جمعية ستيفيس للصحة النفسية لولاية سطيف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وجهة النظر الإسلامية في الصحة النفسية -أ/بوعود اسماء

اذهب الى الأسفل

وجهة النظر الإسلامية في الصحة النفسية -أ/بوعود اسماء Empty وجهة النظر الإسلامية في الصحة النفسية -أ/بوعود اسماء

مُساهمة  أد.ن بعيبع الجمعة يناير 16, 2009 8:26 am

يعد علماء الطب والنفس المسلمين من أوائل الذين استخدموا الدين لعلاج مختلف الأمراض والعلل النفسية والبدنية، بعد أن أدركوا الدور العظيم الذي يلعبه هذا الأخير في الوقاية والعلاج من الأمراض المختلفة.

والحديث عن دور الإيمان في تحقيق الصحة النفسية، يأخذ بعين الاعتبار الأمور التالية:

أولا:

من خلال الأبحاث التي قام بها علم المناعة النفسية، ليست المشاكل التي نواجه هي المسئولة عما يصيبنا من أمراض نفسية وجسمية، بل نظرتنا وتفسيرنا لتلك المشاكل. فالخلفية العقائدية التي تفسر بها الأحداث تنوع استجابات الناس، فيكون المثير واحد وردود الأفعال نحوه متباينة.

وهذا ما أوضحته 'ستيفن لوك' من جامعة هارفارد، حيث بينت أن ضعف خلايا المناعة في الجسم لا يرجع إلى شدة الأزمات وضغوط الحياة اليومية، بل يرجع إلى تفسير وتأويل تلك الأزمات وتقدير الفرد لكفاءته الذاتية في مواجهتها، فأجهزة المناعة تعمل بتوجيه من الدماغ فكل فكرة أو إحساس أو ميل أو انفعال يؤثر على أجهزة المناعة.

ولابد من الإشارة أن مفهوم المناعة النفسية هو مفهوم فرضي، ويقوم على قدرة الشخص على مواجهة الأزمات والكروب وتحمل الصعوبات والمصائب، وتمد المناعة النفسية الجسم بمناعة إضافية تنشط أجهزة المناعة الجسمية.

وهناك عمليات تساهم في تنشيط وتنمية المناعة النفسية وهي تسمى ب "رياضة النفس أو ترويض النفس أو إدارة الذات"، وتتمثل بعض هذه العمليات في:

الرضا وترك السخط، التفاؤل وترك التشاؤم، الصبر وترك الجزع، الشكر وترك الجحود، الحب وترك العداوة، العفو وترك الانتقام، الذكر وترك الغفلة، التوكل على الله تعالى وترك التواكل.

وقد أثبتت العديد من الدراسات الدور الإيجابي الذي تلعبه هذه العمليات في تنشيط المناعة النفسية.

ومن الملاحظ أن هذه العمليات تتطابق مع ما يدعو إليه الدين الإسلامي الحنيف.

إذن فدور الدين في مجال الصحة النفسية هو أنه يقوي المناعة النفسية وبالتالي الجسمية.

ثانيا:

إن المتأمل في العلاقة بين تعاليم الدين الإسلامي وبين تنظيم حياة الإنسان وتعديل سلوكه، لابد أن يلاحظ التأثير الإيجابي للالتزام بتعاليم الدين على الصحة النفسية، ويتضمن ذلك الوقاية والعلاج، وهو ما يسمى بلغة العصر ب 'الطب الوقائي –العلاجي'، ومثال ذلك:

- الدعوة إلى حسن الخلق في التعامل الإنساني مما يخفف من فرص الصراعات التي تسبب القلق.

- ودعوة الدين إلى إفشاء السلام وهي دعوة إلى الطمأنينة والسلام بين الأفراد ويمثل ذلك وقاية من القلق والاكتئاب،

- كذلك العبادات الإسلامية لها تأثير إيجابي على الصحة النفسية كما تؤكد الدراسات العلمية الحديثة ذلك، ومثال ذلك:

تأثير الوضوء على خفض مستوى الغضب والتوتر مع الاغتسال بالماء وهو ما ثبت علميا، وفوائد انتظار الصلاة بعد الصلاة وذكر الله تعالى في شغل النفس بعيدا عن الوساوس المرضية والقلق، وفتح باب التوبة للإنسان مما يساعده على التخلص من تأنيب الضمير ومشاعر الذنب التي تؤدي إلى اليأس والاكتئاب.

بالإضافة إلى الجانب النفسي فقد حرص الدين الإسلامي على الجانب البدني للإنسان، وذلك من خلال أمور عديدة منها:

الحث على ممارسة الرياضة البدنية والفروسية وركوب الخيل وعدم الإسراف في تناول الطعام، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا فلا نشبع).

كذلك تحاشيا للإصابة بالأمراض المعدية والبعد عن الأوبئة، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا "، و يشبه هذا ممارسات الحجر الصحي في أيامنا هذه.

كذلك يحرص الإسلام على نظافة بيئة المسلم، وذلك من خلال الحث على إماطة الأذى عن الطريق وغير ذلك.

بالإضافة إلى الجوانب النفسية والجسمية، فقد حرص الإسلام أيضا على السلامة العقلية والفكرية لأبنائه، لذلك حرم السحر والشعوذة والدجل والتطير والتشاؤم والفأل، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " لا عدوى ولا طيرة ".

ثالثا:

يجب الإشارة إلى أن الإيمان الذي يحفظ صاحبه من الاضطرابات النفسية ويمده بالقدرة على المقاومة إذا أصيب بشيء منها، هو الإيمان المستكمل لشروطه وليس الإيمان الباهت الضعيف الذي لا يسعف صاحبه عندما يحتاج إليه ولا يثبته عند المواقف العصيبة والأزمات الشديدة.

رابعا:

إن الإيمان وحده لا يقي صاحبه من كل الأمراض ، لكن الإيمان يكون وقاية من الإصابة ببعضها وعلاجا لبعضها وتخفيفا لبعضها الآخر، وهذا هو المعنى الذي يقصده علماء الصحة النفسيون عندما يربطون بين الإيمان والصحة النفسية.

ولم يقل أحد من العلماء بترك التداوي بأنواع العلاج الأخرى والاعتماد على ما في القلب من الإيمان لمواجهة المشكلات، بل جعلوا التداوي من التوكل على الله تعالى والاتخاذ بالأسباب الذي لا ينافي الإيمان بل يؤيده ويصدقه.

المراجع والمصادر:

1- صحيح الإمام مسلم.

2- عبد الرحمن العيسوي، الإيمان والصحة النفسية،بدون طبعة، الاسكندرية، المكتب العربي الحديث،2005.

3- كمال إبراهيم مرسي، السعادة وتنمية الصحة النفسية- ج01- مسؤولية الفرد في الإسلام وعلم النفس، مصر، دار النشر للجامعات، 2000.

4- لطفي الشربيني، الطب النفسي ومشكلات الحياة، بيروت، دار النهضة العربية، 2003.

5- محمد عز الدين توفيق، كتاب التأصيل الإسلامي والدراسات النفسية " البحث في النفس الإنسانية والمنظور الإسلامي"، ط02، القاهرة، دار السلام، 2002.

أد.ن بعيبع
Admin

المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 22/10/2008

https://assps.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى