جمعية ستيفيس للصحة النفسية لولاية سطيف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لإجهاد و التوافق الدراسي- للأستاذة سلام

اذهب الى الأسفل

لإجهاد و التوافق الدراسي-  للأستاذة سلام Empty لإجهاد و التوافق الدراسي- للأستاذة سلام

مُساهمة  أد.ن بعيبع الأربعاء مارس 18, 2009 4:24 pm

ملخص المقال
ا نقدم في هذه الورقة عرضا موجزا لطبيعة العلاقة بين متغيرين رئيسيين في العملية التعليمية التعلمية ، و هما لإجهاد و التوافق الدراسي ، باعتبارهما من أهم المتغيرات التي أثرت على الميادين الحياتية ، مما أدى إلى تغيير في مفهوم الصحة النفسية التي جعلت الفرد يعيش جملة من التناقضات في عصر تتشابك فيه العلاقات وتتقارب فيه المسافات ، مما اثر بشكل كبير على الفرد سواء من الناحية النفسية ، أو الاجتماعية العلائقية أو التربوية أو المهنية وأمام هذا الوضع نتطرق في موضوعنا هذا إلى إدراك إبعاد العلاقة القائمة بين هذين المتغيرين على الصعيد التربوي وأكثر تخصيصا لدى طلبة البكالوريا .

لقد عرف الإنسان أهمية الإحساس بالراحة النفسية و الجسدية وتحقيق التوافق من اجل قيام وظائفه الجسدية بعملها على أكمل وجه ولاحظ العلماء العلاقة القائمة في أكثر من وجه ومن بين هذه العلاقات العلاقة القائمة بين التوافق و الإجهاد هذه القضية التي شغلت مؤخرا العديد من العلماء و الفلاسفة و الأطباء و مازالت إلى يومنا هذا تشكل واحد من أهم الموضوعات في علم النفس و الطب . ولعل تراكم المشكلات وتزايد حدتها نتيجة طبيعة التغيرات الهائلة التي شهدها العالم عبر التاريخ الطويل تعد من عوامل تفاقم هذه المشكلات . ولكننا نجد في المقابل إننا نمتلك اليوم قدرا هائلا من المعرفة و الأدوات العلمية التي تجعلنا قادرين بشكل يتزايد يوميا عل مواجهة مشكلات الحياة اليومية من بينها تلك المتعلقة بالتوافق داخل الوسط المدرسي . لان المشكلات التي نواجهها اليوم متقلبة وغير مألوفة ولا يحكمها قانون معياري ثابت ويلعب الطالب دورا رئيسيا فيها بوعي وبدون وعي بتعدد النواحي التي يعيشها من الناحية النفسية ، العلائقية ، البيداغوجية .
وتشكل الظروف الاجتماعية و الاقتصادية و البيئة البيداغوجية و النفسية والعلائقية إطارا لإمكانية التأثير في التوافق بصورة سلبية أو ايجابية عند الطلاب ومن هنا فان الحالة التوافقية تعكس قدرة الطالب على تمثيل هده الظروف وتطويعها لمصلحته بما يحقق له النجاح في المسار التعليمي و التربوي محاولا بذلك تحقيق التكيف .
و لعلاج هذا الموضوع عمدنا إلى إجراء بحث حول العلاقة القائمة بين الإجهاد و التوافق الدراسي لدى طلبة البكالوريا) شعبتي آداب و علوم إنسانية ، وعلوم الطبيعة والحياة( .
و اعتبارا من أن المدرسة أسرة ثانية أو مرحلة انتقالية بالنسبة للطفل فبعد أن تربى في سنوات الطفولة الأولى في كنف أسرته التي هي الخلية الأولى و الأساسية للتنشئة الاجتماعية ينتقل إلى المدرسة التي يقضي فيها معظم وقته وبمرور سنوات تمدرسه يمر بأهم مراحل نموه، كما تساهم المدرسة بشكل فعال في تنشئة الطفل وتطبيعه اجتماعيا فهي إذن مؤسسة اجتماعية قبل أن تكون مؤسسة تعليمية من خلالها يكون التلميذ علاقات مختلفة مع زملائه وأساتذته ومع كل المتواجدين في المحيط المدرسي .
و مما لا شك فيه أن كل نظام تربوي يعاني من نقائص و صعوبات تواجه وقد تعرقل السير الحسن للعملية التربوية التي يكون فيها التلميذ المحور الأساسي والذي يتلقى فيها التعليم بصورة منتظمة وفقا لمنهاج دراسي، فقد يكون من بين هذه الصعوبات كثافة البرنامج وطريقة توزيع المواد الدراسية وكذلك الحجم الساعي للمواد الدراسية ولكي يستطيع التلميذ أن يستوعب البرنامج ويفهمه ويلم به يستخدم التلميذ طاقة كبيرة و هذا ما قد ينعكس سلبا عليه فيشعر بإجهاد كبير ،لأن كل نشاط أو عمل إنساني يحتاج إلى استغلال الجسم و تحريك العضلات و تشغيل الفكر وفقا لنوع العمل، و قوة النشاط الجسدي أو الفكري تحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة و هذا ما أظهرته العديد من البحوث في علم النفس العيادي ، علم النفس المرضي والطب السلوكي و التي عالجت ظاهرة الإجهاد حيث أثبتت دراسة جديدة في ألمانيا أن الاضطراب الهرموني في جسم الإنسان قد يتسبب في الإصابة بالإجهاد المزمن WWW : ANNABA .COM) ( وأول ما ما يتبادر إلى الذهن أن الفرد المقصود هو العامل في المؤسسة الصناعية باعتباره من أهم المتأثرين بظاهرة الإجهاد خاصة من الناحية العضلية إلا أن الملاحظ هو أن بقية شرائح المجتمع تعاني وبشدة من هذه الظاهرة و أهمها الشريحة التعليمية التربوية. فالفرد داخل المؤسسة الصناعية يكون داخل المؤسسة التربوية التعليمية أيضا، و تجدر الإشارة إلى أن أهم فئة تعليمية متضررة من ظاهرة الإجهاد هم طلبة المراحل الانتقالية في كل المستويات انطلاقا من المرحلة التعليمية الإبتدائية مرورا بالرابعة متوسط فطلبة التعليم الثانوي وأهمهم طلبة البكالوريا باعتبارهم مقبلين على امتحان مصيري بمثابة مرحلة انتقالية لاستقبال محيط اجتماعي خارجي تربوي وتعليمي جديد و لهذا فان الإجهاد ماهو إلا جملة من التفاعلات الحاصلة و المؤثرة في الطالب والظروف المحيطة كعوامل معيقة لا يتوقف على الطالب المجهد بقدر ما يتوقف على نوعية الاستجابة باعتبار الإجهاد حالة تحدث داخل العضوية ينجم عنها عدم توازن وظيفي على مستوى الجهاز العصبي والجهاز الغددي وما يتبعها من اضطرابات انفعالية ، كما أن الإجهاد يمثل مجموعة المتطلبات و المعيقات المحيطة التي لا يقوى الطالب على مقاومتها . بهذا فان الإجهاد حالة غير جديدة في حياة الطالب غير أن الجديد فيها أنها أصبحت ظاهرة شائعة و منتشرة بكثرة في الأوساط التعليمية وهي في تزايد مستمر لان مختلف الأفراد يشكون من الإجهاد و في جميع الميادين و أصبح يسمى بعلة العصر و أصبح مرادفا لمفهوم القلق ما دامت ظاهرة تعبر عن موقف خارجي ونشير هنا إلى أن استجابة الطالب في المؤسسة التعليمية سواء النفسية أو الانفعالية أو النفس جسمية تعتبر على اختلاف في علاقة الطالب بالعوامل المحيطة علاقة تفاعل و لكي يكون الطالب في وضعية تلائم قدراته واستعداداته و طاقاته ينبغي أن يتوافق مع الوسط الذي يدرس فيه .
ففي ميدان التربية يمثل التوافق الجيد مؤشرا ايجابيا أو دافعا قويا يدفع التلاميذ إلى التحصيل من ناحية و يرغبهم في المدرسة ويساعدهم على إقامة علاقات متناغمة مع زملائهم من ناحية أخرى بل ويجعل العملية التعليمية خبرة ومتعة وجذابة والعكس صحيح فالتلاميذ سيؤا التوافق يعانون من التوتر النفسي و يعبرون عن توتراتهم النفسية بطرق متعددة كاستجابات التردد و القلق أو بمسالك العنف و الأنانية و التمركز حول
الذات و فقدان الثقة بالنفس و استخدام الألفاظ السيئة في التعامل مع الآخرين و كراهية المدرسة و الهروب و اضطرابات سلوكية مثل اللجلجة و التلعثم وقضم الأظافر و الميول الانسحابية و السرحان و الخجل و الشعور بالنقص وتنعكس كل المشكلات بالطبع على التحصيل الذي هو جوهر عملية التعلم .)اشرف محمد عبد الغني / 2001/ ص88 (
و نظرا لأهمية عملية التوافق في حياة التلميذ ككل على وجه الخصوص ارتأينا في موضوعنا هذا معرفة نوعية العلاقة الموجودة بين هذه الظاهرة و بين ظاهرة الإجهاد التي نلاحظها موجودة لدى أقسام طلبة البكالوريا . و منه كان تساؤلنا كالتالي :
- هل هناك علاقة ارتباطيه بين الإجهاد و التوافق الدراسي لدى طلبة البكالوريا شعبتي آداب وعلوم إنسانية و علوم الطبيعة والحياة ؟
أوضحت الدراسة أن توافق الطالب دراسيا ضروري سواء للطالب في حد ذاته أو بالنسبة للمحيط المدرسي حيث تعتبر المدرسة مكان تجمع الطلاب و التي تندرج ضمن تكوين علاقات تربط الطالب بأعضاء المجال الدراسي ،و نظرا لكون توافق الطالب يتأثر بجملة من الظروف الضاغطة التي من شانها أن تؤثر فيه بصورة سلبية أو ايجابية ومن بين هذه الضغوطات طبيعة الإجهاد ومدى علاقته بالتوافق من النواحي النفسية و العلائيقية و البيداغوجية ، لذا لابد من توفر مراقبة مدرسية لتحقيق التوافق السوي و هذه ما أكدت عليه الدراسة.

أد.ن بعيبع
Admin

المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 22/10/2008

https://assps.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى