سر السعادة..

السلام عليكم

سر السعادة..


تأتي الأيام وتمضي وكل مهموم بحياته وحاله يسعى في الأرض لتحصيل الرزق , كل يسعى ليكون يومه أفضل من الأمس وغده أفضل من اليوم, بعضنا يسعى ويكون همه في تحصيل المال وآخر يلهث وراء المنصب والجاه والبعض يسعى للنجاح الدراسي أو الوظيفي.

لكن كل ما سبق ليس غاية ولكنه وسيلة فليس المال والحصول عليه غاية فما يفيد المال إذا لم نستطع صرفه والاستمتاع به, وما يفيد المنصب والجاه إذا لم يعد بفائدة علي صاحبه إذا هذه الأشياء وسيلة وليست غاية , وسيلة لتحقيق غاية كبري وهي السعادة , فهذه الأشياء إن لم يتحقق معها معني السعادة فإنها لا تفيد بل أحيانا تأتي بالهم والحزن والضرر.

إذا فما هو معنى السعادة؟؟

البعض يكون همه جمع المال ويأتي بمال وفير ولا يكون سعيد وآخر يكون عنده القليل من المال ويكون سعيدا. إذا السعادة هي الراحة النفسية , هي البعد عن الصراع النفسي, فالصراع النفسي موجود بداخلنا جميعا وهو صراع بين مكونات النفس, بين الرغبات والشهوات والاحتياجات الدنيوية وبين الضمير والقيود الاجتماعية والدينية.

فعندما يحدث داخل النفس توازن بين كفتي الصراع يحدث اطمئنان الداخلي فنصل بالنفس إلى حالة النفس المطمئنة, النفس السعيدة, أما إذا مالت كفت الصراع نحو الرغبات والشهوات تكون النفس نفس أمارة بالسوء. وإذا مالت ناحية الضمير والقيود الاجتماعية تكون النفس نفس لوامة.

إذا التوازن بين كفتي الصراع "الوصول إلي حالة النفس المطمئنة" هو المطلب لتحقيق السعادة. وللوصول إلى النفس المطمئنة يجب أن يتحل الشخص بالرضا والاطمئنان لقدر الله مع السعي في الرزق والأخذ بالأسباب.
وهذا هو سر السعادة . ومما يعين علي الرضا الصلاة وقراءة القرءان بخشوع وتدبر والتفكر في خلق الله وحكمة الله في خلقه.

إذا السعادة في استطاعتنا جميعا والوصول إليها ليس بالصعب ولكن يجب تدريب النفس وتطويعها علي التحلي بالرضا والاطمئنان لقدر الله.
قال تعالي " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿7﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿8﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴿9﴾ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴿10﴾ " (آية 7 – 10 سورة الشمس)

د.مصطفى محمود ابو العزائم
تقديم أ.بوعود