جمعية ستيفيس للصحة النفسية لولاية سطيف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الضغوط النفسية المدركة وعلاقتها بمعاودة المحاولة الانتحارية "2"

اذهب الى الأسفل

الضغوط النفسية المدركة وعلاقتها بمعاودة المحاولة الانتحارية "2" Empty الضغوط النفسية المدركة وعلاقتها بمعاودة المحاولة الانتحارية "2"

مُساهمة  وفاء الخميس نوفمبر 18, 2010 2:07 am

تابع
6-3 أدوات الدراسة :
بهدف التحقق من فرضيات البحث الحالي لجأنا لاستعمال بعض المقاييس التي تعرف رواجا كبيرا بين الباحثين وتُذكر في العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية. وتعتبر هذه المقاييس حسب ما يوردوه الباحثون أنها من أكثر المقاييس استعمالا في مختلف الدوريات والمجلات العلمية. وقد تشكلت أدوات البحث الحالي من :
6-3-1 الاستبيان :
تم تصميم استبيان يهدف جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول أفراد العينة ، وقد اشتمل على مجموعة من البيانات (السن ، الجنس ، الحالة المدنية ، المستوى التعليمي ، الحالة الصحية ، الوظيفة)،كما خصصنا سؤالا عن عدد المحاولات التي قام بها أفراد العينة ،في حين ركزنا في سؤال آخر على الوسائل التي لجأ إليها أفراد عينة البحث عند محاولتهم للانتحار .
6-3-2 استبيان إدراك الضغط :
صمم هذا الاستبيان "لفنستاين" وآخرون (1993) Levenstein لقياس مؤشر إدراك الضغط Perceived Stress Index ، ويشمل الاستبيان ثلاثون عبارة تتتوزع وفق نوعين من البنود ، مباشر وغير مباشر . ويتم الحصول على القيم الخام بجمع كل النقاط المتحصل عليها في الاستبيان من البنود المباشرة وغير المباشرة وتتراوح الدرجة الكلية بعد حساب مؤشر إدراك الضغط من (0) ويدل على أدنى مستوى ممكن من الضغط (lowest possible level of stress) إلى غاية (1) الذي يدل على أعلى مستوى ممكن من الضغط (highest possible level of stress).
* صدق المقياس :تم التحقق من صدق الاستبيان باستخدام الصدق التلازمي الذي يقوم على مقارنة استبيان إدراك الضغط مع المقاييس الأخرى للضغط ، وأظهر هذا النوع من الصدق وجود ارتباط قوي مع سمة القلق وقدر بـ 0.75 ومع مقياس إدراك الضغط لـ Cohen يقدر بـ 0.73، بينما سجل ارتباط معتدل يقدر بـ 0.56 مع مقياس الاكتئاب ، وارتباط ضعيف يقدر بـ 0.35 مع مقياس القلق حالة.
*ثبات المقياس :تم قياس التوافق الداخلي للاستبيان باستعمال معامل ألفا فأظهر وجود تماسك قوي يقدر بـ 0.90 ، كما أظهر قياس ثبات الاستبيان بطريقة التطبيق وإعادة التطبيق بعد فاصل زمني قدر بـ 8 أيام وجود معامل ثبات مرتفع يقدر بـ 0.82 (Levenstein et al ,1993)
* الخصائص السيكومترية لمقياس إدراك الضغط في البيئة المحلية:
*صدق المقياس: قامت الباحثة "أيت حمودة حكيمة" بدراسة صدق مقياس إدراك الضغط بطريقة الصدق الظاهري، فبعد أن تمت ترجمة المقياس وتعريبه عرضت الصورة الأولية له عـلى (10) أساتذة من قسم علم النفس وعلوم التربية بجامعة باجي مختار عنابة، وطلب منهم قراءة العبارات بتفحص وذلك لتحديد مدى تكافؤ معنى البنود فـي اللغتين (الإنجليزية والعربية) ومناسبتها لقياس إدراك الضغط وإستراتيجيات المواجهة فـي ضوء تعريف محدد لهما، واقتراح أي تعديل فـي صياغة أي عبارة وتعديل ترجمة بعض بنود المقياسين. وترتب على صدق المحكمين تعديل صياغة بعض العبارات تلخص معظمها فـي الاتجاه نحو مزيد مـن التبسيط وسهولة صياغة البنود ووضوحها (أيت حمودة حكيمة، 2006).
* ثبات المقياس:وفي إطار الدراسة الحالية تم حساب ثبات مقياس إدراك الضغط بطريقتين:
أ- طريقة تطبيق وإعادة تطبيق الاختبار:
قامت الباحثة "أيت حمودة حكيمة "بحساب ثبات المقياس باستخدام طريقة تطبيق وإعادة تطبيق الاختبار، حيث طبق المقياس مرتين على عينة قوامها 28 فردا من طلاب قسم علم النفس السنة الرابعة عيادي مـن جامعة باجي مختار عنابة ، وكان الفاصل الزمني بين مرتي التطبيق أسبوعين، ثم حساب معامل الارتباط بين درجات التطبيق الأول والتطبيق الثاني وذلك بالاعتماد على معامل الارتباط لـبيرسون "Pearson". أسفرت النتائج على معامل ارتباط يقدر بـ 0.69 وهو دال إحصائيا عند 0.01، مما يمكن القول بأن المقياس قد استوفى شروط الثبات والثقة في نتائجه وصلاحية استخدامه في البحث الحالي، إذا تؤكد هذه النتائج الثقة في ثبات المقياس. (أيت حمودة حكيمة، 2006).
كما قام الباحث فاضلي أحمد بحساب ثبات المقياس عن طريق إعادة التطبيق حيث تم تطبيقه على مجموعة قوامها 40 فردا (ن=40 ) فردا من طلاب قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا، السنة الثالثة بجامعة سعد دحلب البليدة وكان الفاصل الزمني بين مرتي التطبيق ثلاثة أسابيع ، ثم تم حساب معامل الارتباط بين درجات التطبيق الأول والثاني والذي بلغ 0.51 وهو معامل دال عند مستوى الدلالة 0.01 .
(فاضلي أحمد، 2008)
ب- طريقة التجزئة النصفية:
تم حساب ثبات المقياس بطريقة التجزئة النصفية، حيث طبق المقياس على عينة استطلاعية من الشباب قوامها 40 فردا، وقاما الباحثان بحساب الارتباط بين البنود الزوجية والفردية وبلغ معامل الارتباط بيرسون 0.76 (دال عند 0.01)، ثم صح الطول بمعادلة " سبيرمان – براون " وبلغ معامل التصحيح 0.86، وهو معامل ثبات مرتفع يشير إلى اتساق داخلي للمقياس.
6-3-3 استبيان أساليب التعامل : Ways of coping questionnaire:
تم تصميم هذا الاستبيان من قبل "فولكمان" و"لازاروس Folkman , Lazarus" سنة (1988) لتزويد الباحثين بمقياس يهدف للكشف عن دور المواجهة في العلاقة بين الضغط والتوافق .ويهتم الاستبيان بتقدير الأفكار والسلوكات التي يستعملها الأفراد لمواجهة الضغوط التي يتعرضون لها في حياتهم اليومية ، وقد استمد من النظرية المعرفية الظواهرية للضغط والمواجهة Cognitive-phenomenological theory of stress and coping لفولكمان ولازاروس (1984) Folkman , Lazarus .
ويركز الاستبيان أيضا على تعريف المواجهة كمجهودات معرفية وسلوكية لإدارة متطلبات خارجية و/أو داخلية خاصة ومرهقة وتتجاوز الموارد الفردية ، ويتكون من 50 عبارة تتوزع على 8 مقاييس للمواجهة، وتم تحديدها من خلال التحليل العاملي وتتمثل في إستراتيجية التصدي، مخططات حل المشكل، اتخاذ مسافة، ضبط الذات، تحمل المسؤولية، البحث عن سند اجتماعي، التهرب / التجنب و إعادة التقدير الايجابي.
* ثبات وصدق المقياس : لبنود استبيان أساليب المواجهة صدق ظاهري ، ذلك أن الاستراتيجيات المذكورة هي نفسها التي صرح بها الأفراد أنهم يستعملونها لمواجهة متطلبات الوضعيات الضاغطة ، كما أظهرت دراسة صدق التكوين الفرضي مدى انسجام نتائج الدراسة مع التنبؤات النظرية التي تم الانطلاق منها وتخص المواجهة كسيرورة ، وأن مواجهة الأفراد تتغير ومتطلبات الوضعية (Lazarus ,Folkman 1988 نقلا عن آيت حمودة حكيمة 2006) .
* الخصائص السيكومترية لاستبيان أساليب المواجهة في البيئة المحلية:
* الصدق: قامت الباحثة "أيت حمودة حكيمة" بدراسة صدق مقياس أساليب المواجهة بطريقة الصدق الظاهري، فبعد أن تمت ترجمة المقياس وتعريبه عرضت الصورة الأولية له عـلى (10) أساتذة من قسم علم النفس وعلوم التربية بجامعة باجي مختار عنابة، وطلب منهم قراءة العبارات بتفحص وذلك لتحديد مدى تكافؤ معنى البنود فـي اللغتين (الإنجليزية والعربية) ومناسبتها لقياس إدراك الضغط وإستراتيجيات المواجهة فـي ضوء تعريف محدد لهما، واقتراح أي تعديل فـي صياغة أي عبارة وتعديل ترجمة بعض بنود المقياسين. وترتب على صدق المحكمين تعديل صياغة بعض العبارات تلخص معظمها فـي الاتجاه نحو مزيد مـن التبسيط وسهولة صياغة البنود ووضوحها (أيت حمودة حكيمة، 2006).
*الثبات:قامت "آيت حمودة حكيمة" (2006) بحساب ثبات المقياس في نفس الفترة التي كان الباحث يعد دراسته ، فاستعان بنتائج بحثها التي اعتمدت فيها على طريقة التطبيق وإعادة التطبيق على عينة قوامها 28 من طلاب قسم علم النفس وعلوم التربية ، السنة الرابعة عيادي بجامعة باجي مختار ، عنابة ، وكان الفاصل الزمني بين مرتي التطبيق أسبوعين ، ثم تم حساب معامل الارتباط بين درجات التطبيق الأول والتطبيق الثاني ، وذلك بالاعتماد على معامل الارتباط لبرسون وكانت النتائج كالتالي :
جدول رقم (01 ) : ثبات استبيان أساليب المواجهة من خلال دراسة معاملات الارتباط
الاستراتيجية معامل الارتباط مستوى الدلالة
مخططات حل المشكل 0.40 دال عند 0.05
التصدي 0.68 دال عند 0.01
اتخاذ مسافة 0.47 دال عند 0.01
ضبط الذات 0.45 دال عند 0.05
تجنب – تهرب 0.71 دال عند 0.01
البحث عن سند اجتماعي 0.37 دال عند 0.05
تحمل المسؤولية 0.60 دال عند 0.01
إعادة التقدير الايجابي 0.56 دال عند 0.01

6-3-4 مقياس بيك Beck للاكتئاب :
يتكون المقياس الكامل من 21 مجموعة من العبارات، تتكـون كل منها من أربع عبارات تم ترتيبها بحيث تعكس شدة الاكتئاب من 0 - 3 وقد تم التوصل إلى بنود المقياس من الملاحظات الاكلينيكية للأعراض والاتجاهات التي كانت تظهر على المكتئبين بتكرار أكثر من ظهورها على غير المكتئبين ، ولم يتم اختيار أي من هذه البنود اعتمادا على نظرية محددة في الاكتئاب ، أما المقياس الحالي فيعد الصورة المختصرة للمقياس الكامل نشرت لأول مرة في مقال Beck بيك وأحد مساعديه عام (1972) وتتكون هذه الصورة من 13 مجموعة من العبارات فقط . يتكون المقياس الحالي المطبق في هذه الدراسة من 13 مجموعة من العبارات، تتكون كل مجموعة من أربع عبارات متدرجة من ( 0 ) إلى ( 3 ) ، ولتصحيح المقياس يتم جمع الدرجات التي يحصل عليها المفحوص في المجموعات الثلاث عشر للوصول إلى الدرجة الكلية على المقياس . وتتراوح الدرجات على المقياس من( 0 ) إلى( 39 ) الحد الأقصى للاكتئاب . وهذا الأسلوب لا يتبع أسلوب المعايير التقليدية وتحويل الدرجات الخام إلى درجات معيارية ، ولكن الأسلوب المتبع لتقديـر وجود الاكتئاب من عدمه وشدتـه هو أسلـوب الدرجات الفاصلة والدرجات المحددة في هذا المقياس في صورته المختصرة تتبع التصحيح التالي :
جدول رقم (02) : تقدير درجة الاكتئاب باستخدام مقياس بيك BECK .
مدى الدرجة مدلول الدرجة
0 - 4 الحد الأدنى
5 - 7 معتدل - غير حاد
8 - 15 متوسط
16 + ( فما أكثر ) شديد

* ثبات المقياس في البئة العربية :
استخدم غريب عبد الفتاح غريب (1990) في دراسته لثبات مقياس الاكتئاب طريقة القسمة النصفية ، وطريقة إعادة التطبيق ، باستخدام طريقة القسمة النصفية تم تجزئة المقياس إلى جزئين الأول يتضمن الفئات الفردية والثاني يتضمن الفئات الزوجية وذلـك لـ 5 أفـراد مـن العاملين بالهيئة القومية للاتصالات الدولية المصرية ، ووصل معامل الارتباط بين الجزئين إلى 0.77. وباستخدام معادلة سبيرمان وصل معامل الارتباط إلى 0.78 وهو معامل دال عند 0.01 .باستخدام طريقة إعادة التطبيق استخدمت درجات 33 شخصا من البالغين ، تم تطبيق المقياس عليهم مرتين بفاصل زمني مقداره شهر ونصف ، ووصل معامل الثبات بهذه الطريقة إلى 0.77 وهو معامل دال عند مستوى 0.01 ونفس الشيء أثبته غـريــب (1996) بالإمارات العربية المتحدة.
* صدق المقياس في البيئة العربية :
استخدمت طريقة الصدق التلازمي في دراسة صدق مقياس الاكتئاب في البيئة العربية ، ففي مصر تم إيجاد معامل الإرتباط بين مقياس الاكتئاب ومقياس الاكتئاب من مقياس الشخصية متعدد الأوجه MMPI ، وقد استخدمت درجات 43 شخصا لهذا الغرض ووصل معامل الارتباط بين درجات هؤلاء عـلى المقياسين إلى 0.60 وهـو معامل دال عند مستوى 0.01 (غريب غريب ، 1990 ) .
* الخصائص السيكومترية مقياس بيك Beck للاكتئاب في البيئة المحلية::
*الثبات: قام الباحث أحمد فاضلي بحساب ثبات المقياس عن طريق إعادة التطبيق ، حيث طبقه على مجموعة قوامها 40 فردا (ن=40 ) من طلاب قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا، السنة الثالثة بجامعة سعد دحلب البليدة وكان الفاصل الزمني بين مرتي التطبيق ثلاثة أسابيع ، ثم تم حساب معامل الارتباط بين درجات التطبيق الأول والثاني والذي بلغ 0.49 وهو معامل دال عند مستوى الدلالة 0.01 . (فاضلي أحمد، 2008)
6-3-5 مقياس بيك Beck لليأس :
نشر مقياس بيك لليأس BHS Beck Hoplessness Scale من إعداد بيك وستير Beck ,Steerعام (1974) في أصله الانجليزي ، وعام (1988) صدرت الطبعة الثانية للمقياس بدون أي تعديل أو إضافة بالنسبة لعدد البنود أو نوعيتها . تتكون الصيغة الأولى التي صدرت عام (1974) من عشرون بندا تم صياغتها بطريقة سهلة ومختصرة ، علما أن بيك يعرف اليأس بأنه حالة وجدانية تبعث على الكآبة وتتسم بتوقعات الفرد السلبية نحو الحياة والمستقبل وخيبة الأمل أو بالتعاسة وتعميم الفشل في كل محاولة ، وهو ما أطلق عليه الثالوث المعرفي للاكتئاب واليأس ، وتعني النظرة السلبية للذات والعالم والمستقبل .وبناءا على هذا التعريف وضع بيك وستير Beck ,Steer بنود المقياس بحيث تدور تسع بنود منها حول اتجاه الفرد نحو المستقبل ، اشتقت من قائمة الانطباع الحالي عن المستقبل من تأليف (Heimberg, 1961) ومن ثم عدلت وأعيدت صياغتها لكي تتناسب مع أهداف المقياس الحالي ، أما بقية البنود وعددها إحدى عشر 11 بندا فقد أُخذت من المرضى العقليين الذي تم تشخيصهم باليأس من قبل المعالجين النفسانيين والتي تدور عباراته حول التشاؤم ، حيث أن تلك العبارات تعكس الاتجاه السلبي نحو المستقبل والتي كان يستخدمها المرضى في حديثهم بشكل متكرر يوميا ، ثم عرض المقياس على محكمين لمراجعته وقد تم تصويب المقياس نحويا ومن ثم طبق على مجموعتين متعارضتين ( مكتئبين وغير مكتئبين ) وقد نجح المقياس في التمييز بين المجموعتين من خلال تحليل التباين بين استجاباتهم .
صمم مقياس بيك لليأس لاستخدامه مع المرضى البالغين سواء الخاضعين للعلاج الاكلينيكي ( المرضى الموجودين في المستشفى أو خارجه ) أو غير الخاضعين له ( مثل طلاب الكليات ، أو المتقدمين للوظائف ) والذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشر والسبعين عاما. يطبق المقياس بشكل ذاتي إذ تعد التعليمات المدونة على ورقة الأسئلة كافية ومختصرة لتوجيه المفحوصين .كما يتطلب تطبيق المقياس مستوى من القراءة ، وتستغرق عملية التطبيق ما بين 05 – 10 دقائق تقريبا ، إلا أنه يمكن ملاحظة طول الوقت حين يكون أفراد العينة من كبار السن أو الذين لديهم تدني في الأداء الحركي والمعرفي أو بطيئوا القراءة .
يتكون مقياس بيك لليأس من 20 بندا يجيب عليها المفحوص باختيار إجابة واحدة من إجابتين ( نعم - لا ) على كل بند . ويبدأ التصحيح بإعطاء (11) بندا المرقمة ( 2-4-7-9-11-12-14-16-17-18-20) في المقياس درجة (1) للإجابة بنعم و (0) للإجابة لا. أما البنود التسعة الأخرى المرقمة ( 1-3-5-6-8-10-13-15-19) يتم تصحيحها بشكل معكوس وتحصل الإجابة لا على درجة واحدة (1) والإجابة نعم على (0). ومن هنا يمكن استخراج الدرجة الكلية التي حصل عليها المفحوصون بجمع الدرجات أو النقاط لكل إجابة اختارها المفحوص. ويمكن أن تتفاوت الدرجة الكلية على المقياس من صفر ( الحد الأدنى ) إلى عشرون ( الحد الأقصى ) . وتعكس الدرجة العالية للمقياس يأسا مرتفعا، فيما تعكس الدرجة الدنيا يأسا منخفضا.
*الصدق: قام بدر محمد الأنصاري (2002) بترجمة بنود المقياس من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية وهذا بعد حصوله على موافقة المؤلف الأصلي، وللتحقق من سلامة الترجمة عرضت النسخة المعربة والصورة الأصلية للمقياس لدورات عديدة من المراجعة من قبل المتخصصين في علم النفس وفي اللغة الانجليزية .وأسفرت محاولة تكييف المقياس على ثبات وصدق عاليين .وعليه قام نفس الباحث (2002) بحساب صدق التكوين لمقياس بيك لليأس على عينة قوامها 277 طالبا وطالبة من جامعة الكويت بعدة طرق من بينها الصدق التقاربي والاختلافي وذلك من خلال حساب الارتباطات المتبادلة بين مقياس اليأس والمقاييس التالية : اليأس ، التفاؤل غير الواقعي ، التوجه نحو الحياة ، القلق ، الاكتئاب ، الذنب ، الخزي ، الذهانية ، الانبساط ، العصابية ، الكذب ، التفتح ، الطيبة ، يقظة الضمير وذلك في ستة دراسات مستقلة. وقد أسفرت نتائج الدراسات على وجود ارتباطات جوهرية موجبة بين اليأس والتشاؤم والاكتئاب والقلق والعصابية والذنب والخزي مما يشير إلى الصدق التقاربي أو الاتفاقي لهذا المقياس ، ومن جهة أخرى كشفت الارتباطات الجوهرية السالبة بين اليأس وكل من التفاؤل والتفاؤل غير الواقعي عن الصدق الاختلافي أو الافتراقي لمقياس بيك لليأس .
* الثبات: اعتمد بدر محمد الأنصاري (2002)في حساب الثبات على طريقة معاملات ألفا كرونباخ بعد تطبيق المقياس ( خلال الموسم الجامعي 1997-1998 و 2000-2001) على عينات من طلاب جامعة الكويت في ثمانية دراسات مستقلة ، وقد أسفرت نتائج الدراسات على ارتفاع معاملات ألفا بحيث تراوحت بين 0.78 و 0.92 مما يشير إلى اتساق داخلي مرتفع للمقياس ( لأن معامل الثبات الذي يساوي أو يزيد عن 0.70 يعد مقبولا في مقاييس الشخصية .
* الخصائص السيكومترية مقياس بيك Beck لليأس في البيئة المحلية:
*الثبات: تم حساب ثبات المقياس بطريقتين: الأولى تتمثل في تلك التي قام بها الباحث أحمد فاضلي وهذا عن طريق إعادة التطبيق حيث تم تطبيقه على مجموعة قوامها (ن=40 ) فردا من طلاب قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطوفونيا، السنة الثالثة بجامعة سعد دحلب البليدة وكان الفاصل الزمني بين مرتي التطبيق ثلاثة أسابيع ، ثم تم حساب معامل الارتباط بين درجات التطبيق الأول والثاني والذي بلغ 0.65 وهو معامل دال عند مستوى الدلالة 0.01 . (فاضلي أحمد، 2008). كما تم حساب ثبات مقياس اليأس لبيك بطريقة القسمة النصفية (فردي و زوجي ) في دراسة قام بها كل من آيت حمودة حكيمة ، وأحمد فاضلي (2007) على عينة من طلبة جامعة الجزائر قوامها 40 طالبا و طالبة. ثم قام الباحثان بحساب معامل الارتباط بين البنود الزوجية و الفردية، و بلغ معامل الارتباط 0.59، و باستخدام معادلة "سبيرمان – براون " بلغ معامل الثبات 0.74 وهو معامل مقبول يشير إلى اتساق داخلي للمقياس.
7- عرض ومناقشة النتائج :
7-1 عرض ومناقشة نتائج الفروق في درجة إدراك الضغط النفسي لدى محاولي الانتحار وفقا لمتغير عدد المحاولات :
يبحث هذا الفرض في الفروق الموجودة في درجة إدراك الضغط النفسي بين فئة المحاولين الانتحار، منطلقا من أن الأفراد الذين قاموا بعدة محاولات هم الذين يسجلون درجات عالية من إدراك الضغط النفسي. ونظرا لعدم تجانس العينة لجأنا لتطبيق اختبار لا معلمي وهو اختبار kruskal-wallis وهذا النوع من الاختبارات لا يشترط التجانس ، كما أنه يقوم على تحويل القيم إلى رتب ، بحيث أن أكبر رتبة تدل على حجم ضغط عالي في هذه الفرضية .
يتضح وجود فروق دالة إحصائيا بين الفئات المحاولة الانتحار، وهذا باختلاف عدد المحاولات. وقد ما يفسر أن الضغط كلما كان عالي، كان الإقبال على المحاولة الانتحارية أكثر ومن ثم تكرارها. وحسب نتائج المعالجة يظهر أن هناك فروق بين عدد المحاولات فيما يتعلق بمتغير إدراك الضغط النفسي ، بحيث كلما ارتفع متوسط الرتب كلما دل على درجات عالية في الضغط النفسي. أي أن الفئة التي حاولت مرة واحدة بلغ متوسط رتبها في الضغط 31.76 وهو أقل من متوسط الفئة التي حاولت مرتين( 36.18) ، بينما الفئة التي حاولت ثلاث مرات بلغ متوسطها 58.36، ورغم أن عدد الذين حاولوا الانتحار 4 مرات لم يبلغ عددهم سوى 2 إلا أن متوسط رتبهم بلغ 70.75 وهذا مؤشر عالي لمتغير إدراك الضغط النفسي.وبالتالي فإن نتائج المعالجة تشير لتحقق الفرض الأول للدراسة الحالية، أي أن المحاولات الانتحارية المتكررة تخفي خلفها ضغط نفسي عالي. وقد تبين أن الذين حاولوا الانتحار مرة أقل ضغطا من الذين حاولوا مرتين ، كما أن الذين حاولوا مرتين أقل ضغطا من الذين حاولوا ثلاث مرات ، وتبقى الفئة التي حاولت الانتحار أربع مرات أكثرهم تسجيلا وأعلاهم على مستوى إدراك الضغط .
ويوضح الاستعراض الدقيق للدراسات بداية من أعمال هولمز وراه وثيل ( 1975 ) Holmes ,Rahe ,Theil ودراسات راه وثيورال (1971)Rahe , Theorell ودراسات راه وليند (1967)Rahe , Lind و كيكولت وغلوسر وآخرون (1985) Kiecolt ,Glaser ودراسة ستيفنسن 1973Stevensonأن ضغوط أحداث الحياة ينتج عنها اضطراب الصحة النفسية والجسمية (حسن عبد المعطي 1992) وهذا ما يؤكد أن شدة إدراك الضغط النفسي كثيرا ما تكون سببا في ظهور السلوكات الانتحارية .
وحسب المنظمة العالمية للصحة فإن 20-30% من المحاولين الانتحار يعاودون المحاولة خلال 12 شهرا ( 1986 Wilmotte et al ) وهذا بسبب التراكمات الناتجة عن الضغوط وفشل مهارات التسوية التي تعمل على مضاعفة سلوكات الخطر .
إن المعاناة و المضايقات اليومية لسنوات طويلة ومفجعة قد يكون لها تأثيرات قوية على الصحة ، وتشير الأدلة العلمية إلى أن المضايقات اليومية قد يكون لها تأثيرات أكثر دلالة على صحة الأفراد ففي إحدى الدراسات الطولية التي أجريت على 100 شخص من كاليفورنيا طبق عليهم مقياس المضايقات اليومية كانوا هم الأكثر تعرضا للأمراض الجسمية المرتبطة بالضغوط والتي من بينها الدوار ، الصداع ، واضطرابات المعدة ، كذلك أشارت النتائج إلى أن المضايقات اليومية كانت منبئا دالا وقويا للأعراض النفسية أكثر من أحداث الحياة وعلى رأسها الاكتئاب والضغط والسلوكات الانتحارية .
بالإضافة لهذا فإن الضغوط المستمرة أو المزمنة تكون مصدرا لكثير من المشكلات التي لا تكون هامة في حد ذاتها، وهذه المشاحنات أو المضايقات هي جزء من الحياة، ولكن عندما تتكدس تصبح مصدرا أساسيا للضغط ومؤشرا هاما للسلوك الانتحاري.حيث أنه عندما تستمر هذه المضايقات يزداد الضغط وتتناقص القدرة على المواجهة والمقاومة، ومن ثم ينتج التوتر والتعب وفقدان النوم وعدم القدرة على حل المشكلات. وتتضمن المشاحنات خبرات الحياة اليومية مثل الانتظار لفترة طويلة أو ازدحام وتوقف المرور ونسيان بعض الأشياء ، القيام بالأعباء الأسرية ، تمزق الثياب ، فهذه المضايقات اليومية قد يكون لها تأثير على صحة الأفراد ، ومجموع تأثيرها يؤثر على العلاقة بين أحداث الحياة الأساسية والمرض (بشرى إسماعيل ، 2004).
يؤكد شوكي ( 1989) Choquet بأن وجود عامل ضاغط يزيد من خطر الانتحار فالفرد أمام حدث صدمي أو مفجر يضعه في حالة من التوتر ويؤدي عجزه لحل الوضعية إلى زيادة التوتر النفسي الذي يظهر على شكل قلق متزايد واستثارة وزيادة العدوانية والإحساس بالعجز في حل المشكل ، مما يسهم في تفاقم الإحساس بالتهديد الذي يسبق المرور للفعل الانتحاري المدرك كمخرج وحيد ممكن من الأزمة ، وعليه تعتبر عوامل الضغط المستمرة والحادة من العوامل المعجلة للمرور للفعل الانتحاري.
في نفس السياق يؤكد كندي Kennedy (نقلا عن 1986 Wilmotte et al ) على وجود فروق في عدد المحاولات الانتحارية (تكرارها) بين الأفراد ، فكلما كان هناك تكفل نفسي واضح وخاصة فيما يتعلق بالضغوط النفسية ، كلما قلت عدد احتمالات تكرار المحاولة .
كما لاحظ كريتمان Kreitman (نقلا عن 1986 Wilmotte et al ) فروقا نوعية بين الذين حاولوا الانتحار أكثر من مرة وبين الذين قاموا به للمرة الأولى ووجد أن المحاولين للمرة الأولى أشخاص حياتهم الداخلية كانت مستقرة نسبيا ومتكيفون، رغم أن هذا التوازن في الحقيقة جد هش، يرتكز على علاقة ورابطة انفعالية خاصة ، وفقدان هذه العلاقة أو الرابطة يتبعه اضطراب يهدد التوازن وينتهي بالانتحار السريع المنفذ بشكل مدروس ، وهذا بعد المرور بحالة اكتئاب مرفق بنوبات حصر واضطرابات النوم واللجوء إلى استعمال العقاقير والكحوليات ثم تنتهي باللجوء للانتحار .أما الحالات التي أظهرت محاولات سابقة ومتكررة فقد كانوا يتميزون بفقدان الاستقرار النفسي واضطرابات واضحة في التكيف الاجتماعي ، ومعاناة واضحة على مستوى الضغط النفسي ، وهذا على الأقل منذ خمس سنوات قبل الانتحار، كما يتميزون بنقلهم لرغبة الموت للمحيطين بهم وبشكل واضح .
هذه النتائج تجمع على أن شدة إدراك الضغط النفسي ، والارتفاع المسجل على مقياس لفنستين ، مؤشر هام ومنبئ لوجود احتمال تكرار المحاولة الانتحارية .
7-2 عرض ومناقشة نتائج الفروق في استخدام مختلف استراتيجيات التعامل لدى محاولي الانتحار وفقا لمتغير عدد المحاولات :
ينص هذا الفرض على وجود فروق في استخدام أساليب المواجهة لدى فئة من محاولي الانتحار وهذا وفقا لعدد المحاولات التي قاموا بها ولصالح المحاولين لأكثر من مرة (معاودة المحاولة). أسفرت النتائج ما يلي:
نتائج الفروق في استخدام مختلف أساليب التعامل المركزة على المشكل والمركزة على الانفعال لدى محاولي الانتحار وفقا لمتغير عدد المحاولات.
يتضح عدم وجود فروق دالة إحصائيا (0.05) في استخدام مختلف أساليب التعامل المركزة على المشكل لدى محاولي الانتحار وفقا لمتغير عدد المحاولات –تكرار المحاولة الانتحارية – سواء على مستوى إستراتيجية التصدي أو مخططات حل المشكل. أي لا يوجد فرق في استخدام هذه الأساليب بين الذين حاولوا الانتحار مرة واحدة والذين حاولوا الانتحار عدة مرات (عاودوا المحاولة الانتحارية).
و يتضح عدم وجود فروق دالة إحصائيا (0.05) في استخدام بعض أساليب التعامل المركزة على الانفعال (إعادة التقدير الايجابي، ضبط الذات، البحث عن سند اجتماعي، تجنب-تهرب) عموما بين الفئات التي كررت المحاولة الانتحارية، بينما أسفرت النتائج وجود فرق دال إحصائيا في استخدام أساليب التعامل المركزة على الانفعال الأخرى من تحمل المسؤولية التي كانت دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة 0.05 وهذا لصالح الذين حاولوا الانتحار مرة واحدة ، وكذا اتخاذ مسافة التي كانت دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة 0.01 وهذا لصالح الذين حاولوا الانتحار أكثر من مرة.
وتؤكد مختلف هذه النتائج قبول الفرض الثاني للدراسة الحالية بشكل جزئي فقط ذلك لأن ليس هناك فروق جوهرية بين المحاولين الانتحار لمرة واحدة والمعاودين المحاولة في استخدام أساليب التعامل المركزة على المشكل وأغلب أساليب التعامل المركزة على الانفعال ماعدا وجود فرق في استعمال بعض الأساليب المركزة على الانفعال من تحمل المسؤولية لصالح الذين حاولوا الانتحار مرة واحدة ، وكذا اتخاذ مسافة لصالح الذين حاولوا الانتحار أكثر من مرة أي عاودوا المحاولة الانتحارية لأكثر من مرة..
يبدو أنه لا توجد فروق دالة إحصائيا في ميل الذين حاولوا الانتحار مرة واحدة أو أكثر من مرة في ميلهم لاستخدام أساليب التعامل المركزة على المشكل سواء تلك المتعلقة بالتصدي أم بمخططات حل المشكل.
وحسب ما يورده مورون (1994)Moron من الضروري الاهتمام بالمحاولين الانتحار، و توفير الوقاية المناسبة لهم حتى لا تتكرر هذه المحاولات، غير أنه يولي أهمية أكبر للجانب السيكاتري الإستعجالي دون الاهتمام بالجوانب النفسية والرعاية السيكولوجية.بينما يشير كريتمان Kreitman (نقلا عن 1986 Wilmotte et al) أن المحاولين الانتحار عادة ما يظهرون محاولات سابقة ، وقد قام بدراسة تأكد فيها بالاعتماد على دراسة روبنز Robins أن نسبة 18% من الحالات يكررون المحاولة الانتحارية ، ثم قام بدراسة مع أوفنستون Ovenstone, Kreitman ووجد أن النسبة مرتفعة تقارب 47% .
ويمكن مناقشة هذه النتائج في ضوء ما أشارت إليه الدراسات حيث ، من بين المشكلات التي تطرحها المحاولات الانتحارية هي تكرار المحاولة التي تشكل خطرا كبيرا ومهددا ، حيث تشير الدراسات الميدانية إلى أن أكثر من ثلث 1/3 حالات محاولات الانتحار هي حالة معاودة ، كما توضح الملاحظات الميدانية أن احتمالية معاودة السلوك الانتحاري وتكراره يكون مرتفعا خلال 12 شهرا الموالي للمحاولة السابقة . ( Xavier Pommereau 2005)
يرى فخري الدباغ (1986) أنه من المغالطة اعتبار أن الذين يحاولون الانتحار للمرة الأولى إن تحسنت أفكارهم أنهم لن يعاودوا الانتحار، والحقيقة أن من يفشل في انتحاره للمرة الأولى فإنه من المحتمل أن يعاود الانتحار وبالأخص في الأشهر الثلاثة الأولى. كما أكدت دراسة دوبان (1998)Dupain أن أساليب التعامل تسمح بالتكيف بشكل فعال تجاه الضواغط المحيطية وتساهم في ظهور السلوكات التوافقية لدى الأفراد .
وبالنسبة لنتائج الدراسة الحالية يمكن القول أن إستراتيجية تحمل المسؤولية التي بدت مستعملة أكثر عند الذين حاولوا الانتحار مرة واحدة مقارنة بالذين حاولوا أكثر من مرة تشير إلى وعي الفرد بالمسؤولية الشخصية في المشكل ، فهي تتضمن حسب فولكمان ولازاروس (1988) اعتراف الفرد بدوره في المشكلة ، وما يصاحب ذلك من محاولات من قبله لتصحيح الأمور . كما تندرج هذه الإستراتيجية ضمن أساليب التعامل التي تركز على الانفعال والتي تهدف للتعامل مع الانفعال الذي يصاحب الحدث الضاغط ( آيت حمودة حكيمة ، 2006) وربما هذا ما يجعل هذه الفئة تفكر مليا قبل الإقدام على محاولة أخرى، باعتبار أنهم ينظرون لمصادر الضغط وللمشكلات الحياتية من منظور جديد بعد المحاولة الأولى ، حيث يجدون أحيانا أنهم طرف في المشكل ، فتنمو لديهم مشاعر المسؤولية كما تشير إليه بشرى إسماعيل (2004) ومن ثم يقلعون عن المحاولات الجديدة .
أما فيما يتعلق باستخدام إستراتيجية اتخاذ المسافة التي ظهرت مستعملة أكثر عند فئة الذين حاولوا الانتحار أكثر من مرة ، مقارنة بالذين حاولوا مرة واحدة ، فيمكن إرجاعها إلى أن الذين يحاولون الانتحار بدل أن يعملوا على تطوير استراتيجياتهم ليتعاملوا بشكل أحسن مع ضغوطهم فإنهم يستمرون في استخدام الإستراتيجية غير الفعالة – إن استمرت – وهذا ما يؤثر سلبا على صحتهم النفسية .
وكما أشرنا في مناقشة فرضيات سابقة فإن المحاولة الانتحارية كثيرا ما ارتبطت بإستراتيجية اتخاذ مسافة وهذا ما انتهت إليه دراسات فريد كاشا (2001)Kacha الذي يرى أن إستراتيجيتي التجنب واتخاذ مسافة كثيرا ما تكون سببا رئيسيا في وجود محاولة انتحارية . وهذا يعني أن الفرد الذي يقوم بمحاولة انتحارية يتميز بهذه الخاصية ، وبالتالي فإن النجاة من الموت المحقق في المحاولة الأولى لا يشير أبدا إلى عدم إمكانية المرور إلى نفس السلوك التدميري لاحقا، وهذا ما يؤكده عبد الحكيم العفيفي (1990) ومن ثم يمكن القول أن اللجوء المستمر لاستخدام هذا النوع من أساليب التعامل يمكن أن يفسر لنا معاودة وتكرار السلوك الانتحاري .
7-3 عرض ومناقشة نتائج الفروق في الشعور بالاكتئاب وفقا لمتغير عدد المحاولات:
نبحث في هذه الفرضية عن الفروق الموجودة في الشعور بالاكتئاب وفقا لعدد المحاولات ، على أساس أن الذين يقومون بمحاولات انتحارية متكررة يسجلون درجات عالية في الاكتئاب.ونظرا لفقدان شرط التجانس بين العينات لجأنا لتطبيق اختبار لا معلمي وهو اختبار kruskal-wallis مرة أخرى ، وللتذكير فإن هذا النوع من الاختبارات لا يشترط التجانس بالإضافة إلى أنه يسمح لنا بتحويل القيم إلى رتب ، بحيث أن أكبر رتبة تدل على درجة اكتئاب عالي في هذه الفرضية .



جدول رقم ( 05) : نتائج الفروق في الشعور بالاكتئاب وفقا لمتغير عدد المحاولات
عدد المحاولات تكرار المحاولات متوسط الرتب لمتغير قيمة kruskal مستوى دلالة
الاكتئاب - wallis دال عندα = 0.01
1 40 28.25 20.94
2 22 38.80
3 11 85.23
4 02 74.50
المجموع 75
يتضح من الجدول رقم (05) وجود فرق دال إحصائيا عند مستوى 0.01 بين الفئات المحاولة الانتحار في درجة الاكتئاب وهذا باختلاف عدد المحاولات، وقد أظهرت النتائج أن كلما كان الاكتئاب شديدا ، كان الإقبال على المحاولة الانتحارية أكثر.
كما يَظهر أن هناك فروق دالة بين عدد المحاولات فيما يتعلق بمتغير الاكتئاب ، بحيث كلما ارتفع متوسط الرتب كلما دل على درجات عالية في الاكتئاب. أي أن الفئة التي حاولت مرة واحدة بلغ متوسط رتبها في الاكتئاب 28.25 وهو أقل من متوسط الفئة التي حاولت مرتين والذي بلغ 38.80، بينما الفئة التي حاولت ثلاث مرات بلغ متوسطها 85.23، ورغم أن عدد الذين حاولوا الانتحار 4 مرات لم يبلغ عددهم سوى 2 إلا أن متوسط رتبهم بلغ 74.50 وهذا مؤشر عالي لمتغير الاكتئاب. وبالتالي فإن نتائج المعالجة تشير لتحقق الفرض الثالث ، أي أن المحاولات الانتحارية المتكررة تخفي خلفها درجة اكتئاب عالي .
تبدو شدة المشاعر الاكتئابية من خلال البحوث أنها سبب واضح لوجود المحاولة الانتحارية ، حيث يرى عبد الحكيم العفيفي ( 1990) أن معظم المنتحرين يكونون ضحايا لمرض الاكتئاب.كما يؤكد الكثير من الأطباء العقليين أن الانتحار عبارة عن نتيجة واضحة تعود في الأصل لحالة باثولوجية ، وعلى وجه الخصوص تتحدد في الاكتئاب ، والشعور بتأنيب الضمير ورفض الذات كذات اجتماعية (2005Otmani Benlatreche ).
من جهته يؤكد العايش عبد العزيز ( 2004) أن العلاج المقدم للمحاولين الانتحار لابد أن يركز أساسا على تقليل الألم النفسي واخضاغهم للعلاج النفسي سواء الفردي أو الجماعي وخاصة العلاج النفسي للاكتئاب حيث يعتبر هذا الأخير من أهم العوامل المسببة للانتحار . نفس الرأي يذهب إليه كل من ديانا هيلز ، روبرت هيلز (ترجمة عبد العلي الجسماني، 1990) أنه من بين الخصائص التي سجلت عند الذين يحاولون الانتحار وجود الاضطراب النفسي خاصة الاكتئاب .
يؤكد يوسف جمعة-ب- (2000) أن نسب الاكتئاب المقدمة من مختلف المصالح رغم تفاوتها إلا أنها تمثل مشكلة حقيقية نظرا لما يمثله الاكتئاب عموما من خطورة ، وهذا لارتباطه المرتفع بالانتحار ، حيث تشير بعض المصادر إلى أن 50-70% من حالات الانتحار يكون بسبب الاكتئاب .في نفس السياق يؤكد من جهته مورون ( 1977) Moron, ( نقلا عن صالح معالم 2005Salah Malim) أن الانتحار في كثير من الأحيان يعتبر عرضا ومؤشرا لاضطرابات سيكاترية ، وأن الاكتئاب هو المساعد على تكوين أفكار الموت ، وهذا لارتباطه بالكف عن كل السياقات التي تتجه نحو الخارج .
يقر محمد النابلسي (1998) أن المراجعة الخاصة بالملفات الطبية المتعلقة بالحالات الانتحارية تؤكد في معظمها أنه يحتوي على سوابق طبنفسية ، فإذا انعدمت هذه السوابق وجدنا أن المحاولة كانت مسبوقة ببعض مظاهر الاضطراب النفسي كفقدان الشهية ، اضطرابات النوم ، مظاهر حزن ، اكتئاب ...نفس الرأي يذهب إليه فخري الدباغ ( 1986) الذي يرى أن وجود حالات انتحارية في أسرة واحدة على مدى سنوات وعقود يشير إلى احتمال وراثة الاستعداد لتقبل الموت أو الاكتئاب ثم الانتحار .
في إحدى الدراسات التي تمت بالجزائر وتحديدا بمدينة قسنطينة قام م بها عبد الوافي بوسنة ( 2004 ) تبين له أن العلاقة واضحة بين الاضطرابات الاكتئابية والسلوكات الانتحارية ، وهذه العلاقة تعتبر من المعطيات الأساسية في الطب العقلي ، لهذا تعتبر الأفكار الانتحارية والسلوكات الانتحارية من المعايير التشخيصية للحالات الاكتئابية في الجداول التصنيفية مثل CIM10,DSM4.
من خلال المعالجة التي قمنا بها تبين لنا أن شدة الاكتئاب تتعلق بتكرار المحاولة الانتحارية ، وهذا ما أقره كل من عبد الحكيم العفيفي (1990) ، عبد العلي الجسماني (1990) ، حسين فايد –ب-(2001) ، حيث خلصت دراساتهم إلى أن المشاعر الاكتئابية ترتبط بشكل جوهري وقوي بالمحاولة الانتحارية ، وتصور الانتحار ، وقد نوهوا في خلاصات أبحاثهم إلى ضرورة الاهتمام بدرجة الاكتئاب وشدتها عقب المحاولة الانتحارية الأولى ، حيث أن استمرار المعاناة من المشاعر الاكتئابية من شأنه أن يفسح المجال لمحاولات انتحارية أخرى متكررة ، وهذا نظرا لاستمرار مصادر الضغط وفشل مهارات التوافق التي تؤثر سلبا على الصحة النفسية. وبالتالي يمكن القول أن شدة الاكتئاب يمكن اعتبارها كأكبر منبئ لوجود تكرار أو ميل لتكرار المحاولة الانتحارية .
7-4 عرض ومناقشة الفروق في درجة الشعور باليأس لدى محاولي الانتحار وفقا لمتغير عدد المحاولات:
في هذا الفرض نحاول إظهار الفروق الموجودة في درجة الشعور باليأس بين محاولي الانتحار وهذا وفقا لعدد المحاولات التي قاموا بها، منطلقين من أن الذين كرروا محاولاتهم الانتحارية هم أشد يأسا من غيرهم. ولدراسة هذه الفروق قمنا بالمعالجة الإحصائية التي اعتمدنا فيها على Anova أحادي العامل. وهذا بعد قيامنا بتطبيق اختبار ليفين لحساب التجانس .
جدول رقم (06 ) : نتائج الفروق في درجات اليأس حسب متغير عدد المحاولات - Anova أحادي العامل –
مصدر التباين مجموع المربعات درجات الحرية معدل المربعات f مستوى الدلالة
مابين 135.75 3 45.25 11.35 دال عند α = 0.01
داخل 282.91 71 3.98
كلي 418.66 74
يتضح من الجدول رقم (06) أن هناك فروق دالة بين المجموعات الثلاث في درجات الشعور باليأس وفقا لعدد المحاولات التي قام بها أفراد العينة، إلا أن هذه النتيجة لا تُظهر لصالح من يعود هذا الفرق ، أي أن النتيجة لا تسمح لنا بتحديد الفئة التي تعرف يأسا شديدا مقارنة بالفئات الأخرى، لذلك عمدنا لاستخدام معالجة إحصائية أخرى والتي تعرف باختبار Tukey الذي يمكن الاستفادة منه عند البحث عن المقارنات الدالة وغير الدالة وبالتالي يدلنا في الأخير على الفئة التي تعرف يأسا شديدا وفقا لمتغير عدد المحاولات .
جدول رقم (07) : نتائج الفروق في درجات اليأس حسب متغير عدد المحاولات
بتطبيق اختبار Tukey
عدد المحاولات قيمة الفرق دلالة الفرق
محاولة واحدة – محاولتين 1.31- غير دال
محاولة واحدة – ثلاث محاولات 3.13- دال عند 0.05
محاولة واحدة – أربع محاولات 5.17- دال عند 0.05
محاولتين – ثلاث محاولات 2.00- دال عند 0.05
محاولتين – أربع محاولات 3.86- غير دال
ثلاث محاولات – أربع محاولات 1.86- غير دال
توضح نتائج تطبيق اختبار Tukey المبينة في الجدول رقم (07) أن هناك فروق بين الفئات التي قامت بمحاولات متعددة، وهذا الاختبار يمكننا من الوصول إلى النتائج التالية:
- لا يوجد فرق دال بين الذين قاموا بمحاولة واحدة والذين قاموا بمحاولتين إذ بلغت قيمة الفرق 1.31- . - لا توجد فروق دالة بين الذين قاموا بمحاولتين انتحاريتين وأربع محاولات، حيث بلغ الفرق بينهما 3.86-. -لم تظهر فروق بين الذين قاموا بثلاث محاولات وأربع محاولات، وقد بلغ الفرق بينهما 1.86- .
- وجود فرق دال بين الذين قاموا بمحاولة انتحارية واحدة والذين قاموا بثلاث محاولات، حيث بلغ الفرق بينهما 3.13-.
-وجود فروق دالة بين الذين حاولوا مرة واحدة والذين حاولوا أربع محاولات وظهرت قيمة الفرق 5.17-.
- وجود فروق دالة بين الذين حاولوا مرتين والذين حاولوا أربع محاولات فقد بلغ 2.00- .
كما يمكن تفسير هذه الفروق من خلال المتوسطات الخاصة بكل فئة على حدا، حيث أن الذين قاموا بمحاولة واحدة بلغ متوسطهم في درجات اليأس 2.32 ، أما الذين قاموا بمحاولتين فقد سجلوا متوسطا يعادل 13.63.كما بلغ متوسط درجات اليأس للذين حاولوا الانتحار ثلاث مرات 15.63. في حين وصل متوسط درجات اليأس للذين حاولوا الانتحار أربع مرات 17.50. ومن خلال هذه المتوسطات التي يزودنا بها اختبار Tukey يمكننا القول أن الذين قاموا بعدة محاولات – أربع محاولات على وجه الخصوص – يسجلون درجات أعلى في اليأس. وتؤكد مختلف هذه النتائج صحة الفرض الرابع للدراسة الحالية.
في هذا الفرض نحاول إظهار الفروق الموجودة في درجة الشعور باليأس بين محاولي الانتحار وهذا وفقا لعدد المحاولات التي قاموا بها ، منطلقين من أن الذين كرروا محاولاتهم الانتحارية هم أشد يأسا من غيرهم .
ولدراسة هذه الفروق قمنا بالمعالجة الإحصائية التي بينت لنا وجود فروق دالة إحصائيا بين المجموعات الثلاث في درجات اليأس وفقا لعدد المحاولات التي قاموا بها وهذا عند مستوى الدلالة 0.01 ، وبعد إضافة معالجة إحصائية أخرى كما ورد سابقا في فصل عر ض النتائج ، تمكنا من التعرف على الفروق وبشكل دقيق بين الفئات .
حيث تبين لنا أن هناك فروق بين الفئات التي قامت بمحاولات متعددة ، ولكن هذه الفروق ليست مسجلة لدى كل الفئات ، حيث لا يوجد فرق دال بين الذين قاموا بمحاولة واحدة والذين قاموا بمحاولتين ، كما لا توجد فروق دالة بين الذين قاموا بمحاولتين انتحاريتين وأربع محاولات ،كما لم تظهر فروق بين الذين قاموا بثلاث محاولات وأربع محاولات .
أما الفروق الدالة فقد ظهرت بين الذين قاموا بمحاولة انتحارية واحدة والذين قاموا بثلاث محاولات، كما ظهرت الفروق بين الذين حاولوا مرة واحدة والذين حاولوا أربع محاولات.كما يظهر لنا مستوى الفرق بين الذين حاولوا مرتين والذين حاولوا أربع محاولات.تجدر الإشارة إلى أن مستويات الفرق هذه دالة عند مستوى 0.05.
كما يمكن تفسير هذه الفروق من خلال المتوسطات الخاصة بكل فئة على حدا ، حيث أن الذين قاموا بمحاولة واحدة بلغ متوسطهم في درجات اليأس 12.32 ، أما الذين قاموا بمحاولتين فقد سجلوا متوسطا يعادل 13.63 ، كما بلغ متوسط درجات اليأس للذين حاولوا الانتحار ثلاث مرات 15.63 في حين وصل متوسط درجات اليأس للذين حاولا الانتحار أربع مرات 17.50.
ومن خلال هذه المتوسطات التي يزودنا بها اختبار Tukey يمكننا القول أن الذين قاموا بعدة محاولات – أربع محاولات على وجه الخصوص – يسجلون درجات أعلى في اليأس. وبالتالي يمكن قبول هذه الفرضية بترجيح درجة اليأس لدى الفئة التي حاولت الانتحار أكثر من مرة.
من ناحية الدراسات السابقة يظهر أن رشاد موسى (1998) يؤكد أن الفرد الذي يشعر بعدم ضبط النفس وضعف الثقة بالنفس والشعور بالنقص وعدم الكفاية والشعور بعدم القيمة أنه لا يستطيع أن يحدد مصيره أو يوجه مسار حياته كما يريد . كما يعتريه فتور الانفعال والانطواء والانسحاب والوحدة والعزلة والصمت والتشاؤم المفرط وخيبة الأمل ، أي يصبح عرضة للاكتئاب .ومن ثم نجد أن السمة المحورية لهذا الشخص هي الإحساس بالعجز النفسي لأن لا حيلة له في تحقيق ما يريده .وهذا ما يعرضه للمحاولة الانتحارية، الذي تأكد لنا من خلال نتائج الدراسة الحالية.
من حيث مدلول اليأس الذي يعبر عن حالة الفرد الجسمية والعقلية والاجتماعية التي ليست على ما يرام . وطبقا لإحصائيات الباحثين فإن 75% من المكتئبين يعتقدون أنهم لن يشفوا أبدا وتكون مشاعر اليأس لديهم قوية وقد يحاول البعض منهم الانتحار (بشير معمرية ، 2009) وكلما كانت مشاعر اليأس شديدة ، كلما ظهرت محاولات انتحارية متكررة .
توصل بيك وآخرون (1967) إلى أن حوالي 67% من حالات الاكتئاب يعانون من اليأس ، وظهر أيضا أن شدة الاكتئاب مرتبطة بيأس أشد ، وكلما ترافقا معا في الشدة والمدة ، كلما تعرض الفرد لخطر السلوكات الانتحارية ، كما أن عدم الاهتمام بهذه المشاعر السلبية خاصة بعد أول محاولة انتحارية بإمكانه أن يؤسس فيما بعد لمحاولات أخرى .
من جهتها تؤكد زاناتاZanatta على أن بعض الوضعيات يمكن أن توضح السلوكات الانتحارية ،أو تكرارها ، خاصة وجود حالة اكتئاب ويأس أو مرض خطير أو كل وضعية لا يمكن تجاوزها أو مواجهتها كالحداد أو الإصابة بمرض عقلي ( 1986 ,Wilmotte et al ) . في نفس السياق يؤكد عبد الحكيم العفيفي (1990) أن اليأس يكبر ويتعاظم ويحطم أعمدة الشخصية الواحد تلو الآخر حتى يحطم العمود الأخير وهو الإيمان فيتجه الإنسان للانتحار. ومن جهته يؤكد كل من ديانا هيلز ، روبرت هيلز (ترجمة عبد العلي الجسماني 1990) أن 10% ممن كانوا قد حاولوا في الماضي من حياتهم قتل أنفسهم ، أقدموا في خاتمة المطاف على تنفيذ مأربهم وهذا عندما أتيحت لهم الفرصة لتكرار المحاولة الانتحارية.
إن محاولات الانتحار يجب أن تؤخذ بكامل الحذر والحرص من المحيطين بالشخصية التي تهدد بالانتحار إذ أن 95% من المنتحرين يحاولون عدة مرات قبل الإقدام بالفعل على التنفيذ، خاصة إذا تميزت هذه الحالات بارتفاع مشاعر اليأس (عبد الحكيم العفيفي، 1990).يضيف محمد الحجار (1987) أن اليأس والقنوط وفقدان الأمل والعون من الأعراض الهامة والأخيرة التي تنذر بوجود الأفكار الانتحارية.وهذه الأفكار هي التي يمكن أن تكون سببا واضحا في وجود المحاولة الانتحارية أو تكرارها، خاصة إذا ترافقت مع أرضية هشة مكونة من الخصائص المعرفية والانفعالية التي افترضناها في بحثنا الحالي.
من خلال ما عرضناه سابقا يمكن القول أن مشاعر اليأس المرتفعة إن سجلت لدى الأفراد الذي قاموا بمحاولة انتحارية، يمكن أن تكون السبب الجديد لظهور محاولات أخرى لاحقة.
وبالتالي فالفرد الذي يتميز بقدر عالي من الضغط النفسي وشدة المشاعر الاكتئابية واليأس يكون معرضا بشكل أو أخر للسلوك الانتحاري وهذا لما لهذه المتغيرات من دور في رفع احتمالية الانتحار .
انطلاقا من رأي دومان وآخرون (1995) De man et al تبين أنه بالرغم من المعلومات المتوفرة حاليا حول ظاهرة الانتحار إلا أنه من المستحيل التنبؤ بحدوثه حتى عند مجموعة من المرضى في حالة استشفاء على درجة عالية من الخطر ( Bourgeois ,2001 ) ، ورغم ذلك يمكن أن نشير إلى أن نتائج الدراسة الحالية يمكن أن تساهم ولو بشكل يسير في التعرف على هذه الفئة .كما يمكن استغلال نتائجها فيما يلي :
-إجراء بحوث تهتم بمصادر الضغوط المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى المحاولة الانتحارية ومعاودتها.
-الاهتمام بمتغير اليأس كعامل منبئ للمحاولة الانتحارية ومعاودتها.
-تفعيل الدراسات الوبائية والوقائية للحد من المحاولات الانتحارية وتكرار المحاولة الانتحارية .
-تدريب فئة المحاولين للانتحار على مواجهة المشكلات بتطوير نماذج تعتمد أساسا على حل المشكلات.
-تدريب فئة المحاولين الانتحار على توسيع مجالات الإدرا

وفاء

المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 18/11/2008
العمر : 41

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى