الصوم على أنها صبر، يقول رسول الله( صلى الله عليه وسلم):{ الصوم نصف الصبر} (رواه الترمذي)، والصبر هو نصف الإيمان فيكون الصوم هو ربع الإيمان.

أما أجر الصائم فهو كبير يوم القيامة لأنه ينسب إلى الله تعالى، يقول الله تعالى في الحديث القدسي:" الصوم لي وأنا أجزي به" (رواه البخاري).

أما بالنسبة للبعد البيولوجي للصوم فيحدده الحديث الشريف: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا مجاريه بالجوع" (رواه البخاري)، والشيطان هو مركز كل شهوة وغفلة ومعصية.

كما أن للصوم تأثيرات نفسية عظيمة، حيث يؤدي إلى زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الشهوات الدنيئة والصفات الرذيلة فهو سلوك امتناع عن الشهوات ، أي سلوك للكف عن النشاطات التي تؤدي إلى المتع الحشوية أو الحسية، مما يؤدي إلى إعطاء الإنسان الفرصة للتغلب على دوافعه وتعلم سلوك الكف وتعميمه على جميع مظاهر السلوك غير السوي.

كذلك الصوم يبنى على النية ومن دون النية لا يصح الصوم في الإسلام، وهذا معناه أن تقوية الإرادة النفسية هي الهدف الأساسي منه وليس إضعاف الجسد إلا وسيلة لذلك.

ومن المعروف بين الأطباء النفسيين أن ضعف الإرادة هي نقطة ضعف عند جميع المرضى النفسيين، وهنا يأتي دور الصوم لتقوية تلك الإرادة لدى هؤلاء المرضى، كما أن الصوم يساعد على التخلص من المشاعر السلبية المصاحبة عادة للمرض النفسي.

والصبر الذي يتطلبه الامتناع عن تناول الطعام والشراب والممارسات الأخرى طيلة النهار يسهم في مضاعفة قدرة المريض على الاحتمال، مما يقوي مقاومته للأعراض المرضية.

وقد أوضحت الدراسات العلمية أن آلية أو دافع أو غريزة الجوع تتحكم بها وظائف عضوية وعصبية وهرمونية، وأن لها مركزا في الهيبوتلاموس Hepothalamus))، هو المسئول عن الآليات التي تتحكم في الجوع والشبع على السواء.

وتخدم آلية الصيام – الجوع آليات فسيولوجية من آليات الكف نفسها، وتعمل هذه الآليات بإيجاز من مفاهيم الإيمان وروحيته وقدرته على التأثير عليها، أي أن الصوم- الجوع عملية لا تقوم ضد الطبع وإنما تطويع الطبع لآليات فسيولوجية موجودة فيه. وهذا يعني أن الإسلام يؤسس معتقداته وممارساته على قواعد علمية واقعية وليس ضد الطبيعة أو تجاهلها أو قهرها ودفعها إلى أن تسير في غير ما وضعت له.

ولقد تحول الصوم إلى علاج معاصر في الطب الحديث يسمى:" العلاج بالصوم"، وهذا أعجب ما وصل إليه الإسلام في مجتمع الجوع نفسه، وليس في مجتمع الرفاهية والبدانة المعاصرة.

فدخول المكننة وطبيعة الحياة العصرية بما فرضته وتفرضه من عادات غذائية وعملية وحياتية وظروف التلوث في الهواء والماء، أدى إلى بروز أمراض مستعصية، مثل: البدانة، مرض السكري، الكولسترول..، على الرغم من التقدم الكبير الذي تشهده التكنولوجيا الجراحية التشخيصية.

إن أمراض العصر اليوم تجد لها حلا في الصيام، حيث أصبحت الدراسات العلمية في الغرب تؤكد وبشكل قاطع أن الصوم وقاية وعلاج لأخطر أمراض العصر، حيث تبين أن الصوم علاج لمرض السكري كما يعتبر أيضا وقاية منه، حيث لوحظ خلال الصوم انخفاض نسبة السكر في الدم هذا فضلا على أنه يجدد الأنسجة ويؤدي إلى تلف المواد الضارة الزائدة في الجسم، وهو ما أشار إليه البروفسور الروسي (نيكولاييف ونيلوف) في كتابه 'الجوع من أجل الصحة'.

كذلك يعد الصيام فرصة للمعدة والأمعاء أن تظل خالية من أي طعام، مما يسهل شفاء القروح والجروح بالأغشية المخاطية مما يتيح للخلايا الكبدية أن تتخلص من الدهنيات التي قد توجد بها.

كما أن الصيام يقاوم الشيخوخة التي لا دواء لها، وهذا ما أثبتته الجمعية الأمريكية للتطوير العلمي من خلال التجارب التي قامت بها، وفي تفسير ذلك جاء قول العلوم الطبية في جامعة تكساس أن التجويع النسبي يثير استجابة تتمثل في منع الخلايا من الخمود، وخمود الخلايا هو السبب الرئيسي للشيخوخة كما هو معروف.

وصدقت الحكمة القائلة:{ صوموا تصحوا}

المراجع:

1- رمضان محمد القذافي،علم النفس في الإسلام-ج01-علم النفس،بدون بلد،مكتب الإعلام والبحوث، 1999.

2- سامي أحمد الموصلي،الإسلام طبيب أمراض العصر، دمشق، دار النفائس،2004.

3- صحيح البخاري.

4- لطفي الشربيني، صيام رمضان والصحة النفسية، مجلة النفس المطمئنة،العدد61، يناير 2000.

أد.ن بعيبع
Admin

المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 22/10/2008

https://assps.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى