جمعية ستيفيس للصحة النفسية لولاية سطيف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الإسلام وتحقيق الصحة النفسية -أ/بوعود اسماء

اذهب الى الأسفل

الإسلام وتحقيق الصحة النفسية -أ/بوعود اسماء Empty الإسلام وتحقيق الصحة النفسية -أ/بوعود اسماء

مُساهمة  أد.ن بعيبع الجمعة يناير 16, 2009 8:30 am

الإسلام وتحقيق الصحة النفسية



لم يعد مفهوم الصحة النفسية يقتصر على الخلو من الأمراض والاضطرابات النفسية، إنما تجاوز ذلك إلى توفر مجموعة من الخصائص حتى نحكم بأن الشخص يتمتع بالصحة النفسية، ومن هذه الخصائص: الخلو من التوترات الزائدة والأخطاء الفجة، والتوسط في إشباع الحاجات النفسية، والشعور بالسعادة، والتوافق الاجتماعي وحسن الأخلاق والرضا عن النفس، والإخلاص في العمل، والاستمتاع واللذة في العبادة والإقبال على الآخرة ...إلخ.

ولقد وضع الدين الإسلامي منهجا للتربية والتوجيه، ويعد هذا المنهج من أكمل الاتجاهات وأشملها في تحقيق الصحة النفسية للإنسان، ويتضح ذلك فيما يلي:

أولا:

ربط المنهج الإسلامي الفرد بهدف سامي فجعل غاية حياته عبادة الله تعالى وحده، وفي إطار هذه الغاية أنيط بالإنسان الخلافة في الأرض مما يجعله في دافع دائم للسلوك الذي يحافظ به على تحقيق ذلك، قال الله تعالى:{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (الذاريات:56).

ووظيفة الخلافة داخلة قطعا في مدلول العبادة، هذه الأخيرة التي تقوم على أمرين أساسيين وهما:

1- استقرار معنى العبودية في النفس، أي استقرار الشعور على أن هناك عبدا يعبد وربا يعبد.

2- التوجه إلى الله تعالى بكل حركة في الضمير والجوارح والتجرد من كل معنى غير معنى التعبد لله.

ولو أخذنا هذا الجانب وحده لوجدنا أنه يمثل قمة ما يساعد الفرد على تحقيق التوافق والصحة النفسية، كيف ذلك؟

لقد نادت نظريات العلاج النفسي التي تهتم بالأمراض النفسية من ناحية تشخيصها وعلاجها والتي يأتي القلق النفسي في مقدمتها، أن السبب الرئيسي لتلك الأمراض إنما يعود إلى المعاناة من فراغ وجودي، أي عدم إدراك غاية الوجود والحياة.

والمسلم لا يعاني أبدا من ذلك، إذ يدرك جيدا غاية وجوده في هذا الكون، ومآله بعد الموت. وبذلك منحت العقيدة الإسلامية الإنسان أولى وأهم مفاتيح التوافق.

كما أن المؤمن الذي يؤمن بالقدر خيره وشره، لا يمكن أن يحزن لذهاب شيء ما أو فوات نجاح أو خسارة مال..، يقول رسول الله(صلى الله عليه وسلم):{عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن،إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر فكان خيرا له}.

وإذا كان القلق والاكتئاب اضطرابات ترجع في الأساس إلى انعدام الشعور بالأمن والطمأنينة، فإن المسلم قد أغناه الله تعالى بأمن يستقيه من الإيمان به وطمأنينة تزوده بها العبادات المختلفة التي كلف بأدائها.

ثانيا:

لقد جاء الإسلام بما يعمل على حفظ الصحة النفسية في المجتمع، وذلك بما تحويه تعاليمه السمحة من دعوة إلى التكافل والتراحم والتسامح وإفشاء السلام بين أفراد المجتمع المسلم.

كذلك وحرصا منه على المصلحة الإنسانية العامة، فقد أحل الطيبات وحرم الخبائث، ويظهر ذلك من خلال تحريمه للظلم والربا والرشوة..

كما اهتم الإسلام بالأسرة باعتبارها الركيزة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع كله، وذلك من خلال العمل على تنظيم العلاقات والتعاملات المختلفة بين أفرادها، إذ حدد حقوق الزوجين وواجباتهم نحو بعضهما البعض، كما حدد واجبات الآباء نحو أبنائهم وواجبات الأبناء نحو آبائهم..

كما يحرص الإسلام من خلال تشريعاته على حفظ دين الإنسان وعقله ونفسه ونسله وماله، هذه الأخيرة التي تعد أساسيات الصحة النفسية إذا ما تم الحفاظ عليها، وأساس الصراع والجرائم والمرض النفسي إذا ما أهملت.

ثالثا:

لقد جاء الإسلام ليتمم مكارم الأخلاق، إذ يدعو إلى التحلي بالصدق والأمانة والوفاء بالعهد والتواضع..إلخ، وهذا مما يجعل المسلم في سلام مع نفسه ومع الآخرين وقرب من الله تعالى، فتتحقق له بذلك الصحة النفسية التي ينشدها علم النفس الحديث.

رابعا:

لقد اهتم الإسلام ببث روح المسؤولية في أبنائه ، وهذا ما جاءت به النصوص القرآنية، يقول الله تعالى:{كل نفس بما كسبت رهينة}، ويقول رسول الله(صلى الله عليه وسلم):{كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته}.

ولو تحقق للفرد تحمله للمسؤولية، فإنه يتحقق له جانب كبير من جوانب الصحة النفسية، ذلك أن المرض النفسي والعقلي في الأساس هو هروب من تحمل المسؤولية في شكل أعراض مرضية، مثل الفصام الذي يمثل هروبا من المسؤولية في صورة انفكاك عن الواقع.

خامسا:

لقد كلف الإسلام أبناءه بجملة من العبادات والأذكار، ولقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة ما لهذه العبادات من آثار عجيبة على الصحة النفسية و البدنية للإنسان، ومن هذه العبادات: الصلاة، الدعاء، الأذكار، الصوم، هذا الأخير الذي أصبح يعد من أهم العلاجات التي يستخدمها الأطباء الغربيين اليوم في علاج الأمراض المستعصية النفسية منها والبدنية، ويسمى عندهم ب"رياضة الجوع" .

وصدق الله تعالى إذ يقول في محكم تنزيله:{وما ينطق عن الهوى}.

أد.ن بعيبع
Admin

المساهمات : 257
تاريخ التسجيل : 22/10/2008

https://assps.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى